ملخص
رحل الروائي الياس خوري، أحد أبرز رواد الحركة الروائية اللبنانية والعربية الجديدة عن 76 عاماً، تاركاً وراءه نتاجاً إبداعياً طليعياً في السرد والنقد والكتابة الصحافية.
بعد عام من المعاناة اليومية القاسية جراء الوعكة التي ألمت به إثر انفجار شريان في معدته، توفي الكاتب إلياس خوري، أحد ابرز رواد الحركة الروائية اللبنانية والعربية الجديدة عن 76 سنة، عاش الردح الأكبر منها مناضلاً في الكتابة الروائية والصحافية وفي السياسة، وملتزماً القضية الفلسطينية التي احتلت حيزاً كبيراً من مسيرته الأدبية والشخصية.
إلياس خوري قاص وروائي وناقد وكاتب مسرحي ومفكر لبناني، ولد في بيروت عام 1948، درس التاريخ في الجامعة اللبنانية وتخرج فيها عام 1971، وفي العام التالي حصل على منحة لمواصلة الدراسة في مادة التاريخ الاجتماعي في جامعة باريس، وحصل على شهادة الماجستير.
انضم خوري إلى مجلة "مواقف" عام 1972، وأصبح عضواً في هيئة التحرير، وخلال الفترة من 1975 إلى 1979 ترأس تحرير مجلة "شؤون فلسطينية" بالتعاون مع محمود درويش، وعمل محرراً لسلسلة "ذكريات الشعوب" الصادرة عن مؤسسة البحوث العربية في بيروت بين عامي 1980 و1985. وكان مدير تحرير مجلة "الكرمل" ( 1981 – 1982)، ومدير تحرير القسم الثقافي في صحيفة "السفير" (1983 – 1990)،
وتولى منصب رئيس تحرير الملحق الثقافي الأسبوعي لصحيفة "النهار" اللبنانية اليومية طوال سنوات. وكان مديراً لمسرح بيروت في انطلاقته الجديدة بين 1990 و1998.
ترجمت رواياته التي تربو على الـ12 رواية إلى لغات عدة، وكتب ثلاث مسرحيات وسيناريوهات أفلام، وله كثير من الكتابات النقدية والمقالات السياسية. درّس في جامعة نيويورك وجامعة هيوستن وكلية بيركلي وجامعات شيكاغو وكولومبيا وجورج تاون وسواها في الولايات المتحدة، ودرّس في جامعة بواتييه في فرنسا وجامعة لندن في بريطانيا وجامعة برلين وسواها. وفي لبنان درّس في الجامعة الأميركية والجامعة اللبنانية الأميركية والجامعة اللبنانية.
كتب إلياس خوري ملحمة الشعب الفلسطيني في رواية "باب الشمس" التي أعادت سرد حياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ نزوحهم عام 1948، وقد تحولت إلى فيلم سينمائي من إخراج المصري يسري نصرالله في 2002.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عُرف إلياس خوري بأنه كاتب غزير الإبداع والإنتاج، وتميزت رواياته بنهجها المعقد في المواضيع السياسية والأسئلة الوجودية، ويتضمن أسلوبه السردي فن الحوار الداخلي أو ما يسمى "تيار الوعي". وكان يميل في أعماله الروائية إلى استخدام اللغة العامية، داخل اللغة العربية الفصحى الحديثة، وفي هذا الصدد يقول خوري "طالما أن اللغة الرسمية المكتوبة غير مفتوحة على اللغة المحكية فهي قمع كامل لأنها تعني أن التجربة الاجتماعية المعيشة مهمشة".
من أعماله الروائية، "عن علاقات الدائرة" 1975 و"الجبل الصغير" و"مملكة الغرباء" 1993 و"مجمع الأسرار" 1994 و"باب الشمس" 1998 و"رائحة الصابون" 2000 و"يالو" 2002 و"كأنها نائمة" 2007 و"سينالكول" 2012 و"أولاد الغيتو – اسمي آدم" 2016 و"أولاد الغيتو - نجمة البحر" 2018.
والكتب الأخرى، "دراسات في نقد الشعر" 1979 و"الذاكرة المفقودة" (دراسات نقدية) 1982 و"المبتدأ والخبر" (مجموعة قصصية) 1984 و"تجربة البحث عن أفق" (نقد) 1984 و"زمن الاحتلال" (مقالات) 1985 و"النكبة المستمرة" 2023.