Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لبنان "بوابة نتنياهو" لتغيير الشرق الأوسط

تمتنع إسرائيل عن اغتيال نصرالله للحيلولة دون نشوب حرب شاملة وفورية

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (أ ف ب)

ملخص

يدور الحديث حالياً عن استعداد إسرائيلي لتنفيذ عملية برية في حال تطلب الأمر ولذلك اتخذت تل أبيب خططاً عسكرية أخرى بينها إقامة حزام ضيق وراء الحدود في محاولة لإبعاد "حزب الله" من خط إطلاق نار مباشر على المواقع العسكرية والمستوطنات.

حتى ساعة متأخرة من بعد منتصف ليل الجمعة- السبت، أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مشاورات مع الكابينت المصغر وقيادة الجيش، بعد إعلان "حزب الله" مقتل القيادي إبراهيم عقيل، انتهت بتأكيد استمرار تل أبيب تكثيف عملياتها حتى في بيروت والاستعداد لرد الجماعة اللبنانية على عمليات الضاحية وتفجيرات أجهزة الاتصالات، بما في ذلك شن حرب برية على لبنان تصل في مرحلتها الأولى حتى نهر الليطاني.

إسرائيل، وعلى رغم نوعية ونجاح عمليتي تفجيرات أجهزة الاتصالات إلا أنها اعتبرت عملية استهداف عقيل وقيادة "الرضوان" إنجازاً خارقاً ليس على صعيد تصفية مخططي ومهندسي العمليات ضدها فحسب، وفق ما يصفونهم في تل أبيب، بل أيضاً القدرات الاستخباراتية في الوصول إلى القيادة العليا لـ"حزب الله" حتى إذا كانوا تحت الأرض، بحسب ما جاء في تصريحات أمنيين صباح اليوم السبت، بعد ظهور عدد القتلى والمصابين في العملية وهوية قيادة الحزب و"الرضوان" الذين قضوا فيها.

توقعات إسرائيل أن يكون رد "حزب الله" قوياً وواسعاً يستهدف إلى جانب قواعد عسكرية، أماكن سكنية من أقصى الجولان والشمال وحتى حيفا وتل أبيب. وبعد منتصف ليل اليوم صدرت تعليمات بإلغاء العطل وتجنيد آلاف الاحتياط، وأصدرت شركة باصات "إيغد" الأكبر في إسرائيل، أوامر حضور صباح اليوم لمئتي سائق في الشركة لنقل جنود من مناطق في المركز والجنوب إلى الشمال أي نحو ثمانية آلاف جندي يصلون حتى صباح غدٍ الأحد، فيما أعلنت منطقة الشمال بمعظمها "عسكرية مغلقة" لإتاحة المجال أمام وحدات عسكرية عدة للتدريب على مختلف سيناريوهات الرد المتوقعة من "حزب الله"، بما في ذلك رد واسع يؤدي إلى اتساع حلقة القتال ويخرج قرار العملية البرية إلى حيز التنفيذ.

وإلى جانب الاستعداد لتنفيذ عملية برية إسرائيلية في حال تطلب الأمر، جرى وضع خطط عسكرية أخرى بينها، أولاً إقامة حزام ضيق وراء الحدود في محاولة لإبعاد "حزب الله" من خط إطلاق نار مباشر على المواقع العسكرية والمستوطنات وثانياً عملية برية بهدف احتلال المنطقة حتى نهر الليطاني وثالثاً قصف جوي مكثف لأيام عدة بغية ضرب المواقع العسكرية المهمة، وفق الاعتبارات الإسرائيلية، التابعة لـ"حزب الله" بما في ذلك منصات إطلاق الصواريخ ومخازن الصواريخ الدقيقة والمسيّرات وصولاً إلى عملية جوية كثيفة لبضعة أيام تستهدف ضرب المواقع العسكرية المهمة للجماعة اللبنانية ورابعاً استمرار تنفيذ العمليات حتى الضاحية الجنوبية، وكل ذلك أعلن عنه وزير الدفاع يوآف غالانت.

 

 

خطط في حال خرجت إلى حيز التنفيذ، وفق عسكريين وأمنيين، فسيكون من الصعب على إسرائيل التوقف وستكون بداية لتدهور المنطقة إلى حرب واسعة.

لا خطوط حمراء وطرق قتالية أخرى

في أعقاب عملية الضاحية والردود الدولية عليها، رفعت إسرائيل درجة استعدادها وتهديداتها ووضع نتنياهو غالانت معادلة الضغط على "حزب الله" والمدنيين اللبنانيين لدفع الحزب نحو تسوية سلمية مع لبنان. وفي أعقاب هذا التوجه الإسرائيلي أعلن "بيبي" أن الخطوط الحمر التي سبق ووضعتها تل أبيب لم تعُد قائمة وأن جميع الاحتمالات مطروحة على الطاولة حتى تحقيق هدف إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم، وفي بيان وقعه نتنياهو جاء أن "أهدافنا واضحة وأفعالنا تتحدث عن نفسها، يجب تغيير الشرق الأوسط ووضع الحدود الشمالية".

أما غالانت، فاعتبر عملية الضاحية نوعية وخاصة "هدفها القضاء على القيادة العملياتية لـ’حزب الله‘"، وقال "حتى في الضاحية في بيروت سنواصل ملاحقة أعدائنا من أجل الدفاع عن مواطنينا وسنستمر في تنفيذ الخطط كافة التي وضعناها والعمليات الخاصة والنوعية في المرحلة الجديدة تجاه ’حزب الله‘ من أجل تحقيق هدفنا بإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم بأمان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب القيادة الإسرائيلية فإن المرحلة الجديدة بدأت مع قرار تل أبيب بإنهاء حرب الاستنزاف التي تشهدها المنطقة الشمالية منذ بداية حرب غزة، ونقل عن مسؤول أمني قوله إن قرار المرحلة الجديدة جاء بعدما بات واضحاً لإسرائيل أن "حزب الله" حقق إنجازين رئيسين هما تحويل المناطق المتاخمة للحدود مع لبنان إلى منطقة أمنية عسكرية فارغة من سكانها، بمعنى منطقة عازلة داخل إسرائيل بدلاً من أن تكون داخل لبنان، أما الإنجاز الثاني، بحسب هذا المسؤول فهو فرض معادلة تقوم على حرب استنزاف، كما يرغب ويريد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله والتي تعايشت معها إسرائيل نتيجة انشغالها في غزة. أما اليوم، فحرب الاستنزاف انتهت وقواعد اللعب انتهت وإسرائيل جاهزة لاحتمال حرب واسعة، وفق أكثر من أمني وعسكري.

تغيير قواعد اللعب

قرار اغتيال عقيل جاء قبل وقت قصير من تنفيذ العملية البرية المزمعة، بعدما تلقت الاستخبارات الإسرائيلية معلومات مؤكدة حول موعد الاجتماع والمشاركين فيه، لتكون تلك فرصة مواتية لتنفيذ العملية من دون تأجيل. وفي تقرير إسرائيلي حول هذا الجانب جاء أن المعلومات الدقيقة أكدت أن عقيل موجود في الشقة في حي الضاحية مع عناصر "حزب الله" و"قوة الرضوان". وعلى رغم تعقيد العملية وصعوبتها اتخذ القرار بقصف المكان ولأنه تحت الأرض استخدمت طائرة "أف 15" أربعة صواريخ وصف الإسرائيليون نتائجها بـ"الهزة الأرضية".

قيادة الأجهزة الأمنية والاستخبارات إلى جانب نتنياهو وغالانت، اعتبروا تنفيذ العملية قبل أن يتمكن "حزب الله" من الرد على عمليتي تفجير أجهزة الاتصالات تعكس القدرات الاستخباراتية والجوية للجيش الإسرائيلي وتشكل تغييراً في قواعد اللعب، لكنها أوضحت أنها تخطط لتنفيذ مزيد من الاغتيالات.

