ملخص
في أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة، أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن مراراً إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة في اتجاه الدولة العبرية.
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد، أن صاروخاً أطلق من اليمن سقط في "منطقة مفتوحة" وسط الدولة العبرية، في عملية تبناها الحوثيون، تجدد المخاوف من اتساع نطاق التصعيد الإقليمي في خضم الحرب في غزة.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم، الحوثيين في اليمن بدفع "ثمن باهظ" بعد تبنيهم شن الهجوم.
وسبق للحوثيين المدعومين من إيران أن أعلنوا إطلاق صواريخ ومسيّرات باتجاه الدولة العبرية خلال الأشهر الماضية، واستهدفوا سفناً يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، في إطار عمليات لدعم الفلسطينيين على خلفية الحرب في القطاع منذ أكثر من 11 شهراً.
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم، "إطلاق صاروخ أرض-أرض من جهة الشرق سقط في منطقة مفتوحة"، مشيراً في بيان ثانٍ إلى أن "الصاروخ أطلق من اليمن".
وأضاف "دوي الانفجارات التي سمعت ناتج من صواريخ اعتراض، ونتيجة عملية الاعتراض لا تزال قيد الفحص".
وبعد الإعلان عن سقوط الصاروخ، شاهد مصورون لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" رجال إطفاء يكافحون حريقاً قرب اللد، وزجاجاً محطماً في محطة للقطارات في "موديعين". وتقع المدينتان جنوب شرقي تل أبيب.
وأكدت الشرطة الإسرائيلية سقوط صاروخ اعتراضي شرق تل أبيب. موضحة في بيان، "يعمل عناصر الشرطة في منطقة شفيلا على عزل مكان تحطم صاروخ اعتراضي، ويقومون بالبحث عن بقايا صاروخ اعتراضي إضافية لإزالة تهديد آخر للعامة من دون وقوع إصابات".
وأعلن الحوثيون إطلاق صاروخ "فرط صوتي" على "هدف عسكري" إسرائيلي. وقال المتحدث العسكري باسمهم العميد يحيى سريع في فيديو عبر "إكس"، "نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت من خلالها هدفاً عسكرياً في منطقة يافا في فلسطين، وقد نفذت العملية بصاروخ باليستي جديد فرط صوتي". مشيراً إلى أن "دفاعات العدو أخفقت في اعتراضه والتصدي له".
وقبل سقوط الصاروخ، دوت صفارات الإنذار في مناطق وسط إسرائيل، بحسب الجيش. وأكدت وسائل إعلام محلية أن ذلك دفع كثيراً إلى التدافع للاحتماء. وتحدثت خدمات الإسعاف عن إصابة تسعة أشخاص "أثناء توجههم للملاجئ".
"حماس" ونتنياهو
من جانبها، أشادت حركة "حماس" اليوم، بإطلاق الصاروخ. وقالت في بيان "نؤكد أن العدو لن يحظى بالأمن ما لم يتوقف عدوانه الوحشي على شعبنا في قطاع غزة"، معتبرة أن إطلاق الصاروخ يعد "رداً طبيعياً على عدوان إسرائيل على شعبنا الفلسطيني".
في أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس"، أعلن الحوثيون مراراً استهداف الدولة العبرية.
واليوم قال نتنياهو في مستهل اجتماع حكومته، "أطلق الحوثيون صباح اليوم صاروخ أرض-أرض من اليمن على أراضينا. ينبغي لهم أن يعرفوا الآن أننا نفرض ثمناً باهظاً لأية محاولة لإلحاق الأذى بنا".
وتابع "أدعو من يحتاج إلى تذكير في هذا الشأن لزيارة ميناء الحديدة"، في إشارة إلى المدينة اليمنية الواقعة على البحر الأحمر.
وفي الـ20 من يوليو (تموز) الماضي، أغار سلاح الجو الإسرائيلي على ميناء مدينة الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين في غرب اليمن، غداة تبنيهم هجوماً بمسيرة مفخخة أوقع قتيلاً في تل أبيب.
