Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نداء "آيفون" ما بعد الاصطدام لا يلق آذاناً صاغية عند الشرطة

أرسل جهاز جورج ديلون إخطاراً إلى خدمات الطوارئ بواسطة خاصية "اكتشاف الاصطدام" المدمجة فيه

فارق جورج ديلون الحياة بعد اصطدام سيارته بشجرة في مايو (أيار) من العام الماضي (شرطة هامبشاير)

ملخص

كشف التحقيق أن "ميزة الكشف عن حوادث الاصطدام الخطيرة المدمجة في "آيفون" كانت حديثة العهد آنذاك عند وقوع الحادث، وكانت تتطلب فهماً أفضل واستراتيجية استجابة ملائمة"

في المملكة المتحدة، واجه مراهق الموت مغشياً عليه خلف عجلة قيادة سيارته على رغم اتصال هاتف "آيفون" كان في حوزته تلقائياً بالرقم 999 لخدمات الطوارئ طلباً للمساعدة العاجلة عندما اكتشف تعرض مالكه لحادث اصطدام.

وفي التفاصيل، كان جورج ديلون البالغ من العمر 19 سنة، يقود سيارته من نوع "فولكس فاغن غولف" عندما فقد السيطرة عليها واصطدم بشجرة في 18 مايو (أيار) من العام الماضي.

ومع أن ميزة "اكتشاف الاصطدام" [المدمجة في أجهزة "آيفون" والساعات الذكية من "أبل"] تنبه خدمات الطوارئ في البلاد فوراً إلى وقوع حادث اصطدام، وإلى أنه ربما يشكل خطراً على حياة المستخدم [يصار إلى تشغيل رسالة صوتية متكررة تخبر الجهة المعنية أن الهاتف اكتشف حادثاً خطيراً وأن مالكه لا يستجيب، إضافة إلى إرسال موقعه التقريبي]، غير أنهم لم يسارعوا إلى مكان الحادث.

أرسل هاتف ديلون الـ "آيفون" مكالمة آلية إلى غرفة التحكم للحوادث في شرطة هامبشاير البريطانية في تمام الساعة العاشرة و26 دقيقة مساءً منبهاً فيها إلى وقوع حادث خطير، وإلى أن مالكه لا يجيب أو يتفاعل مع أي محاولات للتواصل [بسبب الإصابة أو فقدان الوعي أو عوامل أخرى تمنعه ​​من الاستجابة].

سجل عامل الهاتف ملاحظة تشير إلى "عدم وجود طلب مباشر" لأنه لم يسمع أي إشارات أو أصوات أو أي علامة استغاثة تدل على وجود طلب مباشر بالمساعدة.

وبعد دقائق، اتصل أحد الأشخاص في مكان الحادث بالشرطة، وللأسف الشديد توفي ديلون بعد مرور يومين على وقوع الحادث متأثراً بجروحه في المستشفى.

وكشف التحقيق في شأن وفاته أن رجال الشرطة لا يملكون معرفة "كافية" بالنظام التكنولوجي المؤتمت المدمج في الهاتف، وأنه لا بد من تحديث وتحسين برامج التدريب المعمول بها راهناً بما يضمن إعداد رجال الشرطة للتعامل مع تلك المكالمات أو النداءات بالشكل الصحيح.

وفي هذا السياق، أعرب القاضي هنري تشارلز عن قلقه "من أنه لا بد من إجراء تقييم شامل لكل ما يتعلق بالمعرفة والتدريب والإجراءات الخاصة بهذه التكنولوجيا، وذلك من أجل المساعدة في حصول استجابة سريعة ومناسبة في أي مواقف تنطوي على مؤشر يدل على وقوع حادث اصطدام من شأنه أن يشكل خطراً على الحياة".

وأضاف في تقريره بشأن "الحؤول دون وقوع وفيات في المستقبل" أن "الأدلة أظهرت أن الأجهزة الإلكترونية تصدر وبشكل متكرر إنذارات كاذبة بشأن حوادث الاصطدام، وأنها في الغالب لا تتوخى الدقة في المواقع التي تشير إليها".

 

وأردف: "لكن ميزة الكشف عن حوادث الاصطدام الخطيرة المدمجة في "آيفون" كانت حديثة العهد آنذاك [عند وقوع حادث ديلون]، وكانت تتطلب فهماً أفضل واستراتيجية استجابة ملائمة".

وفي رد مكتوب على تقرير القاضي، قال المحامي عن شرطة هامبشاير وجزيرة وايت، إنه في وقت وقوع الحادث، لم تكن هناك توجيهات على المستوى الوطني بشأن سبل استجابة قوات الشرطة للإخطارات الخاصة بحوادث الاصطدام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأقرت شرطة هامبشاير وجزيرة وايت بالحاجة إلى استحداث مبادئ توجيهية واضحة، فيما تلقى جميع الموظفين رسالة فيديو تشرح مسار العمل المتوقع، إضافة إلى مجموعة من الأدوات المصممة للتعامل مع مكالمات الإخطار المؤتمتة والتي لم تلق أي استجابة.

كذلك تلقت هيئة الطرق السريعة في مجلس مقاطعة هامبشاير رسالة بشأن حالة الطريق.

وتحدث القاضي عن قلقه بشأن الخطر الذي يطرحه تل مرتفع موجود على طريق "لي لين"، حيث تعرض ديلون لحادث الاصطدام، إذ لم يكن مرئياً بسهولة للسائقين حتى عند القيادة ضمن الحد المسموح للسرعة البالغ 60 ميلاً في الساعة (96 كيلومتراً).

وبعد وفاته قالت عائلته بحزن شديد: "ابننا وشقيقنا، بطلنا! كان جورج مصدراً للحب والسرور والمرح في حياة كل من حوله. كان يملك قلباً كبيراً كالجبل يسع الكثير من الحب واللطف والكرم، وكان على استعداد لمساعدة أي شخص بأية طريقة ممكنة. كان لجورج أسلوبه الفريد في العيش والاهتمامات وفي إنجاز الأمور، فقد أحب موسيقى الريف والزراعة، ومن بين كل الأشياء التي كان يهتم بها كانت للجرارات وأحذية رعاة البقر أهمية خاصة بالنسبة إليه ومكانة خاصة ومميزة في قلبه".

وأضافت العائلة: "أثمرت جهود جورج في دراسته قبل أيام فقط عندما اجتاز وبجدارة سنته الأخيرة في دراسة الهندسة الزراعية، ولم نكن لنكون أكثر فخراً. لقد استمتع بحياته على أكمل وجه، وكان اجتماعياً جداً، وكان يعشق كل واحد من أصدقائه".

وختمت عائلته خطابها قائلة: "لقد تحطمت قلوبنا، ولا كلمات تعبر عن شوقنا الكبير إليه. نحن ممتنون جداً للسنوات الـ 19 والـ11 شهراً الرائعة التي قدمها لنا. جورجي، ولدنا الجميل واللطيف والمحب... شكراً جزيلاً لك على الوقت الثمين الرائع الذي أمضيناه معك. كل حبنا وقبلاتنا".

© The Independent

المزيد من منوعات