Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جهاز الخدمة السرية: المشتبه في تنفيذه محاولة اغتيال ترمب "لم يطلق النار"

الرئيس السابق يندد بـ"لغة تحريضية للغاية" ومخاوف من تزايد أعمال العنف مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية

ملخص

تضيف مسارعة ترمب إلى نسب الحادثة الأحد إلى تصريحات خصومه الديمقراطيين، مستوى جديداً من التعقيد في الحملة الانتخابية الأميركية التي يشوبها توتر متصاعد.

أعلن جهاز "الخدمة السرية"، الوكالة الأمنية الأميركية المسؤولة خصوصاً عن حماية الشخصيات السياسية البارزة، الإثنين أن المشتبه في تنفيذه محاولة لاغتيال المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترمب الذي أوقف الأحد "لم يطلق النار".

وقال القائم بأعمال مدير "الخدمة السرية" رونالد رو إن المشتبه فيه راين ويسلي روث كان مسلحاً حين اكتشف وجوده أحد عملاء جهاز الخدمة السرية فأطلق النار عليه. وأضاف أن "المشتبه فيه، الذي لم يكن الرئيس السابق في مرمى نظره، لم يطلق النار".

بدوره، أشار المسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" جيفري فيلتري المسؤول عن التحقيق في هذه الواقعة خلال مؤتمر صحافي "ليست لدينا في الوقت الحالي معلومات تفيد بأنه (المشتبه فيه) تصرف بمساعدة من أي شخص آخر".

وقال قائد الشرطة المحلية ريك برادشو "لم يكن المشتبه فيه على وشك إطلاق النار، وقد ألقينا القبض عليه وأحلناه إلى القضاء". وعُقد المؤتمر الصحافي في مكتب رئيس بلدية مقاطعة ويست بالم بيتش في ولاية فلوريدا الواقعة في جنوب شرقي الولايات المتحدة.

من جانب آخر، نقلت وسائل إعلام أن الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث مع الرئيس السابق، أمس الإثنين، مشيراً إلى أن "المحادثة كانت ودية". وقال البيت الأبيض إن بايدن أعرب لترمب عن ارتياحه لأنه آمن، فيما أعرب الرئيس السابق عن شكره للمكالمة.

وأشار ترمب في بيان: "لقد أجرينا مكالمة لطيفة للغاية. كانت تتعلق بجهاز الخدمة السرية". وهذه المحادثة هي الثانية بين الرجلين في غضون شهرين، بعد أن تحدثا إثر محاولة اغتيال ترمب الأولى في يوليو (تموز) الماضي.

ترمب يصوب على "خطاب" بايدن وهاريس

وكان ترمب حمّل الإثنين "خطاب" منافسته كامالا هاريس والرئيس جو بايدن واتهامهما إياه بأنه يشكل "تهديداً للديمقراطية"، المسؤولية بعد ثاني محاولة اغتيال يتعرض لها الرئيس السابق ومرشح الحزب الجمهوري.

وتضيف مسارعة ترمب إلى نسب الحادثة الأحد إلى تصريحات خصومه الديمقراطيين، مستوى جديداً من التعقيد في الحملة الانتخابية الأميركية التي يشوبها توتر متصاعد.

وندد بايدن وهاريس بالحادثة التي وقعت الأحد مع الاشتباه في محاولة شخص إطلاق النار على ترمب أثناء مزاولته رياضة الغولف في ولاية فلوريدا.

والإثنين قال بايدن "نددت على الدوام بالعنف السياسي وسأظل أندد به"، مضيفاً "في أميركا، نسوي خلافاتنا في صورة سلمية في صناديق الاقتراع، وليس تحت وطأة تهديد بندقية".

 

توجيه التهم للمشتبه فيه

وتم توقيف المشتبه فيه، ووجهت إليه الإثنين تهمة حيازة سلاح بشكل غير قانوني، وحيازة سلاح تم محو رقمه التسلسلي.

ووجهت التهمتان إلى راين ويسلي روث (58 سنة)، وهو أميركي موال لأوكرانيا في الحرب مع روسيا تم توقيفه الأحد، خلال مثوله للمرة الأولى أمام قاض فيدرالي في فلوريدا (جنوب شرق).

ومن المتوقع أن توجه إلى روث تهم أخرى خلال جلسة استماع إضافية تعقد في وقت لاحق. وهو بدا في الجلسة الأولى المقتضبة، هادئاً وأجاب بـ"نعم" بنبرة خافتة، على أسئلة عدة وجهها إليه القاضي رايون ماكيب من المقاطعة الجنوبية في ولاية فلوريدا الأميركية.

وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأحد أنه "يحقق في ما يبدو أنها محاولة اغتيال للرئيس السابق ترمب". 

 

وفق شكوى جنائية لمكتب التحقيقات الفيدرالي تبين سجلات الهاتف الخلوي أن روث أمضى نحو 12 ساعة في محيط ملعب الغولف. وأكدت حملة الأخير أنه لم يصب بأذى.

وسبق لترمب أن أصيب بشكل طفيف في أذنه في إطلاق نار أثناء تجمع انتخابي أقامه في ولاية بنسلفانيا في الـ13 من يوليو. وتفيد السلطات بأنها لم تتعرف بعد إلى الدافع المحدد أو العقيدة السياسية لمطلق النار الذي يقف خلف المحاولة السابقة، والذي أرداه عناصر الأمن في المكان.

ونسب ترمب تعرضه للمحاولة المفترضة الثانية إلى "خطاب" بايدن وهاريس.

"لغة تحريضية"

وأكد عبر شبكة "فوكس نيوز" الإثنين أن روث "كان يؤمن بخطاب بايدن وهاريس وتحرك بناء على ذلك"، مضيفاً أن "خطابهما يؤدي إلى تعرضي لإطلاق نار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت ترمب إلى تصريحات للرئيس الحالي ونائبته تحذر من أنه يشكل "تهديداً للديمقراطية".

وسبق للمسؤولَين أن حذرا من خطر ترمب على الديمقراطية على خلفية رفضه الإقرار بهزيمته أمام بايدن في انتخابات 2020، واعتباره أن أنصاره الذين اقتحموا الكونغرس في يناير (كانون الثاني) 2021 معارضون سياسيون.

 

ورأى ترمب أن خصميه يستخدمان لغة "تحريضية للغاية"، مؤكداً "أنا قادر على استخدامها أيضاً، بصورة أفضل منهما، لكنني لا أقوم بذلك".

وفي منشور لاحق على منصته "تروث سوشال" قال ترمب "الرصاص يتطاير، والأمر سيزداد سوءاً"، لينتقل بعدها لمهاجمة المهاجرين.

وصباح الإثنين، أعرب بايدن في البيت الأبيض عن ارتياحه لأن ترمب "بخير"، لكنه أكد ضرورة توفير "مساعدة إضافية" لجهاز الخدمة السرية المولج حماية كبار الشخصيات بمن فيهم الرؤساء الحالي والسابقون والمرشحون للانتخابات الرئاسية والزوار الكبار.

وقال بايدن للصحافيين "أمر واحد أريد توضيحه، أن الخدمة (السرية) تحتاج إلى مساعدة إضافية، وأعتقد أن الكونغرس يجب أن يستجيب لاحتياجاتها". وأضاف "أعتقد أننا قد نحتاج إلى مزيد من الأفراد".

انتقادات لجهاز الخدمة السرية

وأفادت السلطات الأحد بأنه لم يتضح إن كان المسلح أطلق النار من سلاح باتجاه الرئيس السابق قبل أن ينخرط في مواجهة مع عناصر الخدمة السرية.

 

وكان الجهاز تعرض لانتقادات بعد محاولة اغتيال ترمب في يوليو، على خلفية تمكن مطلق النار من التمركز على سطح قريب مطل على مكان إلقاء الرئيس السابق خطابه. واستقالت مديرته كيمبرلي تشيتل عقب المحاولة.

وهذه المرة، أكد جهاز الخدمة السرية أن واحداً أو أكثر من عملائه "فتحوا النار على مسلح" رصد على تخوم ملعب الغولف الخاص بترمب، وقد عُثر على "بندقية من طراز "أي كيه 47" مع منظار، إضافة إلى كاميرا فيديو من نوع "غوبرو".

وفر المشتبه فيه في سيارة سوداء تعقبتها السلطات وتمكنت من توقيفه.

سجل إجرامي طويل

وأوردت شبكتا "سي أن أن" و"سي بي أس" أن روث كان يعمل لحسابه الخاص في بناء مساكن ميسورة الكلفة في هاواي، ولديه سجل إجرامي طويل وهو ينشر بانتظام مقالات عن السياسة والأحداث الجارية، وينتقد أحياناً ترمب.

وبحسب وسائل إعلام أميركية، سافر روث إلى أوكرانيا زاعماً أنه يريد التطوع والمساعدة في تجنيد مقاتلين أجانب للتصدي للهجوم الروسي، وأجرى سلسلة من المقابلات مع وسائل إعلام عدة.

لكن لا مؤشرات إلى مشاركته في القتال أو التحاقه بصفوف القوات الأوكرانية.

العنف السياسي

وفي معرض إدانته "كل صور العنف السياسي"، أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الإثنين عن ارتياحه لعدم إصابة الرئيس السابق بأذى وللتحرك السريع لجهاز إنفاذ القانون.

وندد بايدن وهاريس بالهجوم على ترمب. وقال الرئيس "لا مكان للعنف السياسي أو أي عنف إطلاقاً في بلدنا".

إلا أن ما جرى زاد الخشية من تزايد أعمال العنف مع اقتراب موعد الانتخابات، خصوصاً في ظل تصاعد الخطاب السياسي سعياً إلى استقطاب الناخبين في منافسة متقاربة بين ترمب وهاريس.

وأتت محاولة الاغتيال المفترضة بعد أيام من توتر في سبرينغفيلد بولاية أوهايو نتيجة لمزاعم روج لها ترمب ومرشحه لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس في شأن المهاجرين من هايتي.

وأعلنت "كلارك ستيت كوليدج" في سبرينغفيلد أنها ستنظم الصفوف الدراسية من بعد هذا الأسبوع بعدما تلقت تهديدات بقنابل وإطلاق نار.

وكان اليوم الرابع على التوالي من التهديدات بتنفيذ تفجيرات أو صور أخرى من العنف التي استهدفت مبنى البلدية المحلي والمدارس وجامعة ويتنبرغ القريبة، بعد الشائعات العنصرية عن المهاجرين الهايتيين. وأكد هايتيون يقطنون المدينة لوكالة الصحافة الفرنسية أنهم يخشون على حياتهم.

وما زالت نتائج الاستطلاعات متقاربة جداً بين ترمب وهاريس في الولايات الحاسمة بالنسبة إلى نتيجة الانتخابات.

المزيد من متابعات