وكانت تلك المرة الأولى تتبنى فيها إسرائيل هجوماً على اليمن. وأكد المتمردون في أعقاب تلك الضربة أن ردهم عليها "آتٍ وحتمي".
كما يستهدف الحوثيون منذ نوفمبر (تشرين الثاني) سفناً تجارية قبالة سواحل اليمن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها. ومنذ أن شنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات مشتركة على مواقع تابعة لهم في اليمن، بات الحوثيون يستهدفون سفناً يعتقدون أنها على صلة بالبلدين.
وبدأت أمس السبت عملية قطر ناقلة نفط هاجمها الحوثيون في أغسطس (آب) الماضي وتشكل تهديداً بيئياً، وفق ما أفاد مصدر في وزارة الدفاع اليونانية.
واشتعلت النيران في الناقلة التي تحمل 150 ألف طن من النفط الخام، وفقدت قوتها الدافعة بعد تعرضها لهجوم في الـ21 من أغسطس. وتم إجلاء طاقمها المكون من 25 فرداً في اليوم التالي بواسطة فرقاطة فرنسية من مهمة "أسبيدس" الأوروبية.
والحوثيون هم جزء مما يعرف بـ"محور المقاومة"، ويضم فصائل مدعومة من إيران في المنطقة، مثل "حزب الله" اللبناني ومجموعات عراقية مسلحة.
حرب بلا جدوى
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة إثر الهجوم غير المسبوق لـ"حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيداً عزز الخشية من نزاع إقليمي.
ويتبادل "حزب الله" وإسرائيل القصف يومياً عبر الحدود، مما أدى إلى دمار في البلدات ونزوح عشرات الآلاف من المناطق القريبة من الحدود على الجانبين.
وحذر نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم أمس، من أن حرباً شاملة مع الدولة العبرية ستؤدي إلى نزوح "مئات الآلاف الإضافية" من الإسرائيليين.
وقال قاسم خلال كلمة في بيروت "ليست لدينا خطة للمبادرة في حرب لأننا لا نجدها ذات جدوى، ولكن إذا شنت إسرائيل الحرب فسنواجهها بالحرب، وستكون الخسائر ضخمة بالنسبة إلينا وإليهم أيضاً".
وأضاف "إذا كانوا يعتقدون أن هذه الحرب تعيد الـ100 ألف نازح إلى شمال إسرائيل، "فمن الآن نبشركم: أعدوا العدة لاستقبال مئات الآلاف الإضافية من النازحين".
ومنذ اليوم التالي لاندلاع الحرب في غزة، يستهدف "حزب الله" بصورة رئيسة مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنها من جنوب لبنان "دعماً" لغزة و"إسناداً" لمقاومتها. وترد إسرائيل باستهداف ما تصفها بأنها "بنى عسكرية" تابعة للحزب، إضافة إلى مقاتليه.
ومساء أمس، أعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاحه الجوي قصف ما يشتبه في أنها مخازن أسلحة في موقعين في البقاع (شرق)، وستة مواقع أخرى في الجنوب.
وأصيب أربعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال في قصف إسرائيلي على الهرمل شرق لبنان، وفق وزارة الصحة. كما استهدفت ضربة جوية سرعين قرب مدينة بعلبك.
وصباح اليوم، أكد الجيش الإسرائيلي أن نحو 40 صاروخاً أطلق من لبنان نحو الجليل الأعلى والجولان السوري.
وأعلن نتنياهو اليوم، أن الوضع في شمال إسرائيل لن يستمر على ما هو عليه. مؤكداً "سنفعل كل ما هو ضروري لإعادة سكاننا بأمان إلى منازلهم. نحن في حملة متعددة الساحات ضد محور الشر الإيراني الذي يسعى إلى تدميرنا. وذلك يتطلب تغييراً في ميزان القوى على حدودنا الشمالية".
واليوم، أفاد الدفاع المدني في غزة بمقتل ثلاثة أشخاص في الأقل، جراء غارات إسرائيلية في وسط القطاع وقرب مدينة غزة الواقعة في شماله.
ومن بين 251 شخصاً اختطفوا خلال هجوم "حماس" على جنوب إسرائيل، لا يزال 97 محتجزين في قطاع غزة، 33 منهم يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وليل أمس، تظاهر آلاف الأشخاص في شوارع المدن الرئيسة في إسرائيل في محاولة لزيادة الضغط على الحكومة من أجل تأمين اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
في منطقة مفتوحة
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت مبكر اليوم الأحد أن صاروخاً أطلق من اليمن سقط في "منطقة مفتوحة" وسط الدولة العبرية، مؤكداً أن ذلك لم يؤد إلى وقوع إصابات.
وقال الجيش في بيان "متابعة للإنذارات قبل قليل في منطقة وسط البلاد فالحديث عن إطلاق صاروخ أرض - أرض من جهة الشرق سقط في منطقة مفتوحة من دون وقوع إصابات".
وأشار في بيان ثان أصدره قرابة الساعة السابعة صباحاً (04.00 ت غ) إلى أن "الصاروخ أطلق من اليمن"، موضحاً بأن "دوي الانفجارات التي سمعت في الدقائق الأخيرة ناتجة عن صواريخ اعتراض. نتيجة عملية الاعتراض لا تزال قيد الفحص".
وأعلن الحوثيون في اليمن الأحد أنهم أطلقوا صاروخاً باليستياً على "هدف عسكري" في وسط إسرائيل، بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي سقوط صاروخ في "منطقة مفتوحة" وسط الدولة العبرية.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع في مقطع فيديو عبر "إكس"، "نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت من خلالها هدفاً عسكرياً بمنطقة يافا في فلسطين المحتلة وقد نفذت العملية بصاروخ باليستي جديد فرط صوتي"، مشيراً إلى أن "دفاعات العدو اخفقت في اعتراضه".
من جهته قال نائب رئيس المكتب الإعلامي لجماعة الحوثي اليمنية نصر الدين عامر على "إكس" اليوم الأحد إن صاروخاً يمنياً وصل إلى إسرائيل بعد "فشل" 20 صاروخاً اعتراضياً في إسقاطه. ووصف الهجوم قائلا "إنها البداية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكر شاهد من "رويترز" أن دخاناً تصاعد من منطقة مفتوحة في وسط إسرائيل لكن لم يتضح بعد أن كانت نيران قد اندلعت بسبب الصاروخ أم حطام أنظمة الاعتراض.
وقال الجيش الإسرائيلي أيضاً إن 40 مقذوفا انطلقت من لبنان صوب إسرائيل اليوم الأحد وجرى اعتراض بعضها وسقط البعض الآخر في مناطق مفتوحة.
وأضاف الجيش "لم ترد تقارير عن وقوع إصابات".
وفي أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة، أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن مراراً إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة في اتجاه الدولة العبرية.
وفي الـ20 من يوليو (تموز) أغار سلاح الجو الإسرائيلي على ميناء مدينة الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين في غرب اليمن، غداة تبنيهم هجوماً بمسيرة مفخخة أوقع قتيلاً في تل أبيب. وكانت تلك المرة الأولى التي تتبنى فيها إسرائيل هجوماً على اليمن.
وأكد المتمردون في أعقاب هذا الهجوم أن الرد عليه "آت" و"حتمي".
كما يشن الحوثيون المدعومون من إيران منذ أشهر هجمات تستهدف سفناً قبالة سواحل اليمن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، مؤكدين أن ذلك يأتي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر.
والحوثيون هم جزء مما يعرف بـ"محور المقاومة" ويضم فصائل مدعومة من إيران في المنطقة.