Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تبحث سلامة "كورسك" النووية

ارتفاع قتلى القصف الروسي إلى 51 شخصاً وواشنطن تصفه بأنه تذكير بـ"وحشية" بوتين

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي (أ ف ب)

ملخص

تعلن القوات الروسية السيطرة على قرى جديدة بصورة شبه يومية، وهي حالياً على بعد أقل من 10 كيلومترات من مدينة بوكروفسك التي تعد محوراً لوجيستياً مهماً لكييف وتشكل هدفاً رئيساً لموسكو.

قُتل 51 شخصاً في الأقل وجرح أكثر من 200 آخرين اليوم الثلاثاء بهجوم صاروخي روسي استهدف مدينة بولتافا في وسط أوكرانيا وأدى إلى تدمير جزئي لمعهد عسكري، بحسب ما أفادت حصيلة رسمية من المرجح أن تشهد ارتفاعاً.

وقال مكتب النيابة العامة الأوكرانية "حتى الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي (15:00 بتوقيت غرينيتش)، قُتل 51 شخصاً وجرح أكثر من 200 آخرين في هذا الهجوم"، ورجح الحاكم الإقليمي فيليب برونين أن "يكون نحو 18 شخصاً تحت الأنقاض".

وتعرضت القيادة العسكرية الأوكرانية لانتقادات حادة من مدونين يحظون بشعبية كبيرة ومن مسؤولين، عقب هذا الهجوم الذي وقع في وقت احتشد عدد من الجنود في مكان واحد داخل المعهد العسكري.

وصرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن صاروخين باليستيين سقطا على "معهد تعليمي ومستشفى مجاور" في بولتافا، موضحاً في رسالة عبر الفيديو أن "أحد مباني معهد الاتصالات تعرّض لدمار جزئي وعلق أشخاص تحت الأنقاض"، وأشار إلى أن هذه المؤسسة أنشئت في ستينيات القرن الماضي وتُعنى بتدريب المتخصصين في مجال الاتصالات العسكرية.

وكان زيلينسكي أورد حصيلة أولية تفيد بمقتل 41 شخصاً وجرح أكثر من 180 آخرين.

وفي السياق، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي اليوم الثلاثاء أن الضربة الروسية على مدينة بولتافا الأوكرانية "تذكير مروّع" بـ"وحشية" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

تحذير نووي

وأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أنه ناقش سلامة محطة كورسك النووية الروسية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم، بعد أربعة أسابيع من شن أوكرانيا هجومها غير المسبوق عبر الحدود.

وكان غروسي زار الأسبوع الماضي محطة كورسك النووية الروسية، محذراً من أن قربها من المنطقة حيث تدور المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية "خطر للغاية"، على أن يقصد غداً الأربعاء محطة زابوريجيا النووية في جنوب أوكرانيا التي سيطرت عليها القوات الروسية خلال الأيام الأولى للنزاع.

وأكد غروسي في كييف لصحافيين بعد لقاء مع زيلينسكي "أجرينا تقييماً عاماً لما رأيته في محطة كورسك النووية، بالنسبة لي كان من المهم نقل الانطباعات التي حصلت عليها، وبالطبع تأكيد أهمية تجنب أي موقف هناك من شأنه أن يؤدي إلى حال طوارئ إشعاعية".

وأضاف "كان مهتماً بأخباري، أعتقد بأنها واضحة جداً بالنسبة إليه، إنه يفهم جيداً ولا أعتقد بأنه يختلف على الإطلاق في شأن حقيقة أنه لا ينبغي أبداً مهاجمة محطات الطاقة النووية".

وحذرت روسيا مراراً من إمكان تعرض المحطة للقصف منذ اقتحمت القوات والدبابات الأوكرانية كورسك، ونبّهت الوكالة الدولية كذلك إلى خطورة القتال حول المحطات النووية بعد العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وأعلنت الوكالة اليوم أنها سترسل فريقاً من الخبراء "قريباً" إلى بعض المحطات الفرعية الأوكرانية المتضررة، "محطات التبديل الكهربائية التي تشكل العمود الفقري للشبكة والتي تم تحديدها على أنها ضرورية للسلامة النووية" لتقييم الوضع.

وأكد غروسي في بيان أن "سلامة تشغيل محطات الطاقة النووية تعتمد على اتصال مستقر وموثوق به بشبكة الكهرباء. ونتيجة للحرب، أصبح الوضع أكثر عرضة للخطر وربما خطراً في هذا الصدد".

إسقاط 27 طائرة مسيرة

قال مسؤولان إن شخصين، من بينهما طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات، قتلا في هجمات روسية على منطقة زابوريجيا في جنوب شرقي أوكرانيا، كما لقي شخص ثالث حتفه في هجوم صاروخي على مدينة دنيبرو بوسط البلاد.

في المقابل، قالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 27 من أصل 35 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا خلال هجوم الليلة الماضية.

وأضافت القوات الجوية، في بيان على تطبيق "تيليغرام"، أن القوات الروسية استخدمت ثلاثة صواريخ باليستية وصاروخاً موجهاً في الهجوم.

أكبر تقدم

في هذا الوقت، حققت القوات الروسية في أغسطس (آب) الماضي أكبر تقدم شهري لها منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022 في أوكرانيا بسيطرتها على 477 كيلومتراً مربعاً، وفق بيانات نشرها معهد دراسة الحرب وحللتها وكالة الصحافة الفرنسية.

من جهته حقق الجيش الأوكراني تقدماً سريعاً في مطلع أغسطس في روسيا في منطقة كورسك على مساحة تزيد على 1100 كيلومتر مربع في أسبوعين وعلى بعد أقل من 35 كيلومتراً من العاصمة الإقليمية، إلا أن هذه الجبهة بدأت تشهد جموداً تدريجاً مع تقدم يتراوح ما بين 1150 و1300 كيلومتر مربع خلال الـ15 يوماً الماضية.

وفي أغسطس أحرزت القوات الروسية تقدماً في أوكرانيا يزيد معدله على 15 كيلومتراً مربعاً في اليوم معظمه في منطقة دونيتسك، وتم تحقيق معظم هذه المكاسب باتجاه المحور اللوجيستي المهم لكييف في مدينة بوكروفسك، والتي بات الجيش الروسي على بعد أقل من سبعة كيلومترات منها مساء الأحد.

وتعود المرة الأخيرة التي استولت فيها موسكو على هذا القدر من الأراضي في شهر واحد إلى أكتوبر 2022 حين ردت على الهجوم الأوكراني المضاد حول خاركيف (شمال شرق) عندما كان خط المواجهة أكثر تقلباً من الآن.

ومنذ بداية 2024 استأنفت موسكو تقدمها في الأراضي الأوكرانية مع سيطرتها على 1730 كيلومتراً مربعاً إضافياً، ما يعادل أكثر بثلاثة أضعاف مكاسبها في عام 2023، والتي استعادتها أوكرانيا منذ ذلك الحين بفضل هجومها المضاد.

لكن في الأشهر الأخيرة تحاول القوات الأوكرانية جاهدة صد الهجوم على أراضيها، وتمكنت خلال 8 أيام من استعادة أراضٍ أكثر من تلك التي سيطر عليها الروس مع تقدم طفيف للغاية يبلغ بضعة كيلومترات مربعة.

وبحلول الأول من سبتمبر (أيلول) الجاري باتت روسيا تسيطر على 66266 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية.

 

وبإضافة شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014 والمناطق الشرقية الخاضعة بالفعل لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا قبل الهجوم فإن التقدم الذي أكدته موسكو أو طالبت به يمثل 18 في المئة من أراضي أوكرانيا في عام 2013.

هجمات بعيدة المدى

من جانبه قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الإثنين إن أوكرانيا "أكثر تفاؤلاً" في شأن احتمالات الحصول على إذن من حلفائها الغربيين لتنفيذ هجمات بعيدة المدى على أهداف داخل روسيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف في مؤتمر صحافي بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف في مدينة زابوريجيا بجنوب شرقي أوكرانيا، "في الوقت الحالي السماح فقط ليس كافياً أيضاً". 

ومضى زيلينسكي قائلاً إن على الحلفاء أن يوفروا الأسلحة لمثل هذه الهجمات.

 

"قطاع الطرق"

وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الإثنين بتقدم قواته في شرق أوكرانيا، معتبراً ذلك دليلاً على أن العملية العسكرية التي بدأتها كييف الشهر الماضي في منطقة كورسك الحدودية الروسية مصيرها الفشل.

وفي حين سعى الخطاب الروسي الرسمي إلى التقليل من شأن هذا الهجوم الأوكراني منذ بدئه أعلن بوتين أمس الإثنين أنه "سيتولى أمر" الجنود الأوكرانيين المنتظمين فيه.

وقال بوتين، "علينا تولي أمر قطاع الطرق هؤلاء الذين تسللوا إلى الأراضي الروسية في منطقة كورسك ويحاولون زعزعة استقرار الوضع في المناطق الحدودية بالمجمل". وأضاف أن أوكرانيا تسعى إلى "وقف عملياتنا الهجومية في أجزاء رئيسة من منطقة دونباس. النتيجة معروفة. لم ينجحوا بوقف تقدمنا في دونباس". وتابع، "النتيجة واضحة. نعم، يعاني الناس صعوبات خصوصاً في منطقة كورسك، لكن الهدف الرئيس الذي كان لدى العدو هو إيقاف هجومنا في دونباس، ولم يحققه". وقال، "أنا متأكد من أن هذا الاستفزاز سيفشل"، في إشارة إلى العملية الأوكرانية في كورسك.

ويتقدم الجيش الروسي في شرق أوكرانيا منذ فشل الهجوم الأوكراني المضاد الكبير في صيف عام 2023 وسقوط مدينة أفدييفكا التي كانت بمثابة موقع حصين للجيش الأوكراني في فبراير (شباط) الماضي، وتسارع هذا التقدم بصورة ملحوظة في الأسابيع الأخيرة.

وتعلن القوات الروسية السيطرة على قرى جديدة بصورة شبه يومية، وهي حالياً على بعد أقل من 10 كيلومترات من مدينة بوكروفسك التي تعد محوراً لوجيستياً مهماً لكييف وتشكل هدفاً رئيساً لموسكو.

ويبدو أن رهان السلطات الأوكرانية خاسر، إذ هدفت من خلال الهجوم على كورسك إلى دفع روسيا لإعادة نشر قواتها في هذه المنطقة وثنيها عن هجومها المستمر في شرق أوكرانيا.

وأكد بوتين أن القوات الروسية تتقدم حالياً عدة كيلومترات مربعة خلال كل هجوم تشنه، بينما كانت تتقدم بضع مئات من الأمتار في السابق. وشدد على أن موسكو تحقق تقدماً "بوتيرة لم نشهدها منذ مدة طويلة" في دونباس.

المزيد من دوليات