Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جامعات الضفة تفتح أبوابها "إلكترونيا" أمام طلاب غزة

أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خطة لاستكمال متطلبات الدراسة

يعاني طلاب غزة معضلة انقطاع الكهرباء والإنترنت (أ ف ب)

ملخص

توقف التعليم الجامعي في غزة بعدما دمرت إسرائيل مقرات ومباني جميع الجامعات، ولمحاولة استكمال العملية التعليمية طرحت الوزارة خطة لاستكمال تعليم طلاب غزة.

عندما بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة قبل نحو 11 شهراً، توقفت الدراسة الجامعية بصورة كاملة بفعل أوامر الإخلاء والضربات العسكرية المكثفة على القطاع، وتسبب القتال المستمر في حرمان 88 ألف طالب من حقهم في التعليم.

تدمير الجامعات

ويبدو أن الطلاب الجامعيين لن يعودوا إلى حرم مؤسساتهم التعليمية حتى إن توقفت حرب القطاع بالكامل وتوصل طرفا القتال إلى هدنة مستمرة، إذ بمجرد ما بدأ الجيش الإسرائيلي هجومه الجوي على غزة، دمرت الطائرات المقاتلة مباني جميع الجامعات.

في غزة يوجد سبع جامعات للتعليم العالي، دمر الجيش الإسرائيلي ستاً منها بصورة كاملة أو جزئية، تقول مقررة الأمم المتحدة المعنية بالحق في التعليم فريدة شهيد "لدينا استياء شديد مما فعلته إسرائيل فقد قضوا على آمال الجامعيين في التعليم، هذا حق مكفول في القوانين والمواثيق الدولية، لكن يبدو أن هناك خططاً لنشر الجهل في أوساط الفلسطينيين".

وعند سؤال الجيش الإسرائيلي عن سبب تدمير جامعات قطاع غزة، رد المتحدث أفيخاي أدرعي "حماس تستخدم المباني، ومنها مؤسسات التعليم، لأغراض عسكرية، والعمليات العسكرية التي استهدفت الجامعات كانت بناء على معلومات استخباراتية لمنع خطر تهديد عنيف".

مبادرة تمكين الطلاب

شكلت عملية تدمير الجامعات صدمة للطلاب، وكانت مشكلة حقيقية تختبر قدرات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حول تفادي هذه المعضلة، ومواصلة نشر العلم لأكثر من 88 ألف طالب جامعي، ولأجيال متعاقبة تستعد للتخرج في التعليم المدرسي والانتقال إلى الجامعات.

لمحاولة حل المشكلة، تولت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الفلسطينية هذه المهمة، وهذه الجهة الحكومية هي جزء من حكومة التكنوقراط التي أمر الرئيس محمود عباس بتشكيلها، وهذا يعني أن السلطة الفلسطينية بدأت في تولي جزء من مهماتها في قطاع غزة.

بعد دراسة واقع التعليم الجامعي في غزة وعلى خلفية تدمير المؤسسات التعليمية، اعتمدت الوزارة مبادرة تمكين طلبة قطاع غزة من استكمال تعليمهم الجامعي كطلاب زائرين في جامعات الضفة الغربية، وأن تصدر شهاداتهم من جامعاتهم الأم في القطاع.

طلاب زائرون بالمجان

يقول وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بصري صالح "بعد أن دمرت الحرب بصورة كلية البنية التحتية للجامعات ومقار البحث والدراسة، قررنا استئناف مسيرة التعليم لطلاب غزة في جامعات الضفة الغربية واعتماد التعليم المدمج سبيلاً للتدريس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف "يسجل طلاب جامعات غزة، كطلاب زائرين في مؤسسات التعليم العالي بالضفة الغربية، ويدرسون مجاناً مدة ثلاثة فصول دراسية كحد أقصى، ويعلَّمون المساقات التطبيقية والعلمية، وتتولى الجامعات مهمة مواءمة منصاتها الإلكترونية لهذا الغرض".

لا تستطيع جامعات الضفة الغربية استيعاب جميع الجامعيين في غزة، ويوضح صالح أن وزارة التعليم العالي تبحث مع الجامعات العربية استيعاب طلاب غزة الجامعيين كزائرين ومواصلة تعليمهم في جامعات الوطن العربي، لافتاً إلى أنهم يركزون على استيعاب كليات الصحة وأقسام الهندسة وعلوم الكيمياء والفيزياء، باعتبار أنه يصعب استئناف الدراسة والتدريب في هذه الكليات حتى لو توقفت الحرب.

هل تنجح المبادرة؟

تعد مبادرة تمكين طلبة قطاع غزة من استكمال تعليمهم الجامعي كطلاب زائرين في جامعات الضفة الغربية أفضل حل لأزمة توقف التعليم، ولكن هل تنجح هذه الجامعات في تعويض طلاب غزة عن بعد؟

بلال السلطان، الطالب في كلية هندسة الكمبيوتر، حرص على استئناف الدراسة إلكترونياً بجامعة في الضفة الغربية، لكنه وجد صعوبة بتفقد بريده الإلكتروني ليتابع الرسائل التي ترده من الجامعة المستضيفة، وذلك بسبب ضعف أو أحياناً قطع الإنترنت.

وبعد قبوله اعتلى مبنى سكنياً ليحضر محاضرة عن برمجيات التطبيقات الإلكترونية للهواتف المحمولة، يقول بلال "بعد أن دمرت الحرب جامعتي حاولت السفر إلى خارج القطاع لاستكمال دراستي، ولكنني فشلت بسبب اجتياح معبر رفح".

ويضيف "أكبر المعوقات التي تواجه الطلاب هي انقطاع شبكات الاتصال والإنترنت، لكن الحظ حالفني لأحصل على شريحة إنترنت إلكترونية مكنتني من الانضمام إلى الصفوف الدراسية في جامعات الضفة الغربية".

مشكلات تواجه الطلاب

أما سائد السويركي الطالب في كلية تكنولوجيا المعلومات، فيقول "انقطاع التيار الكهربائي بصورة كاملة وعدم توافر أجهزة الكمبيوتر حرماني من القدرة على الانضمام إلى الصفوف الدراسية بجامعات الضفة الغربية، نحن نريد إكمال تعليمنا حتى لا نخسر الوقت". ويضيف "أغلب الطلاب من دون منازل ويعيشون في خيم، هناك حالة نفسية صعبة تؤثر بصورة كبيرة في الطلبة ومقوماتهم التعليمية، وتضعف تركيزهم"، وتساءل "كيف سيدرس الطالب وهو يعرف أنه معرض في أي لحظة للقتل وسقوط صاروخ على منزله أو على منازل جيرانه؟".

تقول الأستاذة الجامعية إيما غانم "على رغم الحرب فإن هناك طلاباً يحضرون الصفوف الإلكترونية من غزة، إنهم يستكملون دراستهم، متخطين الصعوبات في الوصول إلى الإنترنت وعدم توافر الكهرباء، إضافة إلى صعوبة شرح المواد وتلقي المعلومات". وتضيف غانم "هذه خطة مهمة قد تفيد بعض طلبة غزة الذين غادروا القطاع ويقيمون حالياً بالخارج لاستكمال متطلبات تخرجهم، أما القاطنون داخل غزة فسيواجههم كثير من المشكلات لأنها تعتمد على التعليم الإلكتروني، وقطاع غزة يواجه مشكلة في توافر الكهرباء والإنترنت".

لاحظت غانم تغيب عدد كبير من الطلاب عن المحاضرات الإلكترونية وعدم قدرة الطلاب على استكمال استماع دروسها لساعتين متواصلتين، وتدرك أن كل هذا بسبب معوقات الحياة، لكنها تشير إلى أن غالب الطلاب يحرصون على فهم مواضيعها من طريق البحث المستمر عن المعلومات.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات