Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماكرون يهنئ تبون بإعادة انتخابه ويؤكد على "العلاقة الاستثنائية" مع الجزائر

فاز بفترة رئاسية ثانية بـ94.65 في المئة من الأصوات وحملة حساني ترصد "انتهاكات"

ملخص

نافس تبون مرشحين هما رئيس حركة مجتمع السلم الإسلامية عبدالعالي حساني شريف، والصحافي السابق يوسف أوشيش (41 سنة) الذي يتمركز في منطقة القبائل بوسط شرق البلاد.

قالت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر أمس الأحد، إن الرئيس عبدالمجيد تبون حصل على 94.65 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية. 

وترقب الجزائريون منذ وقت مبكر إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت السبت، وكان من المتوقع أن يفوز فيها عبدالمجيد تبون بولاية ثانية، بعد اقتراع اتسم بنسبة مشاركة تدنت عن 50 في المئة على رغم تحسنها مقارنة بعام 2019.

وأعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي ليل السبت، أن "نسبة المشاركة الأولية في الانتخابات الرئاسية عند إغلاق مكاتب الاقتراع بلغت 48.03 في المئة داخل الوطن و19.57 في المئة بالنسبة إلى الجالية الوطنية بالخارج"، من دون أن يحدد عدد المقترعين من أصل أكثر من 24 مليون ناخب مسجلين.

وقال، إن هذه "نسبة أولية" وإن تأخر إعلان التفاصيل سببه تأخر وصول محاضر بعض الولايات "بسبب الفيضانات".

تمديد فترة التصويت

ونسبة المشاركة كانت الرهان الأساسي في الانتخابات، بما أن تبون أراد أن يعاد انتخابه "رئيساً عادياً من دون تشكيك في شرعيته" بحسب مدير مركز الدراسات حول العالم العربي والمتوسط في جنيف، سني عبيدي.

شهدت الانتخابات التي حملت تبون إلى الرئاسة في 2019 عزوفاً قياسياً بلغ 60 في المئة، إذ حصل على 58 في المئة من الأصوات، في خضم تظاهرات "الحراك" العارمة المطالبة بالديمقراطية، ودعوة كثير من الأحزاب إلى مقاطعة التصويت.

وأمام بطء توافد الناخبين نهار أول من أمس قررت سلطة الانتخابات تمديد فترة التصويت بساعة لتغلق المكاتب في الثامنة مساء. وأغلقت الصحف الجزائرية مساء أمس قبل إعلان نسبة المشاركة، فكانت عناوينها في الغالب حول حسن سير الاقتراع.

 

 

نافس تبون مرشحين هما رئيس حركة مجتمع السلم الإسلامية عبدالعالي حساني شريف (57 سنة)، وهو مهندس أشغال عمومية، والصحافي السابق يوسف أوشيش (41 سنة) رئيس جبهة القوى الاشتراكية وهو أقدم حزب معارض في الجزائر يتمركز في منطقة القبائل بوسط شرق البلاد.

وكان الرئيس المنتهية ولايته الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات مدعوماً من أحزاب الغالبية البرلمانية وأهمها جبهة التحرير الوطني، الحزب الواحد سابقاً، وحزب حركة البناء الإسلامي الذي حل مرشحه ثانياً في انتخابات 2019.

ركز المرشحون الثلاثة خطاباتهم أثناء الحملة الانتخابية على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، متعهدين العمل على تحسين القدرة الشرائية وتنويع الاقتصاد ليصبح أقل ارتهاناً بالمحروقات التي تشكل 95 في المئة من موارد البلاد بالعملة الصعبة.

ووعد تبون، بالاستفادة من زيادة مداخيل تصدير النفط والغاز، بزيادات جديدة في الأجور ومعاشات المتقاعدين وتعويضات البطالة وببناء مليوني مسكن، فضلاً عن زيادة الاستثمارات لإيجاد 450 ألف فرصة عمل وجعل الجزائر "ثاني اقتصاد في أفريقيا" بعد جنوب أفريقيا.

