ملخص
أطلقت هيئة الترفية السعودية جائزة "القلم الذهبي" للأدب الأكثر تأثيراً، التي تركز على الأعمال الروائية الأكثر قابلية على التكييف مع الشاشة، وإنتاج سينمائي للأعمال الفائزة
لطالما استقت السينما أعمالها من ينابيع الأدب وأجمل القصص وأكثرها تأثيراً، ويبدو أن العلاقة بينهما وثيقة، إذ وجد المبدعون في السينما وسيلة لنقل النصوص الأدبية من صفحات الكتب إلى شاشات العرض مع إضافة مؤثرات بصرية تضفي بعداً فنياً آخر، وتطول قائمة الأعمال السينمائية العظيمة التي استلهمت من أعمال أدبية خالدة.
وعلى صعيد الأعمال الفنية، استند فيلم الجريمة الأميركي "العراب" إلى رواية تحمل الاسم نفسه من تأليف الكاتب الأميركي ماريو بوزو ونشرت في عام 1969 وتحولت إلى فيلم سينمائي في 1972 حاز على ثلاث جوائز أوسكار، وتحولت رواية "سيد الخواتم" للكاتب البريطاني جون رونالد تولكين من رواية فانتازية إلى سلسلة مغامرات ملحمية من ثلاثة أفلام فازت بـ17 جائزة أوسكار.
المحتوى العربي
وفي خطوة تهدف تحويل الأعمال الأدبية إلى أعمال سينمائية، أطلقت هيئة الترفية السعودية جائزة "القلم الذهبي" للأدب الأكثر تأثيراً، التي تركز على الأعمال الروائية الأكثر قابلية على التكييف مع الشاشة بمجموع جوائز تصل إلى 740 ألف دولار وإنتاجات سينمائية للأعمال الفائزة.
ودشن رئيس هيئة الترفيه السعودية المستشار تركي آل الشيخ الموقع الإلكتروني للجائزة، في حفلة أقيمت مساء أمس الأحد بالرياض، وبدء العد التنازلي للتسجيل فيها من الـ15 من سبتمبر (أيلول) الجاري، والمنافسة على جوائزها في عدد من المسارات، في حين تتحول أربعة من الأعمال الفائزة في مساري الجائزة الكبرى والسيناريو إلى أعمال سينمائية.
وتسعى جائزة "القلم الذهبي" إلى إثراء الأعمال السينمائية في العالم العربي بشكل عام، وهو الأمر الذي أكده تركي آل الشيخ خلال المؤتمر الصحافي برغبته في "الوصول إلى بنك كامل متكامل من الروايات والسيناريوهات والمحتوى العربي، ليتواكب مع الإنتاجات الضخمة التي ستكون في وطننا العربي بشكل عام، وفي السعودية بشكل خاص".
وفي مناسبة الكشف عن تفاصيل الجائزة قال آل الشيخ إن "هذه الجائزة مختلفة تماماً من حيث تنوع أعضاء لجنتها وهدفها والناتج منها، إذ ستكون الفرصة متاحة لكل شاب وشابة عربية، أو لمن يكتب بالعربية، من عمر 18 سنة وما فوق".
ولفت آل الشيخ في كلمته إلى أن "المشكلة الكبيرة في الشرق الأوسط، والعالم العربي بشكل خاص، هي محدودية العاملين في قطاع الإنتاج الروائي أو السينمائي، ونحن نطمح أن ينعكس ذلك على تطور الشباب والشابات العرب".
وأعلن رئيس هيئة الترفيه "ديوانية القلم الذهبي" التي لاقت تفاعل رواد الثقافة والأدب، إذ إنها ستكون التي ستكون مقراً لاجتماعات الكتاب والمثقفين، والمحافل الأدبية الأسبوعية، تجمع الأدباء والمبدعين تحت سقف واحد في العاصمة السعودية الرياض، وستكون عضويتها مجانية وسيكون اختيار الأعضاء المستفيدين بمعايير خاصة مستهدفة الأدباء من العالم العربي.