ونقل المحلل العسكري أمير بوحبوط عن مسؤولين أمنيين قولهم إن في قائمة أهداف الاغتيالات عدداً من قيادات "حزب الله" وإن لكل منهم ملفاً خاصاً بنشاطه ومن بينهم،

علي كرشي

قائد الجبهة الجنوبية لـ"حزب الله" ويعرف حالياً بأنه أحد كبار القادة في الجماعة، بخاصة بعد تصفية عقيل، ولديه معرفة واسعة جداً بأنشطة الجيش الإسرائيلي ومعرفة وثيقة بالوحدات والقادة في الحزب اللبناني وبالخطط العملياتية للمنظمة، بما في ذلك وسائل الحرب الاستراتيجية.

طلال حمية (أبو جعفر)

قائد الوحدة 910 المعروفة بمؤسسة "حزب الله"، وهو شخصية رفيعة جداً في الجماعة، ومقرب من حسن نصرالله ومستشاره في الدائرة المقربة، وصعد اسمه كمرشح لمنصب رئيس أركان "حزب الله".

محمد حيدر

أحد كبار مستشاري نصرالله، وهو مسؤول عن بناء القوة والتهريب من إيران وسوريا ووجهات أخرى إلى لبنان، بما في ذلك تنسيق العمليات مع "محور الشر"، ويتمتع بخبرة عملية غنية في القتال وكان في الماضي قائداً لقوات "حزب الله" في سوريا.

وبحسب بوحبوطـ فإن الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية تضع اسم الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله هدفاً منذ أعوام، "لكن إسرائيل مدركة تماماً لعواقب هذا الاغتيال وعليه فلن يكون هدفاً في هذه المرحلة، في الأقل، لأن اغتياله سيؤدي إلى حرب شاملة وخطرة".

 

 

وأضاف أن "النية الإسرائيلية هي إجبار ’حزب الله‘ على التسوية من أجل منع حرب شاملة. ومع ذلك، إذا اندلعت الحرب، أو إذا أدركت القيادة الأمنية وفي مقدمتها الاستخبارات أن الإيرانيين يقودون لحرب واسعة، وهو أمر مستبعد للغاية بتقدير إسرائيل، فإن حسن نصرالله سيكون في مرمى النيران"، وتابع أنه "في الوقت نفسه إذا واصل الأمين العام لـ’حزب الله‘ حرب الاستنزاف فإن الاغتيالات ستستمر. وإذا صعد من تصرفاته، فستضطر إسرائيل إلى إدخال أدوات جديدة أكثر عدوانية في الحرب".

عشرات الصواريخ

التهديدات الإسرائيلية باحتمال حرب واسعة رافقتها نقاشات وانتقادات داخلية في ظل الوضعية التي شهدتها بلدات الشمال خلال الساعات الـ24 الأخيرة، تحديداً قبل عملية الضاحية وبعدها، إذ سقط حتى بعد منتصف ليل الجمعة-السبت 160 صاروخاً ومسيّرة، واعترف الجيش الإسرائيلي بأن منظومات الدفاع أسقطت 10 منها فقط.

أما رؤساء بلدات صفد والمطلة وكريات شمونة وغيرهم من رؤساء البلدات الإسرائيلية، فعبروا عن غضبهم واحتجاجهم للوضع الذي دخلت فيه بلداتهم خلال ساعات قليلة بعد تعرضها لقصف مستمر ومكثف ألحق أضراراً بالغة بالممتلكات والبنى التحتية، إلى جانب الحرائق التي اشتعلت في مناطق واسعة والتي تطلبت ساعات طويلة لإخمادها، بينما ساد الظلام طوال الليل معظم البلدات بعد انقطاع التيار الكهربائي الذي لم تتمكن شركة الكهرباء من إصلاحه.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير