Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 نيران "سونيون" تجدد مخاوف "قنبلة صافر"

تحذيرات من مقامرة الحوثي بمقدرات البلاد والبيئة البحرية في سبيل مصالحهم الذاتية

لقطات نشرتها وسائل إعلام حوثية للسفينة سونيون عقب استهدافها (المسيرة)

ملخص

على خطى السفينة "روبيمار" وخزان "صافر" العائم، الحوثيون يستهدفون السفينة "بلو لاغون" التي ما تزال تشتعل رفقة الناقلة "سونيون"

على خطى السفينة "روبيمار" وخزان "صافر" العائم، ها هي السفينة "بلو لاغون" تترنح رفقة الناقلة النفطية "سونيون" (SOUNION) التي لا تزال تشتعل وسط جهود لإنقاذها وتجنيب البحر الأحمر أخطر تلوث من شأنه تدمير البيئة المائية، بعد أن باتت السفينتان على وشك الغرق إثر تعرضهما لقصف حوثي.

 وأمس الثلاثاء أقر الحوثيون باستهداف السفينة بلو لاجون عقب أيام من استهداف الناقلة SOUNION في موقف متكرر تعبر عنه لغة لا تكترث لخطورة هذه الممارسات سواء بالمقامرة بالبلاد ومقدراتها وتعريضها للرد العسكري الغربي، أو بتسميم المياه وغذاء اليمنيين الذين يكابدون أوضاعاً إنسانية صعبة هي الأسوأ على مستوى العالم.

وأعلنت البعثة البحرية الأوروبية "أسبيدس" أمس الثلاثاء أن الظروف غير مواتية لقطر ناقلة النفط اليونانية "سونيون" المشتعلة بعد تعرضها لهجوم شنه الحوثيون قبالة اليمن، محذرة من كارثة بيئة غير مسبوقة في المنطقة.

في حين جددت ميليشيات الحوثي الاستمرار بهجماتها في مسرح هجمات زعمت أنه يقع تحت طائلة مسيراتها المفخخة وصواريخها إيرانية الصنع والكادر، من البحر الأحمر وخليج عدن وحتى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، بينما لم تسجل ضربات فعلية في الموقعين الأخيرين.

الموقف والجدوى

وعلاوة على إعاقة حركة الملاحة الدولية وما ترتب عليها من أضرار اقتصادية وانسانية فادحة على مستوى اليمن والمنطقة العربية والعالم، تتجاهل الجماعة التحذيرات من عواقب الاضرار بالبيئة البحرية نتيجة التسرب النفطي الذي ينذر بكارثة بيئية.

فلم يلبث أن تمكنت الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي أخيراً من محاصرة آثار التسرب النفطي الأضخم الذي خلفته سفينة الشحن الضخمة روبيمار في الـ 18 من فبراير (شباط) الماضي، جراء استهدافها عرض البحر الأحمر بصواريخ بحرية عدة تعرضت إثرها لإصابة بالغة أسفرت عن غرقها نتج منه تسرب نحو 21 ألف طن من سماد كبريتات فوسفات الأمونيوم كانت تحملها على متنها، وفقاً لتقارير الفرق الفنية الحكومية والدولية.

وفي بيانها قالت الشركات الخاصة بتأمين السفن المدمرة إنها تدرس حلولاً بديلة، من دون أن تقدم تفاصيل وافية عن المسألة الأمنية لسفن الإنقاذ في منطقة تشهد استهدافاً حوثياً دائماً، وهي بهذا تثير تساؤلات من نوع آخر تتعلق بجدوى العمليات العسكرية التي شنتها كل من بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل على مواقع مفترضة للجماعة الحوثية، لمنع عملياتها المتكررة ضد السفن العابرة في واحد من أهم الممرات المائية.

وأمس الثلاثاء أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) نجاحها في تدمير منظومتين صاروخيتين في مناطق تابعة لسيطرة ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في اليمن.

وقالت القيادة المركزية إنه "يتم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية محمية وأكثر أمناً للسفن الأمريكية وقوات التحالف والسفن التجارية".

ولكن على رغم الإعلان الأميركي بين حين وآخر عن استهداف منصات إطلاق صواريخ أو مواقع عسكرية حوثية لكن خط سير الأحداث يكشف عن عدم جدوى تلك الضربات المعلنة بتزايد الهجمات الحوثية على الناقلات البحرية بعكس التعامل مع فصائل وحركات مسلحة أخرى يجري التعامل معها بشكل حاسم وسريع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكرت هيئات بريطانية بحرية أن سفينة تجارية أصيبت بطائرة مسيرة على بعد نحو 50 ميلاً من ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين على البحر الأحمر خلال الساعات الماضية، وهي عمليات تثير تساؤلات واستغراب الشارع اليمني والمراقبين الدوليين عن جدوى الرقابة الدولية العسكرية على العمليات الحوثية التي تزداد وتيرتها بالمقارنة بين فارق الإمكانات العسكرية واللوجستية بين الجانبين، خصوصاً وقد دفع التصعيد الحوثي بمئات السفن لتغيير مسار عبورها المعتاد من الممر المائي العربي إلى طريق رأس الرجاء الصالح، مما تسبب برفع كلفة النقل الدولي، وبالتالي ارتفاع أسعار التأمين البحري والمواد الغذائية والوقود والأدوية وغيرها، وهي تبعات يواجهها الشعب اليمني على نحو غير محتمل.

وتبحر عبر مضيق باب المندب وقناة السويس المصرية أكثر من 25 ألف سفينة كل عام ويتسبب هذا الالتفاف في مضاعفة مسافة ومدة الإبحار التي تتراوح بين 12 و 15 يوماً إضافية، لكل رحلة، وهو ما يكلف السفن الكبيرة ما يقدر بنحو مليون دولار من الوقود لكل رحلة.

ويشير موقع "AIS" الدولي المتخصص بمراقبة حركة السفن إلى تغييرات في هويات بعض السفن، إذ بدأت تعلن عدم ارتباطها بإسرائيل من خلال رفع شعار "لا علاقة لنا بإسرائيل"، لتجنب أية ضربة قد تكلف السفن والشركات كثيراً.

وفي الـ 12 من يناير (كانون الثاني) الماضي، أصدر البيت الأبيض بياناً مشتركاً مع 10 دول جاء فيه أنه رداً على هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، نفذت القوات المسلحة الأميركية والبريطانية هجمات مشتركة ضد أهداف في مناطق تسيطر عليها الجماعة في اليمن، إلا أن مراقبون يمنيون اعتبروا العمليات العسكرية الغربية سطحية وغير مجدية كونها لم تلامس عصب الحوثي ولا مفاصل قوته العسكرية حتى اللحظة.

على خطى صافر

التعاطي الحوثي مع أزمات السفن الذي يقابله حديث دائم عن السيادة ونصرة غزة يذكر بتعاطيهم المتلكئ والطويل مع أزمة الناقلة النفطية صافر الراسية في ميناء رأس عيسى شمالي ميناء الحديدة التي كانت تقل أكثر من مليون برميل نفط خام، ظلت على مدى عقد كامل معرضة للانفجار أو التسرب نتيجة عدم صيانتها منذ انقلاب الجماعة عام 2014 وتسرب المياه إلى هيكلها المتآكل، مما دعا الحكومة اليمنية لإطلاق مناشدة إلى الأمم المتحدة للتوسط للسماح بصيانتها قابلته الميليشيات باشتراطات ذاتية لا علاقة بمصالح اليمنيين أو البيئة البحرية بها، إذ اشترطت، وفقاً لتصريحات حكومية، حصولها على كمية النفط الذي بداخلها وقيمة الصيانة التي خصصتها الأمم المتحدة للخزان وقيمة الهيكل التالف وغيرها من الاشتراطات السياسية، قبل أن تأتي أحداث غزة لتعزز من التوغل الحوثي في المياه الدولية خدمة للمشروع الإيراني في المنطقة.

وحينها قالت الحكومة إن الميليشيات تتخذ من أزمة صافر ورقة ابتزاز جديدة تتجاوز باستهتار غير معهود تحدي المجتمع الدولي، وتهديد البلاد بكارثة بيئية تتجاوز اليمن إلى محيطه والعالم بأسره قبل أن تتمكن الأمم المتحدة منتصف العام الماضي الشروع في تفريغ الخزان مع تلبية جميع اشتراطات الجماعة المدعومة من إيران.

ويقول الحوثيون إن هجماتهم تأتي تضامناً مع غزة في حين يسخر منهم اليمنيون الذين طالبوهم بفتح المعابر والطرقات، والإيفاء بالالتزامات التي قطعوها على أنفسهم كسلطة أمر واقع، وفي مقدمها صرف الرواتب التي يرفضون دفعها للعام السابع على التوالي.

المزيد من متابعات