ملخص
عينت فون دير لايين الليتواني أندريوس كوبيليوس مفوضاً أوروبياً لشؤون الدفاع والفضاء، وهو منصب جديد استحدثته رئيسة المفوضية الأوروبية في مواجهة التهديد الروسي والحرب في أوكرانيا.
كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين اليوم الثلاثاء أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ عن أسماء فريقها الجديد من المفوضين الذي يركز على القدرة التنافسية لأوروبا، بعد أسابيع من المعارك السياسية والمفاوضات.
وفي ستراسبورغ، وعلى هامش الجلسة العامة للبرلمان، أعلنت فون دير لايين عن أسماء المفوضين الـ 27 الجدد، وهم ممثل واحد عن كل دولة عضو، ويضم فريق فون دير لايين الجديد 11 امرأة في مقابل 16 رجلاً، أي ما نسبته 40 في المئة من عدد أعضاء السلطة التنفيذية وأقل من المساواة الموعودة.
وأشارت رئيسة المفوضية إلى إعادة التوازن مقرة أنه "لا يزال هناك عمل يتعين القيام به" بعد أسابيع عدة من جدل في هذا الصدد، وفي محاولة للرد على الانتقادات منحت أربعة من مناصب نواب رئيسة المفوضية الستة لنساء، أبرزهن وزيرة البيئة في حكومة بيدرو شانسيز الاشتراكية الإسبانية تيريسا ريبيرا التي حصلت على حقيبة مهمة مخصصة للتحول البيئي، والتي من المتوقع أن تؤدي دوراً رائداً في فريق بروكسل الجديد.
وعينت الإيطالي رافاييل فيتو، الوزير في حكومة جورجيا ميلوني اليمينية المتطرفة، نائباً لها لشؤون الإدماج والإصلاح، لكن اليسار والوسط أكدا معارضتهما لتعيينه، وعلى الفور علقت رئيسة الحكومة الإيطالية بالقول إن إيطاليا "تستعيد دورها المركزي" في الاتحاد الأوروبي.
وعينت فون دير لايين الليتواني أندريوس كوبيليوس مفوضاً أوروبياً لشؤون الدفاع والفضاء، وهو منصب جديد استحدثته رئيسة المفوضية الأوروبية في مواجهة التهديد الروسي والحرب في أوكرانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي الكواليس كانت المفاوضات على المناصب شائكة حتى اللحظة الأخيرة، وأعلن الفرنسي تييري بروتون أمس الإثنين استقالته من منصبه كمفوض أوروبي للسوق الداخلية إثر خلافات شابت علاقته مع فون دير لايين، واستبدل بوزير الخارجية المستقيل ستيفان سيجورنيه المقرب من الرئيس إيمانويل ماكرون الذي اختاره لهذا المنصب النافذ، وكلفته رئيسة المفوضية الأوروبية بحقيبة الصناعة السيادية ومنصب نائب رئيسة السلطة التنفيذية.
ويمثل التعيين لحظة حاسمة لبدء ولاية السلطة التنفيذية الأوروبية الجديدة الممتدة خمسة أعوام، ويتعين على الاتحاد الأوروبي أن يعرض أولوياته خلال هذه الفترة الحاسمة على الصعيد الجيوسياسي، مع الحرب في أوكرانيا وحملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة والمنافسة الاقتصادية مع الصين.
وشددت فون دير لايين على أهمية الاقتصاد "التنافسي والدائري والخالي من الكربون"، في أعقاب تقرير أعده رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ماريو دراغي حول الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الاتحاد، مشيرة إلى ثلاث ركائز للأعوام الخمسة المقبلة، وهي "الرخاء والأمن والديمقراطية".
وبعد ثلاثة أشهر من الانتخابات الأوروبية التي اتسمت بتنامي اليمين المتطرف، يخشى اليسار والمنظمات غير الحكومية أن يكون توجه المفوضية نحو القضايا الاقتصادية على حساب طموحات المناخ التي تحققت خلال الولاية السابقة.
وردت فون دير لايين التي تنتمي إلى الحزب الشعبي الأوروبي (اليمين)، القوة الأولى في البرلمان الأوروبي، بأنه "يجب أن نستمر في مواجهة هذا التحدي المتمثل في مكافحة ظاهرة الاحترار الحراري، لكن في سياق القدرة التنافسية دائماً".
وأكد مصدر في المفوضية أن "الأمر لا يعني أن الطموح يتضاءل، إنها مرحلة تنفيذ"، مشيراً إلى أنه في ظل وجود عدد أقل من النواب من حزب الخضر وأكثر من اليمين المتطرف، فإن "البرلمان مختلف تماماً عن برلمان عام 2019"، وسيتعين علينا أن نرى "ما هو التأثير الذي سيكون له في هذا الموضوع".
ويتعين على السلطة التنفيذية الجديدة الحصول على موافقة أعضاء البرلمان الأوروبي خلال الأسابيع المقبلة قبل توليها مهماتها، واعتبر مقرب من أحد المفوضين المنتهية ولايته أن "الأمر يبدو كما لو كنت تجتاز امتحاناً"، ويجب على المفوضية أن تراجع حصيلة الولاية السابقة والأهداف المنشودة.
ويرغب كثير من أعضاء البرلمان في إسقاط المرشح المجري أوليفر فارهيلي المتهم بالاستخفاف بالبرلمان الأوروبي والمؤيد لمواقف رئيس الوزراء القومي فيكتور أوربان، وكان من المفترض أن يتحدث رئيس الوزراء القومي خلال جلسة مناقشة يعقدها البرلمان القاري غداً الأربعاء في شأن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي التي تتولاها بلاده حالياً، لكنه ألغى التزاماته بسبب العاصفة بوريس التي تجتاح أوروبا الوسطى.
وفي حين أعربت فون دير لايين عن رغبتها في أن تبدأ السلطة التنفيذية الجديدة مهماتها "في أقرب وقت ممكن"، إلا أنها لا تزال تتفادى الإعلان عن جدول زمني، ومن المتوقع أن يوافق على الفريق الجديد مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل بالنظر إلى جدول عقد جلسات البرلمان.