الأكثر تأثيراً
وأشار رئيس الجائزة سعد البازعي إلى أن الهدف من الجائزة هو تحويل الأعمال الأدبية إلى أعمال سينمائية من إنتاج الهيئة العامة للترفيه، وقال لـ"اندبدنت عربية" إن الجائزة كبيرة وتصدر عن مؤسسة عرفت بسرعة الإنجاز والمباشرة العملية لما تعلنه، ومنذ مراحل الإعلان إلى التدشين استغرق الأمر شهراً ونصف شهر فقط.
وأضاف أن الجائزة "للرواية الأكثر تأثيراً لا عن الرويات التي لا يقرأها إلا القلة، وهي قد تكون روايات عظيمة لكنها ليست منتشرة، وتكمن اللعبة هنا في الروايات التي يمكن تحويلها إلى أفلام سينمائية، والمعروف أن السينما تتجه إلى الجمهور العام، ولابد أن تكون الأعمال قادرة على الوصول إلى شريحة كبيرة من القراء، ونحن لا نتكلم عن نخب أو فئات أكاديمية أو كتاب رواية متخصصين، بل نتحدث عن قطاع القراء بصفة عامة"، مؤكداً أن هناك من يقرأ ويناقش وهؤلاء سيكونون جزءاً من هذا العمل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكشف رئيس الجائزة خلال مؤتمر صحافي أقيم على هامش التدشين الرسمي عن تفاصيل مسارات الجائزة التي تركز على الأعمال الروائية الأكثر تاثيراً وقابلية لتحويلها إلى أعمال سينمائية مقسمة على مجموعة مسارات، أبرزها مسار "الجوائز الكبرى"، إذ ستتحول الروايتان الفائزتان بالمركزين الأول والثاني إلى فيلمين، ويمنح صاحب المركز الأول مبلغ 100 ألف دولار، والثاني 50 ألف دولار، والثالث 30 ألف دولار، إلى جانب جائزة أفضل عمل روائي مترجم وقيمتها 100 ألف دولار، وجائزة الناشرين العرب وقيمتها 50 ألف دولار، وجائزة الجمهور وقدرها 30 ألف دولار إذ سيفتح باب التصويت للجمهور إلكترونياً.
وأوضح البازعي أن فتح باب التقديم للأعمال الأدبية سيبدأ من خلال الموقع الإلكتروني في الـ15 من سبتمبر الجاري حتى تاريخ الـ30 من الشهر نفسه، ثم ستعلن القائمة الطويلة في الـ30 من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تليها القائمة القصيرة في الـ30 من ديسمبر 2024، ومن المقرر أن يكشف عن الفائزين وتوزيع الجوائز في حفلة كبيرة تقام في فبراير (شباط) 2025، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين وصناع السينما ونجومها.
الأعمال الروائية
من الشروط التي وضعتها لجنة المسابقة اقتصرت الجائزة على الأعمال الروائية المنشورة خلال العامين الماضين للدورة الحالية، إضافة إلى الأعمال المنشورة في سنة الدورة، وتقبل المشاركات من جميع الجنسيات، بشرط أن تكون الأعمال مكتوبة باللغة العربية الفصحى، كما لا تقبل إلا الأعمال الحاصلة على الرقم الدولي المعياري للكتاب (ISBN) أصلية ومستخرجة من جهة رسمية لضمان أهلية العمل المقدم.
وعن آلية التحكيم والتقييم فهي تتم من خلال لجنة مختصة تتألف من نخبة من الأدباء وكتاب السيناريو والمخرجين والمنتجين والنقاد الخبراء في مجال السينما وتقيم الأعمال المقدمة بناء على أصالة الفكر ومدى ابتكار الفكرة وتفردها وجودة السرد وقوة الحبكة، وكذلك تماسك الأحداث والأسلوب الأدبي من جمال اللغة وجاذبية السرد، والإبداع في استخدام الأساليب اللغوية والشخصيات وعمق وتطورها ومدى تفاعلها مع القصة وأهمها، وما تهدف إليه الجائزة هو قابلية تحويل العمل إلى فيلم سينمائي.