ملخص
من المتوقع حدوث مزيد من الاستقالات والتعيينات في الأيام المقبلة بعد استقالة خمسة وزراء أمس الثلاثاء، فيما وصفه حليف كبير لزيلينسكي بأنه بداية "إعادة ضبط" للحكومة قبل فصلي الخريف والشتاء.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده تحتاج إلى "طاقة جديدة"، وذلك في إطار إجراء تعديل وزاري كبير يأتي في وقت حاسم خلال الحرب مع روسيا.
وقدم ستة وزراء من بينهم وزير الخارجية دميتري كوليبا استقالاتهم وقبل البرلمان استقالة أربعة منهم.
وقال المشرعون إن الاستقالات تضمنت نائب رئيس الوزراء المكلف بالتكامل الأوروبي، ووزير الصناعات الاستراتيجية المسؤول عن إنتاج الأسلحة في أوكرانيا، بالإضافة إلى وزيرين آخرين.
وقال زيلينسكي لوسائل الإعلام خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الأيرلندي الزائر سيمون هاريس "نحن بحاجة إلى طاقة جديدة اليوم، وهذه الخطوات تهدف إلى تعزيز دولتنا في مختلف الاتجاهات".
وأشار محللون إلى أن إعادة ضبط الحكومة الأوكرانية كانت مخططة منذ فترة، إلا أنها تأجلت بسبب تركيز الرئيس زيلينسكي على المحادثات مع الشركاء الغربيين خلال الصيف، بهدف تأمين المساعدات العسكرية والمالية.
وقال فولوديمير فيسينكو، وهو محلل سياسي مقيم في كييف، "هذه عملية إصلاح مخطط لها للحكومة"، وأضاف "الآن سيتم تجديد نصف الحكومة. هذا هو أسلوب زيلينسكي. إنه يعتقد أن الوزير الجديد يجلب طاقة جديدة ونهجاً مبتكراً ويعمل بنشاط أكبر. إنه يتوقع هذا التأثير بالضبط". ولم يتوقع فيسينكو حدوث تغيير كبير في السياسة الخارجية بعد إقالة كوليبا.
استقالات
واستقال وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا من منصبه اليوم الأربعاء، وهو أبرز ضحية حتى الآن لتعديل حكومي كبير أمر به الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مرحلة حاسمة من الحرب المستمرة منذ 30 شهراً مع روسيا.
وكان كوليبا (43 عاماً) أشهر شخصية أوكرانية في الخارج بعد زيلينسكي وكان يلتقي زعماء العالم ويضغط من أجل حصول بلاده على دعم عسكري وسياسي ويتحدث الإنجليزية بطلاقة.
ومن المتوقع حدوث مزيد من الاستقالات والتعيينات في الأيام المقبلة بعد استقالة خمسة وزراء أمس الثلاثاء، فيما وصفه حليف كبير لزيلينسكي بأنه بداية "إعادة ضبط" للحكومة قبل فصلي الخريف والشتاء.
ونشر رئيس البرلمان الأوكراني رسلان ستيفانتشوك خطاب استقالة كوليبا على فيسبوك.
وقال زيلينسكي إن التغيير الحكومي ضروري لتحقيق النتائج المطلوبة من أوكرانيا.
وذكر أمس الثلاثاء أن “الخريف مهم جداً لأوكرانيا. ويجب تشكيل مؤسساتنا الحكومية كي تحقق أوكرانيا كل النتائج المرجوة، لنا جميعا”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"الخطوط الحمراء"
على صعيد آخر، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة من المزاح بشأن "الخطوط الحمراء" التي حددتها روسيا.
وقال لافروف إن واشنطن فقدت الإحساس بالردع المتبادل الذي دعم التوازن الأمني بين موسكو وواشنطن منذ الحرب الباردة، وهذا أمر خطير.
وقال لافروف إن واشنطن تعرف أين تكمن هذه الحدود، لكنها مخطئة إذا اعتقدت أن عواقب أي تصعيد في الحرب في أوكرانيا ستتحملها أوروبا بشكل رئيسي. وأضاف "إن لديهم قناعة متأصلة بأن لا أحد سيمسّهم". وأشار إلى أن هذا يقوّض كل المبادئ التي دعمت الاستقرار الاستراتيجي مع واشنطن منذ الحقبة السوفياتية. وقال "هذا الشعور بالردع المتبادل، لسبب ما بدأوا يفقدونه. هذا أمر خطير".
جاء ذلك رداً على سؤال حول احتمال تسليم صواريخ أميركية بعيدة المدى لأوكرانيا.
قتلى بضربة روسية غرب أوكرانيا
ميدانياً، أسفرت ضربة روسية على مدينة لفيف في غرب أوكرانيا على بعد مئات الكيلومترات عن الجبهة، عن مقتل سبعة أشخاص، وفق ما أفاد مسؤولون في وقت أعلنت موسكو إحراز تقدم في الشرق الذي دمرته الحرب.
وجاء الهجوم على لفيف، التي تؤوي آلاف النازحين جراء الحرب المستمرة منذ عامين، غداة هجوم صاروخي روسي على مدينة بولتافا (وسط) أسفر عن 53 قتيلاً في قصف هو من الأكثر دموية منذ بدء الحرب.
وأفاد وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو عبر "تيليغرام" "بالمجموع، قُتل سبعة أشخاص في لفيف، بينهم ثلاثة أطفال. عمليات البحث والانقاذ متواصلة".
وأدى الهجوم الصاروخي إلى إصابة 40 شخصاً بجروح، وفق ما أفاد مكتب المدعي العام، وألحق أضراراً بمدارس ومنشآت طبية وأبنية في مركز المدينة التاريخي.
شرق أوكرانيا
وتتقدم القوات الروسية في شرق أوكرانيا، بينما توغلت القوات الأوكرانية بشكل مفاجئ داخل منطقة كورسك الروسية.
وكثفت روسيا هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ في الأسابيع القليلة الماضية، بينما شنت كييف هجوماً كبيراً بالطائرات المسيرة على البنية التحتية الروسية للطاقة في مطلع الأسبوع.
ومن المتوقع أن يعلن زيلينسكي مرشحه لمنصب وزير الخارجية اليوم الأربعاء، والنائب الأول لوزير الخارجية أندري سيبها من بين المرشحين الأوفر حظا.
كما أصدر الرئيس فولوديمير زيلينسكي مرسوماً أقال بموجبه نائب رئيس الحكومة روستيسلاف شورما الذي يعتبر أحد كبار مساعديه.
في حين أعلن رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم، ديفيد أراخاميا، في منشور على تطبيق تيليغرام "أن تعديلا حكوميا كبير اً سيحصل هذا الأسبوع"، مضيفا أن أكثر من 50 في المئة من أعضاء الحكومة سيتم تغييرهم.
كما أردف كاتبا: "غداً (اليوم الأربعاء) سيكون يوم إقالات، واليوم التالي يوم تعيينات".
تعزيز الثقة
يشار إلى أن زيلينسكي يحاول من خلال هذه الخطوة تعزيز الثقة في فريقه، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات عديدة، بما في ذلك القصف الروسي اليومي.
فمنذ بداية الحرب، أجرى زيلينسكي تعديلات وزارية عديدة، من بينها إقالة وزير الدفاع، في سبتمبر (أيلول) 2023، بعد فضائح فساد واستبدال رئيس أركان الجيش بعد انتكاسات منيت بها القوات المسلحة في ساحة المعركة.