غياب شبابي

وبلغ عدد الناخبين نحو 24.5 مليون من أصل 44.5 مليون نسمة ثلثهم تقل أعمارهم عن 40 سنة، لكن صور القنوات المحلية و"وكالة الصحافة الفرنسية" لم تظهر كثيراً من الشباب في مراكز التصويت، على رغم النداءات المتكررة من منافسي تبون.

وعزا حسني عبيدي انخفاض نسبة المشاركة إلى "الحملة الانتخابية المتواضعة" مع وجود متنافسين "لم يكونا في المستوى" المطلوب ورئيس "بالكاد عقد أربعة تجمعات". وأضاف أنه بالنسبة إلى الناخبين "فما الفائدة من التصويت إذا كانت كل التوقعات تصب في مصلحة الرئيس"، مشيراً إلى تحلي الجزائريين "بالنضج السياسي".

واعتبر حسني عبيدي أنه بعد إعادة انتخابه المتوقعة، سيتمكن تبون من تجاوز ضعف المشاركة الشعبية لكن بشرط إعادة النظر في أسلوب حكمه والقيام بتغييرات في حكومته، وإلا فإن حصيلة حكمه الذي عانى "عجزاً في الديمقراطية" يمكن أن تشكل عائقاً خلال ولايته الجديدة.

ولم يشر تبون في تصريحه عقب التصويت، إلى نسبة المشاركة وضرورة التصويت بقوة كما فعل منافساه اللذان وعدا بتعزيز الحريات والحقوق.

 

 

وأعلن أوشيش التزامه "الإفراج عن سجناء الرأي من خلال عفو رئاسي ومراجعة القوانين الجائرة". أما حساني شريف فدافع عن "الحريات التي قلصت إلى حد كبير في الأعوام الأخيرة"، بعد تراجع زخم "الحراك" الذي أطاح عام 2019 الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة الذي أمضى 20 عاماً في الرئاسة وتوفي في 2021.

واتهمت منظمة العفو الدولية غير الحكومية السلطة في الجزائر الأسبوع الماضي، بـ"خنق المجتمع المدني من خلال قمع مروع لحقوق الإنسان" و"إيقافات تعسفية جديدة ورفض أي تسامح مع الأصوات المعارضة". وبحسب اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين فلا يزال عشرات الأشخاص في السجون بسبب نشاطهم المرتبط بالحراك.

"انتهاكات انتخابية"

من جانبها، قالت حملة المرشح الرئاسي الجزائري حساني شريف عبدالعالي في بيان، إنها سجلت انتهاكات في الانتخابات الرئاسية التي لم تعلن نتائجها الأولية بعد.

وأشارت الحملة إلى أنها سجلت ما قالت، إنه "ممارسات إدارية غير مقبولة من السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات"، ومن بينها "الضغط على بعض مؤطري (مسؤولي) مكاتب التصويت لتضخيم النتائج، وعدم تسليم محاضر الفرز لممثلي المترشحين، وأيضاً التصويت الجماعي بالوكالات".

وأدلى الناخبون في الجزائر بأصواتهم السبت في انتخابات من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز فيها الرئيس عبدالمجيد تبون المدعوم من الجيش بفترة رئاسية ثانية.

ماكرون يهنئ تبون

بعد صدور النتائج الرسمية، هنأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تبون على إعادة انتخابه، متمنياً له "التوفيق والسداد في ولايته الرئاسية الجديدة"، بحسب بيان للديوان الأميري.

كما هنأ الرئيس التونسي قيس سعيد نظيره الجزائري في اتصال هاتفي دعاه فيه إلى "المضي قدماً معاً لمواصلة بناء مستقبل مشترك"، وفق بيان للرئاسة التونسية.

وقدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأحد "أحر التهاني" لتبون بمناسبة إعادة انتخابه، مشدداً على "العلاقة الاستثنائية" بين البلدين رغم الأزمات المتكررة.

وقال الإليزيه في بيان "على الساحة الإقليمية والدولية، الحوار بين بلدينا ضروري، خصوصاً في سياق حضور الجزائر في مجلس الأمن الدولي".

المزيد من الأخبار