Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ألا يستطيع رئيس وزراء بريطانيا دفع ثمن ملابسه وتذاكر المباريات؟

قد يحاول حزب العمال أن يسخر من الأخبار التي تفيد بأن ستارمر وزوجته قد قبلا تذاكر مجانية ونظارات وفساتين، إلا أن الأمر أكثر سوءاً مما يبدو عليه ظاهرياً.

يواجه كير ستارمر أسئلة حول عدم إعلانه في الوقت المحدد عن الملابس الراقية التي قدمها أحد المتبرعين البارزين للحزب لزوجته فيكتوريا (شاترستوك)

ملخص

إن تبني معايير أخلاقية أعلى من تلك اتبعها جونسون لا ينبغي أن يكون صعباً. ومع ذلك يبدو أن ستارمر لم ينجح في محاولته بلوغ هذا الهدف من البداية

عليك أن تشعر بالأسف لأنجيلا إيغل، وهي آخر وزيرة تم دفعها للوقوف أمام الكاميرات من أجل الدفاع عن رئيس الوزراء. حاولت التخفيف من شأن قبول كير ستارمر تذاكر لمباريات أرسنال بقيمة آلاف الجنيهات، قائلة "أعتقد أنه من مشجعي أرسنال". وأضافت "مثل هذه الأفعال ليست غير عادية أو خارجة عن المألوف".

لم تكن كاي بورلي من محطة تلفزيون "سكاي نيوز" مسرورة بهذه الإجابة. ولم يرتسم على وجهها حتى ابتسامة عندما قالت إيغل، "أنا لست متأكدة ما إذا كان من الممكن تقديم تفسير" لقبول ستارمر تذاكر [حفلة فرقة] "كولدبلاي".

وحينما لم تتمكن إيغل، وهي وزيرة الدولة لشؤون الهجرة، التهرب من الأسئلة المحرجة بالمزاح، قالت "سيتعين عليكِ أن تسأليه هو". لم تحاول في الأقل الدفاع عن رئيس الوزراء باختلاق أمور مثل أن رئيس الولايات المتحدة والسيدة الأولى لديهما موازنة مخصصة للملابس، وكيف أن أعضاء عائلة ستارمر قد قبلوا التبرعات حتى يتمكنوا من "الظهور بأفضل شكل" عند تمثيل المملكة المتحدة، كما زعم ديفيد لامي، وزير الخارجية، يوم الأحد.

إن قبول رئيس الوزراء للتبرعات من أجل دفع ثمن البدلات والنظارات وملابس زوجته أمر لا يمكن الدفاع عنه. سيبدو هذا سيئاً في أي وقت، لكن ثمة شيئين يجعلان الأمر أشد سوءاً. الأول هو أن ستارمر يطلب من بعض المتقاعدين من ذوي الدخل المنخفض التخلي عن معونة الوقود الشتوي لأن المالية العامة في حالة مزرية. والشيء الثاني هو أنه قد قدم نفسه على أنه متفوق أخلاقياً على بوريس جونسون، الذي قبل التبرعات لتغيير ديكور شقة "داونينغ ستريت" التي يعيش فيها ستارمر الآن.

إن تبني معايير أخلاقية أعلى من تلك اتبعها جونسون لا ينبغي أن يكون صعباً. ومع ذلك يبدو أن ستارمر لم ينجح في محاولته بلوغ هذا الهدف من البداية. ويجري الآن تداول مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر فيه ستارمر وهو يهز إصبعه في وجه جونسون في مجلس العموم لفشل الأخير في الإعلان في الوقت المحدد عن تبرع كان قد تلقاه. والآن وباعتبار أن ستارمر لم يعلن في الوقت المحدد عن التبرع بفساتين زوجته، يبدو أن تداول الشريط أمراً لا بد منه.

ومع ذلك، شعر رئيس الوزراء بالجرأة، عند الإجابة على أسئلة الصحافيين في إيطاليا، للإصرار على أن الإعلان المتأخر في حالته كان دليلاً على احترامه للقواعد، لأنه جاء بعدما "تواصل فريقه بشكل استباقي" للحصول على مزيد من النصح حول الكشف عن تلقيه التبرعات.

ليس هذا فحسب، بل تظاهر ستارمر بالسعي لتحقيق معايير أعلى من معايير ريشي سوناك، الذي اتهمه حزب العمال باستخدام المروحيات والطائرات الخاصة في وقت كانت القطارات تفي بالغرض. ولكن سوناك كان أشبه بسايمون كالدر في داونينغ ستريت [هو صحافي سفر بريطاني مشهور وخبير معروف بدفاعه عن التوفير ودفعه في كثير من الأحيان نفقات سفره بنفسه بدلاً من قبول الهدايا المجانية]: الرجل الذي يدفع عن نفسه بدلاً من ترك آخرين يدفعون عنه. لقد سدد هو وزوجته ثمن ملابسهما كلها.

قد يكون سوناك أكثر ثراءً من ستارمر، غير أن راتب الأخير يبلغ 166 ألف جنيه استرليني (نحو 220.746 ألف دولار) سنوياً، مع سكن مجاني ونفقات السفر. ويمكنه تحمل دفع تكلفة ملابسه وملابس زوجته.

وعلى رغم نبرته الأخلاقية العالية حين كان في المعارضة، فقد اتخذ ستارمر وجهة نظر غير متشددة بشأن الحاجة إلى الصراحة منذ البداية. عندما اُنتخب زعيماً لحزب العمال، أعلن بعد فرز الأصوات عن ورود تبرعات بعدة آلاف من الجنيهات الاسترلينية لحملته، بما في ذلك 100 ألف جنيه استرليني من اللورد وحيد علي. ويبدو أن تبرعاً واحداً في الأقل قد تم الإعلان عنه في سجل مصالح النواب وذلك بعد الموعد النهائي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والغريب هو أن تبرعات اللورد علي كان الهدف منها دفع ثمن بزّات ونظارات لستارمر تم الإعلان عنها والإبلاغ بها قبل حملة الانتخابات العامة وأثنائها، لكنها لم تثر الكثير من الاهتمام. لكن بات الأمر فجأة أكثر خطورة وإثارة للغضب فقط بعد صدور التقرير الذي يفيد بأن اللورد علي قد حصل على تصريح لدخول 10 داونينغ ستريت بعد الانتخابات، وربما استخدمه لتنظيم حفل في الحديقة بغرض شكر المتبرعين الآخرين لحزب العمال.

والآن، أدى التأخير في الإعلان عن دفعه ثمن فساتين فيكتوريا ستارمر إلى تفاقم الأمر وتزايد الغضب أكثر من ذي قبل. وكان تسليط المعارضة الضوء على النفاق [الذي يتجلى في سلوك ستارمر]. وقد وصف أندرو روزينديل، وهو عضو في حكومة الظل ونائب في البرلمان عن حزب المحافظين، حزب العمال هذا الصباح بأنه "حكومة خدمة ذاتية". ومن الصعب على الوزيرة إيغل التي تقوم بجولة إعلامية أن تختلف معه.

كل هذا خطأ ستارمر. ولا جدوى من الدفاع عنه، كما فعل [رئيس الوزراء] في إيطاليا، بالقول إن "جميع أعضاء البرلمان يحصلون على هدايا". إنهم لا يقبلونها جميعاً. ولا ينبغي لهم أن يفعلوا، إذا قادوا حكومة تطلب من الأطفال الفقراء الانتظار حتى يتم التوصل إلى استراتيجية لتقديم تعويض عن خفض الحد الأقصى للإعانات العائلية بحيث لا تشمل سوى طفلين.

إلا أننا يجب أن نكون واضحين بشأن الشيء الذي يعتبر مشكلة أو لا يعتبر كذلك. إن مزاعم المحافظين بوجود محسوبيات هي اتهامات غير مهمة. يحق لستارمر أخذ المشورة من اللورد علي، على رغم أنه مؤيد للحزب ومتبرع له. لقد تم تصحيح خطأ مبكر في تعيين إيان كورفيلد، وهو متبرع آخر، في منصب في الخدمة المدنية. والآن يقدم كورفيلد المشورة للحكومة من دون أجر.

لكن ما يهم هو قبول التبرعات الشخصية عند مطالبة الناس بالتضحية من أجل الصالح العام. لم يفتْ الأوان بعد لستارمر لكي يسدد تكلفة كل هذا.

© The Independent

المزيد من آراء