ملخص
كان ملعب "أولد ترافورد" حصناً لمانشستر يونايتد أمام باقي أندية إنجلترا في الفترة الذهبية التي قادها السير أليكس فيرغسون، لكن بعد بداية السقوط تحول إلى ملعب عادي لا يخيف الخصوم، والآن ليفربول في تحدٍّ مماثل
في سبتمبر (أيلول) 2013 ذهب وست بروميتش ألبيون إلى ملعب "أولد ترافورد" وسجل مورغان أمالفيتانو وسايدو بيراهينو وحقق الفريق الزائر الفوز، وهناك إغراء للتساؤل عما إذا كانوا قد غيروا "أولد ترافورد" في هذه العملية. ففي الأشهر التالية حذا إيفرتون ونيوكاسل وسوانزي سيتي وسندرلاند حذوهم، بعد أن لم يكن أي منهم معتاداً على الفوز خارج الأرض على مانشستر يونايتد.
في الموسم التالي، كانت الانتصارات لسوانزي سيتي وساوثامبتون ووست بروميتش، ثم نورويتش ومرة أخرى ساوثهامبتون، وفي السنوات الثماني التالية، فعل أستون فيلا وبورنموث وبرايتون وبيرنلي وكارديف وكريستال بالاس وفولهام وشيفيلد يونايتد ووست مهم وولفرهامبتون نفس الشيء. وبالنسبة إلى البعض، كان هذا أول فوز على الإطلاق في "أولد ترافورد"، وبالنسبة إلى البعض الآخر كان الأول منذ عقود، وبالنسبة لآخرين كان الثاني في نفس عدد الرحلات.
لا يعني أي من هذا بالضرورة أن "أنفيلد" على وشك أن يصبح المعادل في "ميرسيسايد"، المكان الذي اعتاد الخصوم الوصول إليه متوقعين الهزيمة، والآن يعودون إليه وهم يشعرون بالقدرة على الفوز.
وسوف يتطلب الأمر أكثر من نتيجة واحدة لتحقيق ذلك، ولكن عام 2013 مثل عام 2024، إذ كان بمثابة نهاية حقبة للأندية التاريخية، ولم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً بعد اعتزال السير أليكس فيرغسون ليفقد "أولد ترافورد" شعوره بأنه ملعب لا يقهر.
بالنسبة لآرني سلوت، فإن الخسارة في مباراته الثانية على أرضه كمدير فني لليفربول لا تعني تلقائياً أنه يعادل ديفيد مويس في "أنفيلد"، ومع ذلك إذا كان الأمر بمثابة تحذير على هذا النحو - مع اجتياح نوتنغهام فورست لوسط الملعب لتعطيل تكتيكات سلوت - فقد كان له تأثير في النتيجة أيضاً، وبالنسبة لفورست، كان هذا أول فوز على ملعب "أنفيلد" منذ عام 1969.
بالنسبة إلى ليفربول، كانت هذه النتيجة من النوع الذي يبدو أنه قد نفاه إلى الماضي، فقد خسروا كما اعترفوا في ثلاث من آخر ست مباريات على أرضهم، إذ حرم أتلانتا الإيطالي وكريستال بالاس المدرب السابق يورغن كلوب من وداع بلا هزيمة لملعبه المحبوب.
ومع ذلك، انظر إلى المواسم السبعة الأخيرة للألماني في "أنفيلد" حين كان سجله رائعاً، فقد خسر ليفربول ست مباريات متتالية على أرضه في الدوري عام 2021، ولكن في حالة إغلاق ومن دون جمهور، لكن في وجود المشجعين، خسروا مرة واحدة في كل من (2022 - 2023) و(2023 - 2024) في الدوري الممتاز، في أربعة مواسم أخرى هي (2017 - 2018) و(2018 - 2019) و(2019 - 2020) و(2021 - 2022) لم يخرج أي فريق إنجليزي من "أنفيلد" بثلاث نقاط، وكانت هذه قلعة كلوب.
وبناءً على ما سبق، فقد كانت مباراة أول من أمس السبت بمثابة مفاجأة غير سارة لليفربول بعد البداية السلسة للمدرب سلوت، وكان ذلك بمثابة تناقض مع فوزهم الأخير على ملعب "أولد ترافورد" قبل 13 يوماً.
وقال قائد الفريق فيرجيل فان دايك "يتعين علينا أن نقلب الأمور ونجعل هذا بمثابة اختبار للواقع لنكون أفضل لبقية الموسم، لأنه إذا كنت تريد تحقيق أشياء هذا الموسم، فإن التباين بين المباريات التي لعبناها كبير جداً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم يخف سلوت أهمية ذلك، إذ قال "إنها نكسة كبيرة، إذا خسرت مباراة على أرضك، فهذا دائماً نكسة بخاصة إذا كنت تواجه فريقاً - لا تعرف أبداً، ربما يذهبون إلى أقصى حد للقتال من أجل أماكن في دوري أبطال أوروبا - ولكن عادة لا ينتهي هذا الفريق في المراكز الـ10 الأولى، لذا إذا خسرت مباراة ضدهم، فهذه خيبة أمل كبيرة".
وعلى رغم مدى الإعجاب الذي أثاره فورست، ربما يكون سلوت محقاً في تقييمه لآفاقهم، فإذا كانت بعض فرق منتصف الجدول قد قدمت عروضاً مميزة في "أولد ترافورد" خلال السنوات الـ11 الماضية، فيجب على ليفربول التأكد من أن "أنفيلد" لن يصبح المكان المفضل لهذه الأندية بعد ذلك.
وهناك سؤال حول المدة التي قد تستمر فيها أفكار ونفوذ المدير الفني العظيم بعد رحيله، ففي ليفربول الذي حقق تاريخاً من النجاح يمتد لثلاثة عقود امتدت في عهد بيل شانكلي وبوب بايزلي وجو فاغان وكيني دالغليش، كان عكس يونايتد، الذي انتهت أيام مجده باستقالة السير مات باسبي أولاً ثم فيرغسون.
لكن "أنفيلد" كان خافتاً يوم السبت وبدا أن الملعب الذي شهد عديد من لحظات العودة في النتائج وشهد كثيراً من الأهداف المتأخرة في الموسم الماضي - في عديد من المراحل الأخرى في عهد كلوب - قد تقبل أنه لم يكن هناك تكملة في بداية سنوات سلوت، وبدأ عدد قليل من المشجعين في التوجه إلى المخارج قبل صافرة النهاية.
ولنعد بالزمن إلى الوراء نحو تسع سنوات، إذ انتقد كلوب المشجعين، قائلاً إنه شعر "بالوحدة الشديدة" عندما غادر بعضهم خلال أول هزيمة له على أرضه أمام كريستال بالاس عام 2015، وبعد بضعة أسابيع، تعرض فريقه للسخرية بسبب ما اعتبر احتفالاتهم المفرطة مع الجماهير بعد هدف ديفوك أوريغي في الوقت المحتسب بدل الضائع الذي جلب التعادل ضد وست بروميتش ألبيون.
ومع ذلك، كانت تلك لحظة استغلها كلوب لمحاولة تسخير قوة "أنفيلد"، وشعر كثير مما تلا ذلك بأنه من تأليف الألماني.
لكن سلوت شخصية مختلفة، فقد وعد بعدم رفع قبضته أمام الجماهير، لكن يوم السبت، لم يكن ذلك لأنه يقلل من مكانته، ولكن لأنه لم يكن هناك ما يحتفل به.
لقد اختفى جزء من روتين يوم المباراة في "أنفيلد"، وجزء آخر يرجع إلى أن الفوز أفلت من ليفربول في ذلك اليوم، وقد يكون هذا مجرد حدث لمرة واحدة، لكن يونايتد يمثل تحذيراً إذا كان علامة على أشياء قادمة.
© The Independent