Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جريمة تهز العراق "بطلها" صبي قتل أسرته عقابا لوالده

التحقيقات أكدت أنه استخدم سلاح كلاشينكوف خاص بالأب وعثرت على قنبلتين يدويتين

عناصر من الشرطة العراقية (أ ف ب)

ملخص

القانون العراقي يؤكد أنه إذا ارتكب صبي جناية معاقباً عليها بالسجن المؤبد أو الإعدام فعلى محكمة الأحداث أن تحكم عليه بدلاً من العقوبة المقررة في القانون بإيداعه مدرسة تأهيل الصبيان لمدة خمس سنوات.

استيقظت عائلات منطقة القبلة في محافظة البصرة جنوب العراق على جريمة مروعة بطلها صبي (13 سنة)، بعدما أقدم على قتل عائلته المكونة من الأب والأم وشقيقه البالغ من العمر ثلاث سنوات، فيما تعرضت أخته (14 سنة) للإصابة.

بسلاح "كلاشينكوف" يمتلكه الأب أقدم هذا الصبي على قتل والده حيدر خضير فليح، الذي يعمل موظفاً في بلدية البصرة، ووالدته التي تعمل مدرسة، وشقيقه الصغير، قبل أن تنجو أخته التي أصيبت في قدمها اليمنى.

وقالت مصادر مطلعة إن الفتى كان مخموراً ولم يكن في وعيه عند ارتكابه الجريمة، ليأتي بعدها النفي من مصادر أخرى، مشيرة إلى أن الفتى كان يلهو بسلاح الـ"كلاشينكوف" وفقد السيطرة عليه مما تسبب في قتل العائلة، لكن التصريحات الصحافية لمدير الإعلام في شرطة البصرة العقيد عزيز العبادي نفت الروايتين السابقتين، مؤكداً أن الفتى لم يكن مخموراً كما أشيع، لكنه تعرض لضغوط نفسية وارتكب الجريمة مع سبق الإصرار، إذ تعرض إلى الضرب والتعنيف من والده، وكشفت التحقيقات عن أنه خطط لجريمته انتقاماً من أبيه.

بدورها ضبطت القوات الأمنية العراقية السلاح المستخدم في الجريمة، إضافة إلى قنبلتين يدويتين في مكان الحادثة.

الهدف كان الأب 

وحول الوضع النفسي للفتى أوضح رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة عقيل طالب الفريجي لـ"اندبندنت عربية" أنه كان مرتبكاً للغاية، وكان يسأل عن مصير شقيقته وشقيقه ووالدته متجاهلاً السؤال عن والده. وأضاف "لم يكن الطفل يقصد قتل العائلة، لكنه كان يخطط لقتل والده فقط أو إصابته، لكن عدم معرفته بسلاح كلاشينكوف الذي كان مهيأ للإطلاق على الرمي المتواصل وضغطه المستمر على الزناد أدى إلى أن يكون إطلاق النار عبارة عن سلسلة مستمرة من الرصاص".

الميل إلى الجرائم

ويوضح استشاري الطب النفسي ريان الصعب أن الميل الباكر إلى الجرائم يمكن أن يُعزى إلى عوامل عدة وفي مقدمها البيئة الأسرية، "إذ يعد العنف الأسري أو الإهمال أو عدم الاستقرار العاطفي من المحفزات الرئيسة للميل إلى الجرائم".

وتحدث الصعب عن عوامل أخرى تعزز فرص تنامي العنف في عمر باكر وتتعلق بالتأثيرات الاجتماعية، مثل رفقاء السوء أو التعرض لثقافة العنف عبر وسائل الإعلام، فضلاً عن الاضطرابات النفسية للطفل، فعدم القدرة على التعامل مع الشعور قد يؤدي إلى تصرفات مدمرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي السياق نفسه يشير المتخصص في علم النفس ناصر الغداني إلى أن من أسباب ميل الأطفال إلى ارتكاب الجرائم ما يتعلق بما يعرف بالتكوين النفسي للفرد والسمات والصفات والخصائص الشخصية التي تتوافر في الطفل ذاته منذ نشأته، مثل الوراثة ونوع الجنس والتكوين الجسمي والعقلي ومعرفة مستويات الذكاء، أو ما اكتسب بعد الولادة مثل الأمراض العضوية.

وقد تكون البيئة الاقتصادية مثل الفقر والبطالة من محفزات تنامي العنف لدى الأطفال، يختم الغذاني، مشيراً إلى أنه لا يمكن إغفال العوامل السياسية كأحد أسباب تنامي العنف لدى هؤلاء، "فانعدام الأمن في الأوطان يخلق لدى الطفل خوفاً وقلقاً مستمراً لشعوره بفقدان الأمن النفسي والاجتماعي".

يكمل الفريجي موضحاً أن الأب من مواليد عام 1981 أصيب بست طلقات نارية في الصدر والبطن، أما الأم (رجاء كصاب درباش) فأصيبت بطلق ناري في منطقة الظهر من الجهة اليسرى، وشقيقه الطفل (كرار حيدر خضير) مواليد عام 2021 أصيب في منطقة الرقبة، أما شقيقته (فاطمة حيدر خضير) مواليد 2010 فأصيبت بطلق ناري في القدم اليمنى، وعند التحقيق الأولي مع المتهم أجاب أنه أقدم على ذلك بسبب ضرب الأب وتعنيفه المستمر له.

وحول العقوبات التي تنتظر الصبي القاتل قال القانوني العراقي علي التميمي في حديثه إلى "اندبندنت عربية" إن المادة 76 من قانون رعاية الأحداث رقم 76 لعام 1983 أشارت إلى أنه "إذا ارتكب صبي جناية معاقباً عليها بالسجن المؤبد أو الإعدام فعلى محكمة الأحداث أن تحكم عليه بدلاً من العقوبة المقررة في القانون بإيداعه مدرسة تأهيل الصبيان لمدة خمس سنوات"، وأكد أن "الأحداث لا توجد في حقهم عقوبات، وإنما (تدابير) لأن بناء شخصية الإنسان في القانون الجنائي تكون في هذه المرحلة العمرية، فالعقوبة علاجية ووقائية أكثر من إجراءات كونها رادعة".

ولم تثمر كل الجهود الحكومية العراقية لحصر السلاح بيد الدولة، فغالب العائلات تمتلك أسلحة خفيفة، وهو ما يزيد من اتساع الجرائم. ووفقاً لذلك لم يكن مستغرباً أن يحتل العراق عام 2023 المركز الأول عربياً والثامن عالمياً في مؤشر الجريمة، إذ ارتكبت ربع مليون جريمة في العام نفسه.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار