Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ستارمر يطلع على طريقة ميلوني في التعامل مع الهجرة غير النظامية

أثار انتقادات ضده من داخل حزبه على خلفية الاضطرابات التي اجتاحت بريطانيا أخيراً

ميلوني لدى استقبالها ستارمر في روما، الإثنين 16 سبتمبر الحالي (أ ف ب)

ملخص

رفض ستارمر خطة الحكومة البريطانية المحافظة السابقة لترحيل جميع المهاجرين بطريقة غير نظامية إلى رواندا ريثما يجري النظر في طلبات اللجوء التي تقدموا بها.
وقال الإعلام البريطاني بدلاً من ذلك إنه مهتم باستراتيجية ميلوني، زعيمة حزب "أخوة إيطاليا" اليميني التي تعد بلادها في واجهة أزمة الهجرة في الاتحاد الأوروبي.

اجتمع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع نظيرته الإيطالية جورجيا ميلوني في روما اليوم الإثنين للبحث في طريقة التعامل مع الهجرة غير النظامية، غداة مقتل ثمانية أشخاص جراء غرق مركب يقل مهاجرين.
وتعهد ستارمر، الذي انتخب حزبه "العمال" (يسار وسط) بغالبية برلمانية ساحقة في يوليو (تموز) الماضي، مكافحة الهجرة غير النظامية، وهي قضية جدلية في بريطانيا منذ سنوات.
وقال ستارمر في روما قبل لقائه مع ميلوني "سجل هنا انخفاض ملحوظ (في عدد المهاجرين الوافدين)، لذا أرغب في فهم كيف حصل ذلك".
وجاءت تصريحاته أثناء جولة قام بها في مركز وطني لتنسيق الهجرة مع وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي.

تشديد الإجراءات

في المقابل قالت رئيسة ميلوني إن إيطاليا وبريطانيا قررتا تشديد الإجراءات لمواجهة مهربي البشر سعياً إلى وقف تدفق المهاجرين عبر البحر، وأضافت ميلوني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ستارمر عقب اجتماعهما في روما "من الواضح أنها ظاهرة تؤثر في القارة الأوروبية بأكملها".
وتابعت "نتفق مع رئيس الوزراء ستارمر على أن أول شيء يتعين علينا فعله هو تشديد معركتنا مع مهربي البشر، وذلك عن طريق توحيد جهودنا أكثر".
واستقبل ستارمر عند الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي (:0010 بتوقيت غرينتش) في فيلا دوريا بامبيلي في روما قبل بدء اجتماعه مع ميلوني.

شغب على خلفية الهجرة

وهزت أعمال شغب قام بها اليمين المتشدد مدناً وبلدات في أنحاء إنجلترا وإيرلندا الشمالية بعيد انتخاب ستارمر، في أسوأ اضطرابات تشهدها المملكة المتحدة منذ عام 2011، إذ استهدفت مساجد ومراكز إيواء مهاجرين.
ومثلت الرحلات المحفوفة بالأخطار التي يحاول المهاجرون القيام بها عبر المانش من شمال فرنسا مشكلة يصعب حلها بالنسبة إلى رؤساء الوزراء البريطانيين الذين تعاقبوا على المنصب.
ولقي ثمانية مهاجرين حتفهم الأحد الماضي بعدما انقلب مركبهم المكتظ في المانش، ليصل عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم هذا العام أثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل البريطانية إلى 46.
وعبر نحو 800 شخص المانش أول من أمس السبت، وهو ثاني أعلى عدد منذ مطلع العام، بحسب وزارة الداخلية البريطانية.

استراتيجية ميلوني

ورفض ستارمر خطة الحكومة المحافظة السابقة لترحيل جميع المهاجرين بطريقة غير نظامية إلى رواندا ريثما يجري النظر في طلبات اللجوء التي تقدموا بها.
وقال الإعلام البريطاني بدلاً من ذلك إنه مهتم باستراتيجية ميلوني، زعيمة حزب "أخوة إيطاليا" اليميني التي تعد بلادها في واجهة أزمة الهجرة في الاتحاد الأوروبي.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي وقعت إيطاليا اتفاقاً مع ألبانيا لفتح مركزين في الدولة الواقعة في البلقان، إذ سيقيم المهاجرون ريثما تجري دراسة طلباتهم.
وستمول إيطاليا وتدير المركزين اللذين سيكونان قادرين على استيعاب ما يصل إلى 3 آلاف مهاجر وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية بالقوارب.
وسيعاد المهاجرون الذين ترفض طلباتهم للجوء لبلدانهم الأصلية، بينما سيسمح لأولئك الذين تقبل طلباتهم بالدخول إلى إيطاليا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


"خطة رواندا"

ويعد ذلك اختلافاً رئيساً عن "خطة رواندا" التي وضعتها الحكومة البريطانية السابقة التي نصت على أنه لا يمكن للمهاجرين الذين يرسلون إلى الدولة الواقعة في شرق أفريقيا الحصول على إذن للإقامة في بريطانيا بغض النظر عن نتيجة طلبهم.
وفي إطار جولته في مركز التنسيق، قال ستارمر إن تراجع عدد المهاجرين الوافدين إلى إيطاليا على ما يبدو هو نتيجة "العمل الذي أنجز في بعض البلدان التي يأتي منها المهاجرون".
وأثارت زيارة ستارمر إلى إيطاليا انتقادات حتى في صفوف حزبه.
وقال النائب العمالي كيم جونسون لصحيفة "ذي غارديان" إنه من "المزعج بأن ستارمر يسعى إلى تعلم الدروس من حكومة فاشية جديدة، خصوصاً بعد أعمال الشغب المناهضة للاجئين والإرهاب العنصري اليميني المتشدد الذي اجتاح بريطانيا هذا الصيف".
ويرافق مارتن هويت الذي عين رئيساً لـ"قيادة أمن الحدود" البريطانية الجديدة، رئيس الوزراء خلال رحلته إلى إيطاليا، بحسب ما أفاد به مكتبه.

ألبانيا وتونس وليبيا

وإلى جانب ألبانيا وقعت حكومة ميلوني اتفاقاً مع تونس يوفر لها مساعدات في مقابل تكثيف الجهود لإيقاف المهاجرين المتوجهين لإيطاليا الذين يغادرون الدولة الواقعة في شمال أفريقيا ويعبرون المتوسط.
وجددت إيطاليا أيضاً اتفاقاً مثيراً للجدل مع الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس يعود لعام 2017 قدمت روما في إطاره تدريباً وتمويلاً إلى خفر السواحل الليبيين للحد من مغادرة المهاجرين أو عودة أولئك الذين في البحر أساساً لليبيا.
وتفيد منظمات حقوق الإنسان بأن السياسة تدفع آلاف المهاجرين للعودة لليبيا، إذ يواجهون التعذيب والانتهاكات في ظل الاعتقال التعسفي.
وقالت وزارة الداخلية إنه منذ مطلع العام الحالي، تراجع عدد المهاجرين القادمين بحراً إلى إيطاليا بشكل كبير.
وبين الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي والـ13 من سبتمبر (أيلول) الجاري، وصل إلى 44675 شخصاً إلى إيطاليا مقارنة مع 125806 في الفترة ذاتها من عام 2023.

تبديل الطرق

في الأثناء تراجع عدد المهاجرين الذين يعبرون حدود الاتحاد الأوروبي بنسبة 39 في المئة، بحسب وكالة "فرونتكس".
لكن ثمة عوامل عدة خلف هذه الاتجاهات، بحسب الخبراء، إذ بدل كثير من المهاجرين الساعين إلى دخول الاتحاد الأوروبي طريقهم.
وبينما شهدت طرق الهجرة في البلقان ووسط منطقة المتوسط تراجعاً في تدفق المهاجرين بنسبة 77 في المئة و64 في المئة على التوالي، سجلت طرق الحدود البرية في غرب أفريقيا والشرق زيادات كبيرة بلغت 123 في المئة و193 في المئة على التوالي.
وقالت "فرونتكس" إن عمليات عبور المانش ازدادت بنسبة 13 في المئة هذا العام.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار