Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف سيبدأ "الفيدرالي" إنهاء دورة التشديد النقدي؟

توقعات بخفض أسعار الفائدة 250 نقطة أساس خلال 25 شهراً في ظل التضخم المرتفع

"فيتش" تتوقع خفض "الفيدرالي" الفائدة 125 نقطة في 2025 (أ ف ب)

ملخص

شريحة كبيرة من المحليين ترجح ضرورة أن يكون الخفض تدريجاً

ما بين ربع نقطة إلى نقطة كاملة تدور توقعات المحللين وشركات الأبحاث وبنوك الاستثمار حول النسبة التي سيبدأ بها مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) إنهاء دورة التشديد النقدي وخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعات سبتمبر (أيلول) الجاري، إذ توقع عدد من المحللين أن يخفض "الفيدرالي" أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية الأسبوع المقبل وفي كل من الاجتماعين التاليين.

ووفق استطلاع حديث، اتفق المستثمرون إلى حد كبير حول احتمالية مثل هذه الخطوة، عندما يجتمع أعضاء "الفيدرالي" الأسبوع المقبل، وغالبية محللي الاقتصاد البالغ عددهم 46 الذين شملهم استطلاع "بلومبيرغ"، يرون أن صناع السياسات المالية، يختارون وتيرة أكثر تدرجية لخفض أسعار الفائدة من النقطة المئوية الكاملة للتخفيضات التي يتوقعها المتداولون خلال بقية العام.

وتوقع عدد قليل فقط من محللي الاقتصاد الذين شملهم الاستطلاع خفضاً أكبر بمقدار نصف نقطة مئوية في اجتماع البنك المركزي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل أو ديسمبر (كانون الأول) 2024، ومع ذلك، يرى المحللون، أن صناع السياسات يخططون لمسار أكثر قوة، لخفض أسعار الفائدة في السنوات المقبلة، مقارنة بما توقعه المسؤولون في يونيو (حزيران) الماضي، وهي المرة الأخيرة التي حدثوا فيها توقعاتهم الاقتصادية في شأن الأسعار.

ورجح الاستطلاع أن يظهر متوسط ​​التوقعات أسعار فائدة تراوح ما بين 3.5 في المئة و3.75 في المئة بحلول نهاية العام المقبل و2.75 في المئة وثلاثة في المئة بنهاية عام 2026.

وفي مذكرة بحثية حديثة، توقع كبير محللي الاقتصاد الأميركي في "بي أم أو كابيتال ماركتس" سكوت أندرسون، أن يخفض "الفيدرالي" أسعار الفائدة وقد يشير أيضاً إلى سلسلة من الخفوضات الإضافية في أسعار الفائدة في الاجتماعات المقبلة لتقليص قيود السياسة النقدية.

وتتماشى وتيرة الخفوضات الأكثر حدة مع المخاوف المتزايدة في شأن تباطؤ التوظيف وارتفاع معدل البطالة على مدى العام الماضي.

وساعد ذلك على تعزيز الحاجة إلى بدء تطبيع السياسة الآن، قبل أن يبرد التضخم تماماً إلى هدف "الفيدرالي" البالغ اثنين في المئة.

ويرى الاقتصاديون أن متوسط ​​توقعات صناع السياسات لمعدل البطالة سيرتفع إلى 4.3 في المئة هذا العام، صعوداً من أربعة في المئة كانت متوقعة في يونيو 2024.

وعلاوة على ذلك، رأى 80 في المئة من المحللين أن الأخطار التي تهدد البطالة تميل في المقام الأول إلى الجانب الإيجابي.

وحتى مع تزايد القلق في شأن سوق العمل، قال أكثر من ثلاثة أرباع الذين شملهم الاستطلاع، إن الاقتصاد من المرجح أن يستمر في التوسع على مدى الأشهر الـ12 المقبلة، متوقعين أيضاً أن تظل تقديرات النمو الاقتصادي من دون تغيير في أحدث التوقعات ربع السنوية للمسؤولين، لكن تقديرات التضخم والتضخم الأساس من المرجح أن تنخفض قليلاً.

خفض بنحو 250 نقطة في 25 شهراً

وفي تقرير حديث، قالت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني إن دورة تيسير السياسة النقدية لـ"الفيدرالي" ستكون طفيفة وفقاً للمعايير التاريخية، عندما يبدأ في خفض أسعار الفائدة في اجتماع السياسة النقدية الشهر الجاري.

وفي تقرير التوقعات الاقتصادية العالمية، تتوقع الوكالة الدولية خفض "الفيدرالي" أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المقبل، قبل أن يخفضها بمقدار 125 نقطة أساس في 2025، وبمقدار 75 نقطة أساس في 2026.

وأشارت "فيتش " إلى أن إجمال الخفض سيبلغ بذلك 250 نقطة أساس في 10 تحركات خلال 25 شهراً، وأشار التقرير إلى أن أحد الأسباب التي عززت توقعات "فيتش" حول اتجاه "الفيدرالي" إلى خفض أسعار الفائدة بوتيرة بطيئة هو أنه لا يزال أمامه بعض المهام للقيام بها إزاء التضخم، وذلك لأن تضخم أسعار المستهلكين لا يزال أعلى من مستهدف البنك.

في غضون ذلك، أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلكين، ارتفاع الأسعار 0.2 في المئة الشهر الماضي، مع تسجيل معدل التضخم السنوي 2.5 في المئة، وهو أدنى مستوى منذ فبراير (شباط) 2021.

وكان الاقتصاديون قد توقعوا في استطلاع "داو جونز" ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المئة الشهر الماضي على أساس شهري و2.6 في المئة على أساس سنوي، بينما ارتفع التضخم الأساس (يستبعد الأسعار المتقلبة مثل الغذاء والطاقة) 0.3 في المئة على أساس شهري، متجاوزاً التوقعات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي تصريحات حديثة، قال الرئيس السابق لـ"الفيدرالي" في نيويورك ويليام دودلي، إن "هناك مجالاً كبيراً أمام خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة خلال اجتماع البنك المركزي الأسبوع المقبل"، لافتاً إلى أن هناك حاجة قوية إلى خفض الفائدة 50 نقطة أساس.

وأشار إلى تباطؤ سوق العمل مع وجود أخطار على الوظائف أكبر من التحديات التي تخيم على التضخم، مما يعزز توقعاته بخفض الفائدة نصف نقطة، وسلط دودلي الضوء على تصريحات رئيس "الفيدرالي" جيروم باول في اجتماعات "جاكسون هول" الشهر الماضي، عندما أكد أنه لا يرغب في رؤية مزيد من الضعف في سوق العمل.

وجاءت تصريحات دودلي على رغم ما أظهرته البيانات الصادرة مستهل الأسبوع الماضي، بارتفاع التضخم الأساس على نحو غير متوقع في أغسطس (آب) الماضي، مما يعزز توقعات خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة الأسبوع المقبل، وتوقع دودلي في وقت سابق خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

فيما كانت بعض بنوك "وول ستريت" متطرفة في توقعات خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، إذ توقعت تحركاً أكثر قوة من جانب "الفيدرالي"، بعد أحدث بيانات التضخم، خفض محللو الاقتصاد في "سيتي غروب" رهانهم إلى خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة، وأبقى البنك على توقعاته بإجمال خفض 125 نقطة أساس العام الحالي.

وقال دودلي "من غير المعتاد الإقبال على اجتماع الفيدرالي بهذا المستوى من عدم اليقين"، مستدركاً "فالعادة لا يحب ’الفيدرالي‘ مفاجأة الأسواق".

كيف تستعد الأسواق لبدء خفض الفائدة الأميركية؟

وتأثراً بتوقعات خفض أسعار الفائدة تراجعت عائدات سندات الخزانة الأميركية، وانخفض الدولار بعد أن أبقت البيانات الاقتصادية الجديدة المستثمرين في حيرة، في شأن حجم خفض أسعار الفائدة المتوقع، من جانب "الفيدرالي" الأسبوع المقبل.

ووفق وكالة "بلومبيرغ" انخفض عائد سندات الخزانة الحساسة للسياسة لأجل عامين بمقدار خمس نقاط أساس، وهبط عائد السندات لأجل 10 سنوات بنحو 0.02 في المئة، وتراجع الدولار 0.3 في المئة، منخفضاً لليوم الثالث.

وأشارت العقود الآجلة الأميركية إلى مكاسب متواضعة بعد ارتفاع مؤشر "ناسداك 100" بأكثر من خمسة في المئة خلال الأسبوع، ومؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنحو 3.5 في المئة.

وانقسم المستثمرون في شأن حجم التحول المتوقع من جانب "الفيدرالي"، لتخفيف السياسة المالية بدءاً من اجتماع الأسبوع المقبل.

واستمر النقاش بعد أن أظهرت البيانات الخميس الماضي أن مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة ارتفع قليلاً في أغسطس 2024 بعد تعديل أرقام الشهر السابق بالخفض.

وفي الوقت نفسه أدى ارتفاع طلبات الحصول على إعانات البطالة إلى تجدد المخاوف في شأن ضعف سوق العمل.

وتحركت الأسواق المالية للتحسب لاحتمالات أعلى بأن "الفيدرالي" خفض أسعار الفائدة بنسبة طفيفة وأكثر تحفظاً في اجتماعه الأسبوع المقبل، بعد قراءة التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع أخيراً، وقد يؤدي خفض أكبر للفائدة إلى تدهور الأسهم، إذ وضع المستثمرون احتمالية لخفض البنك الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماعه الأسبوع المقبل عند 13 في المئة فحسب، هذا الأسبوع، انخفاضاً من فرصة بنسبة 44 في المئة الأسبوع السابق.

وقال محلل أسواق المال في "يارديني" للأبحاث إريك والرشتاين، إن "الفيدرالي" على الأرجح لن يخفض أسعار الفائدة بأكثر من 25 نقطة أساس "في غياب الظروف الركودية أو ظهور أزمة مالية".

اقرأ المزيد