Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسكو تلوح مجددا بتغيير عقيدتها النووية

7 قتلى بينهم 3 أطفال بقصف في لفيف والخارجية الروسية تحذر من استخدام أسلحة بعيدة المدى: الرد سيكون مؤلما للغاية

محققون يتفقدون موقع ضربة صاروخية روسية في كييف في 2 سبتمبر 2024 (رويترز)

ملخص

تعرضت القيادة العسكرية الأوكرانية لانتقادات حادة من مدونين يحظون بشعبية كبيرة ومن مسؤولين، عقب الهجوم على مدينة بولتافا الذي وقع في وقت احتشد فيه عدد من الجنود بمكان واحد داخل المعهد العسكري.

حذرت وزارة الخارجية الروسية الغرب وأوكرانيا اليوم الأربعاء من أن موسكو سترد بشكل فوري ومؤلم للغاية في حال شنت أوكرانيا هجمات بأسلحة بعيدة المدى على الأراضي الروسية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا إن الرد سيكون “مؤلما للغاية”.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله اليوم الأربعاء إن تصعيد الولايات المتحدة للحرب في أوكرانيا وتصرفات "الغرب المتكتل" فرضت على روسيا ضرورة مراجعة عقيدتها النووية.

وقالت روسيا في الآونة الأخيرة إنها تستعد لإجراء تعديلات على السياسة التي تحدد ظروف استخدامها للأسلحة النووية، لكنها لم توضح تفاصيل التعديلات بعد.

وتنص العقيدة النووية الروسية القائمة، المنصوص عليها في مرسوم أصدره الرئيس فلاديمير بوتين عام 2020، على أن من حق روسيا استخدام الأسلحة النووية في حالة شن عدو لهجوم نووي عليها أو تعرضها لهجوم عادي يهدد وجود الدولة.

وقال بيسكوف لوكالات أنباء إن التعديلات تأتي "على خلفية التحديات والتهديدات التي تثيرها دول ما يسمى الغرب المتكتل".

وأضاف أن موسكو تأخذ في الاعتبار احتمال استخدام أوكرانيا لأسلحة بعيدة المدى زودتها بها الولايات المتحدة في شن هجمات داخل العمق الروسي.

ميدانيا، قتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال وأصيب أكثر من 30 بجروح في ضربات روسية استهدفت خلال ليل الثلاثاء الأربعاء مدينة لفيف في غرب أوكرانيا، وفق حصيلة جديدة أوردها وزير الداخلية إيغور كليمنكو.

وأوضح كليمنكو عبر تلغرام أن "الحصيلة الإجمالية هي مقتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال" في لفيف. من جهته، دان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "ضربات إرهابية روسية"، مجددا دعوة حلفائه الغربيين الى زيادة دعمهم العسكري لأوكرانيا في مجال أنظمة الدفاع الجوي.

وأعلن مسؤولون عسكريون أوكرانيون اليوم الأربعاء، أن روسيا شنت هجوماً صاروخياً على العاصمة كييف وهجوماً بطائرات مسيرة على مدينة لفيف في الغرب، التي لا تبعد كثيراً عن الحدود مع بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي.

وأضاف المسؤولون أن وحدات الدفاع الجوي عملت على صد الهجمات.

وقال شهود، إنهم سمعوا دوي عدة انفجارات على مشارف كييف وهو ما يبدو ناجماً عن تشغيل أنظمة الدفاع الجوي. وذكرت القوات الجوية الأوكرانية عبر تطبيق "تيليغرام" للتراسل أن كل أنحاء أوكرانيا في حالة تأهب للغارات جوية.

تعديل وزاري

من جانب آخر، استقال ستة سياسيين أوكرانيين على الأقل، بينهم وزراء، وأقيل مستشار رئاسي، ليل الثلاثاء، عشية تعديل وزاري كبير، بحسب ما أعلن الحزب الحاكم.

وبعد عامين ونصف العام على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، كتب ديفيد أراخاميا، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم، في منشور على تطبيق "تيليغرام"، "كما وعدنا، يمكن توقع حصول تعديل حكومي كبير هذا الأسبوع. أكثر من 50 في المئة من أعضاء الحكومة سيتم تغييرهم. غداً سيكون يوم إقالات، واليوم التالي يوم تعيينات".

ومن أبرز الذين قدموا استقالاتهم مساء الثلاثاء وزراء الصناعات الاستراتيجية والعدل والبيئة.

كما أصدر الرئيس فولوديمير زيلينسكي مساء الثلاثاء، مرسوماً أقال بموجبه نائب رئيس الحكومة روستيسلاف شورما الذي يعد أحد كبار مساعدي الرئيس.

ويحاول زيلينسكي من هذه الخطوة تعزيز الثقة في فريقه، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات عديدة، بما في ذلك القصف الروسي اليومي.

ومنذ بداية الحرب، أجرى زيلينسكي تعديلات وزارية عديدة، من بينها إقالته في سبتمبر (أيلول) وزير الدفاع بعد فضائح فساد واستبداله رئيس أركان الجيش بعد انتكاسات منيت بها القوات المسلحة في ساحة المعركة.

وبدأت الولاية الرئاسية الأولى لزيلينسكي في 2019 وانتهت في مايو (أيار) الفائت، لكنه باق في منصبه بموجب الأحكام العرفية المعمول بها منذ بدء الهجوم الروسي.

بايدن يدين القصف "المخزي"

دان الرئيس الأميركي جو بايدن بشدة الهجوم الذي شنته روسيا بالصواريخ على مدينة بولتافا الأوكرانية وأسفر عن مقتل 51 شخصاً على الأقل، متعهداً إمداد كييف بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي.

وقال بايدن في بيان، "أدين بأشد العبارات الممكنة هذا الهجوم المخزي"، مشدداً على أن الولايات المتحدة ستواصل تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا "بما في ذلك توفير أنظمة الدفاع الجوي والقدرات التي يحتاجون إليها لحماية بلدهم".

وقُتل 51 شخصاً على الأقل وأُصيب 271 آخرون بجروح أمس الثلاثاء في الهجوم على مدينة بولتافا في وسط أوكرانيا، وأدى إلى تدمير جزئي لمعهد عسكري، بحسب ما أفادت حصيلة رسمية من المرجح أن تشهد ارتفاعاً.

ومساء أمس، أكد الرئيس الأوكراني في خطابه اليومي عبر الإنترنت، أن البحث عن ناجين تحت الأنقاض مستمر، مشيراً إلى أن عدد المصابين بلغ حتى الآن 271 شخصاً.

 

وتعرضت القيادة العسكرية الأوكرانية لانتقادات حادة من مدونين يحظون بشعبية كبيرة ومن مسؤولين، عقب هذا الهجوم الذي وقع في وقت احتشد فيه عدد من الجنود في مكان واحد داخل المعهد العسكري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأفادت وزارة الدفاع الأوكرانية بأن الهجوم وقع بعد فترة قصيرة جداً من إطلاق الإنذار المضاد للطائرات، مضيفة أن الضربة "باغتت السكان بينما كانوا في طريقهم للاحتماء في ملجأ تحت الأرض".

وقالت الوزارة، "بفضل تنسيق العمل بين رجال الإنقاذ والأطباء، أنقذ 25 شخصاً بينهم 11 شخصاً كانوا تحت الأنقاض"، مضيفة أن "عناصر الإنقاذ يواصلون عملهم".

واستهدف الهجوم الذي وقع في الصباح مدينة بولتافا التي تقع على مسافة نحو 300 كيلومتر شرق كييف، والتي كان عدد سكانها نحو 300 ألف نسمة قبل الهجوم الروسي.

ردود فعل غربية

وأثار الهجوم ردود فعل عواصم غربية. ورأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على منصة "إكس"، أن وحشية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا تعرف حدوداً"، مؤكدة أنه "يجب محاسبته".

وتردد ذلك على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الذي قال، إن الضربة الروسية على مدينة بولتافا "تذكير مروع" بـ"وحشية" بوتين.

من جهته، أشار وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيان على "إكس" إلى أن "الضربات الروسية على بولتافا هي أحدث عمل عدواني بغيض في حرب بوتين البغيضة وغير القانونية في أوكرانيا".

غضب أوكراني

وفي الداخل الأوكراني، أثار الهجوم غضباً بين المدونين العسكريين الذين باتوا يتمتعون بتأثير واسع النطاق في ظل الحرب الروسية على بلادهم.

وفيما أشار بعضهم إلى أن الجيش الروسي أراد استهداف احتفال عسكري رسمي نُظم في الهواء الطلق، تساءل المدون سيرغي ناوموفيتش الذي يتابعه أكثر من 135 ألف شخص على فيسبوك، "لماذا تجمع هذا العدد الكبير من الأشخاص في هذا المكان؟".

من جهتها، أعربت النائبة الأوكرانية ماريانا بيزوغلا، العضو في لجنة الدفاع في البرلمان التي غالباً ما تنتقد القيادة العسكرية الأوكرانية، عن أسفها لعدم معاقبة أي ضابط رفيع المستوى بسبب تعريضه مجموعات من الجنود للخطر خلال حوادث مماثلة وقعت في الماضي. وقالت عبر تطبيق "تيليغرام"، "المآسي تتكرر متى سيتوقف ذلك؟".

ويأتي ذلك فيما نشر مدونون عسكريون روس أمس لقطات جوية التقطتها مسيرة تُظهر مبنى يبدو مطابقاً للمعهد العسكري في بولتافا. غير أن وزارة الدفاع أكدت أنه لم تكن هناك أي مراسم في الهواء الطلق أثناء وقوع المأساة.

كما أمر الرئيس الأوكراني بإجراء "تحقيق كامل وسريع" في ملابسات هذا الهجوم. وتعهد "محاسبة" روسيا، مكرراً دعوة الحلفاء الغربيين إلى تزويد كييف بأنظمة دفاع جوي إضافية بشكل عاجل والسماح لها بضرب عمق الأراضي الروسية بالصواريخ البعيدة المدى التي تسلمتها.

وحتى الآن، ترفض دول غربية عدة، بينها الولايات المتحدة، الموافقة على تنفيذ ضربات خارج الحدود الأوكرانية خشية التصعيد مع موسكو.

وواجهت قيادة الجيش الأوكراني ضغوطاً الأسبوع الماضي بعد تحطم مقاتلة "أف-16" أميركية الصنع أودى بالطيار الذي كان قد تلقى تدريباً في الولايات المتحدة. ومقاتلات "أف-16" من المعدات العسكرية التي تسلمتها كييف أخيراً بعد انتظار لأكثر من عامين. وأعلن زيلينسكي بعد هذه الحادثة إقالة قائد القوات الجوية ميكولا أوليشتشوك.

المزيد من دوليات