Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيديو الأميرة كيت كان مؤثرا لكنه يفتقد البساطة

سعد الجميع وشعروا بارتياح جراء انتهاء أميرة ويلز من علاجها السرطاني. لكن هل يعد فيلم منزلي بأسلوب هوليوودي أفضل وسيلة للإعلان عن الخبر، لا سيما أن كلفته مدفوعة من أموال دافعي الضرائب

ظهرت أميرة ويلز وهي تمشي في مرج في الفيديو لتعلن عن الانتهاء من علاجها من السرطان (حساب كنسينغتون على موقع "إكس")

ملخص

أثار فيديو أميرة ويلز الذي يعلن عن شفائها من السرطان تساؤلات حول التحكم بالسردية الملكية، إذ انتقد البعض استخدام أسلوب هوليوودي مدفوع من أموال دافعي الضرائب بدلاً من إعلان بسيط أو مقابلة صحافية توعوية

ظاهرياً، قد تبدو رسالة الفيديو التي بثتها أميرة ويلز وكأنها ببساطة دعوة للاحتفال.

فلا شك في أن انتهاء دورة علاجها الكيماوي الصعب ضد السرطان يحمل في طياته بارقة أمل، مع أن اللقطات التي ظهرت فيها واقفة تحت الأشجار الشامخة تحمل رسالة ضمنية تفيد بأنها لم تتجاوز بعد غابات المحن والتحديات. ومن ثم، لا يمكن لأي كان أن يلوم كيت لأنها اغتنمت الفرصة لتعبر عن ارتياحها وتشارك فرحتها مع العالم. وأيضاً، لا يعقل أن ينتقدها أحد لأنها أعربت عن امتنانها للأمير ويليام وعائلتهما الجميلة، بعد كل ما قدموه لها من حب ودعم وهو ما ساعدها على تجاوز محنتها.

بيد أن إعادة التفكير في المسألة تفتح أمامنا أبواب التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الطريقة هي الأنسب للقيام بهذا الإعلان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ألم يكن من الأنسب مثلاً أن يصدر إعلان رسمي بسيط عن قصر كنسينغتون، أو أن تلتقط صورة عائلية تظهر فيها ملامح السعادة على وجوه الجميع؟ ولو كانت كيت تريد إلهام مرضى السرطان، ألم يكن من الممكن أن تحقق ذلك عبر مشاركة قصتها وتحفيز التبرعات للجمعيات الخيرية المعنية بهذا المرض، من خلال مقابلة تجريها مع قناة "بي بي سي"؟

في الفيلم المنزلي الذي أنتجته كيت بأسلوب هوليوودي، والذي يحمل في طياته رسالة مدروسة وحبكة متقنة، نرى تلميحاً مؤسفاً إلى أن الأميرة تمتثل بما يفعله عدد كبير من المشاهير اليوم، و"تحدد مسار الأمور". بالتالي نراها "تتحكم" بسردية الرواية وتجتذب جيل "تيك توك" عبر إظهارها للحظات عائلية يفترض أن تكون صادقة وحميمة و"خاصة"، وتوصلها إلى مليارات الهواتف الذكية في ظرف ثوان قليلة.

والله أعلم ما كان سيكون رأي الملكة الراحلة لو رأت كيت وويليام في لحظات عناق على الهضاب الرملية. فهل لنا أن نصدق أن هذه الصورة تعكس حقاً روح النظام الملكي الحديث؟

كان أول ما تبادر إلى ذهني بعد مشاهدة الفيديو هو أنه لو ظهرت فيه ميغان مع هاري، لكانت البلاد ستهتز من الغضب والسخرية، ولكانت الانتقادات ستتدفق حتى إلى مونتيسيتو [مكان إقامتهما في كاليفورنيا]، حتى إن الاعتراضات على تصرفاتهما كانت لتسوي وادي غراند كانيون بالأرض. ولكن هل اللقطات الناعمة عن تقبيل ويليام لخد كيت أو تصوير كيت وهي تقفز على كومة قش، تختلف عن الفيديو الترويجي الذي بثته ميغان لعلامتها التجارية الجديدة "أميركان ريفييرا أوركارد" American Orchard Riviera؟ وفي الفيديو المذكور تروج دوقة ساسكس للمربيات التي تنتجها، عبر مشاهد من الريف تحت أشعة الشمس، مستعرضة حياة الأسرة المثالية في أبهى حلتها.

وفي عالم يطغى عليه التصوير ويسعى قصر كنسينغتون فيه إلى رسم معالم سردية الزوجين الملكيين وإلى التحكم بتفاصيلها، أوليس الفيديو المذكور مجرد أداة للدعاية، بدلاً من أن يكون تجسيداً للحرية الصحافية؟ يمتد الفيديو المذكور على ثلاث دقائق متيحاً لكيت اختيار ما تريد أن تكشفه وما تفضل إخفاءه. وحتى اليوم، لا نزال نجهل طبيعة الأمراض التي تعانيها، ولم نعرف بعد موعد عودتها الكاملة إلى مهامها الرسمية. والأكثر من ذلك أن الفيديو لا يقدم أية فرصة لطرح أسئلة متابعة أو للتوسع في الموضوع.

أما الرسالة – أو أنها توجيهات؟ - يمكن تلخيص جوهرها في عبارة واحدة "أنظروا إلى هنا!" أي إنها تشير بمعنى آخر إلى رسالة ضمنية تقول "سنعطيكم هذه التفاصيل لكي تغضوا النظر عن غيرها".

لماذا علينا أن نتحمل هذه المسرحية الهزلية الساخرة، وأن نذعن لقرارات مسؤولي الصحافة في القصر؟ في الحقيقة تستحق الأسرة الملكية أن تكون خاضعة لتدقيقنا، لأننا ببساطة ندفع لها المال.

وفي الختام، يطرح سؤال حول كلف هذا العرض السينمائي الترويجي التي تقع على عاتق دافعي الضرائب [البريطانيين]. وفي هذا السياق، أفادني منتج أفلام وثائقية بأن إنتاج فيلم ترويجي بمستوى عال كهذا قد يتطلب موازنة تراوح ما بين 100 ألف و200 ألف جنيه استرليني.

بالتالي، لماذا لا يطلعوننا عن المبلغ الذي دفعناه لهذا العمل؟ ولماذا يمنعوننا من طرح أي سؤال؟

© The Independent

المزيد من متابعات