Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حزب شولتز يهزم اليمين المتطرف في انتخابات إقليمية بشرق ألمانيا

تعطي النتيجة متنفساً للحكومة الائتلافية المتعثرة التي شهدت تراجعاً حاداً في استطلاعات الرأي

رئيس وزراء ولاية براندنبورغ ديتمار فويدكه بعد الإعلان عن نتائج استطلاعات الرأي الأولى في بوتسدام (أ ب)

ملخص

حافظ رئيس وزراء ولاية براندنبورغ ديتمار فويدكه، وهو من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، على مسافة من شولتز خلال الحملة الانتخابية. كما تعهد فويدكه (62 سنة) الاستقالة من منصبه الذي تولاه قبل أكثر من عقد إذا فاز حزب "البديل من أجل ألمانيا".

هزم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني بزعامة المستشار أولاف شولتز بفارق ضئيل حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف الأحد في انتخابات إقليمية بولاية براندنبورغ التي كانت جزءاً من ألمانيا الشرقية.

وحصل الاشتراكيون الديمقراطيون على نحو 31 في المئة من الأصوات، بفارق طفيف عن حزب "البديل من أجل ألمانيا" المناهض للهجرة الذي حصل على نحو 29 في المئة، وفق استطلاعين للرأي أجرتهما المحطتان الإذاعيتان العامتان الرئيستان.

وتعطي النتيجة متنفساً لحكومة شولتز الائتلافية المتعثرة التي شهدت تراجعاً حاداً في استطلاعات الرأي قبل عام من الانتخابات الوطنية.

وحظيت الانتخابات في ولاية براندنبورغ بمتابعة دقيقة لأن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يحكمها منذ إعادة توحيد ألمانيا عام 1990 ولأن الدائرة الانتخابية للمستشار تقع في عاصمة الولاية بوتسدام.

وكان حزب "البديل من أجل ألمانيا" الذي يرفض طالبي اللجوء والتعددية الثقافية والإسلام وحكومة أولاف شولتز، يأمل في تكرار نجاحه الانتخابي الأخير في شرق البلاد.

وقبل ثلاثة أسابيع، فاجأ الحزب الائتلاف الحاكم بتصدره نتائج الانتخابات للمرة الأولى على الإطلاق في ولاية تورينغن (شرق)، وحلوله في المركز الثاني بفارق ضئيل في ولاية ساكسونيا المجاورة.

وعلى رغم نجاحه في صناديق الاقتراع، فإنه من غير المرجح أن يتولى حزب "البديل من أجل ألمانيا" السلطة في أي ولاية، لأن جميع الأحزاب الرئيسة الأخرى استبعدت حتى الآن الدخول في تحالف حاكم معه.

وحافظ رئيس وزراء ولاية براندنبورغ ديتمار فويدكه، وهو من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، على مسافة من شولتز خلال الحملة الانتخابية. كما تعهد فويدكه (62 سنة) الاستقالة من منصبه الذي تولاه قبل أكثر من عقد إذا فاز حزب "البديل من أجل ألمانيا".

وعلى رغم فشل حزب "البديل من أجل ألمانيا" في تحقيق هدفه "بإحالة فويدكه على التقاعد"، فإنه أشاد بأدائه القوي.

وقال الرئيس المشارك للحزب تينو شروبالا إن حزبه "فاز بالميدالية الذهبية مرة والفضية مرتين" في ثلاثة انتخابات بشرق البلاد هذا الشهر.

"ختم بني كبير"

وبدا الارتياح جلياً على فويدكه الذي حظي بتصفيق أنصار الحزب، احتفالاً بالفوز في الاقتراع بعدما كان حزبه قبل أسابيع فقط متخلفاً عن حزب "البديل من أجل ألمانيا" في استطلاعات الرأي.

وقال إن الهدف كان منع وضع "ختم بني كبير" على براندنبورغ، وهو اللون المرتبط بالفاشية. وأثرت التعبئة التي قام بها خلال الحملة في الناخبين، إذ بلغت نسبة المشاركة بالانتخابات 74 في المئة.

لكنّ الرئيسة المشاركة لحزب "البديل من أجل ألمانيا" آليس فايدل قالت إنه أصبح من الواضح الآن أن حزبها هو "القوة الأقوى في الشرق" الذي لا يزال متخلفاً عن غرب ألمانيا في التوظيف والثروة. وأضافت "إنها مرحلة مهمة، كما سترون في الانتخابات الفيدرالية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

شخصية ديتمار فويدكه

من جهته، قال الخبير في استطلاعات الرأي مانفريد غيلنر لصحيفة "تاغس شبيغل" اليومية، إن من المستبعد أن يستفيد شولتز كثيراً من هذا الفوز، مشيراً إلى أن الانتخابات كانت كلها تدور حول شخصية ديتمار فويدكه.

وأوضح أن "فويدكه يتمتع بكل ما يفتقر إليه أولاف شولتز: القبول، والتعاطف، والموقف الواقعي، والقوة المتماسكة"، مضيفاً "في هذا الصدد، يعتبر فويدكه نقيضاً لشولتز".

ووافقت مجلة "دير شبيغل" على هذا الرأي، وقالت "لا بد من أن شولتز يشعر بارتياح شديد" لأن نجاح حزبه "يجلب الاستقرار"، لكن المستشار "لم يسهم على الإطلاق في هذه المعجزة".

المخاوف من الهجرة

ومنذ تأسيسه قبل نحو عقد، يستغل حزب "البديل من أجل ألمانيا" المخاوف الشعبية المتنامية من الهجرة غير النظامية، خصوصاً بعد سلسلة اعتداءات في الآونة الأخيرة نفذها مهاجرون يشتبه في أن ميولهم "إسلامية متطرفة".

وأدى الخطاب الشعبوي لحزب "البديل من أجل ألمانيا" وجاذبيته بين عديد من الناخبين الشباب إلى زيادة الضغوط السياسية على شولتز وحلفائه الخضر والديمقراطيين الأحرار الليبراليين الذين لم تتجاوز نتائجهم الـ10 في المئة في انتخابات براندنبورغ.

الخلافات داخل الحكومة

كما تسببت الخلافات داخل الحكومة في انخفاض شعبية شولتز بصورة كبيرة في حين يتصدر وزير دفاعه بوريس بيستوريوس وهو أيضاً اشتراكي ديمقراطي، استطلاعات الرأي غالباً باعتباره السياسي الأكثر شعبية في ألمانيا.

من جهتهم، اختار المحافظون المعارضون في تحالف الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي الأسبوع الماضي زعيم حزبهم فريدريش ميرز كمرشح رئيس في الانتخابات الوطنية في سبتمبر (أيلول) 2025.

لكن المحافظين تلقوا ضربة موجعة أيضاً في براندنبورغ، حيث لم يحصلوا إلا على نحو 11 في المئة من الأصوات.

ويحق لنحو 2.2 مليون شخص ممن أتموا الـ16 الإدلاء بأصواتهم في براندنبورغ التي تضم مزيجاً من المدن الحديثة، مثل بوتسدام والمناطق الريفية والصناعية.

وأظهر استطلاع للرأي أجري حديثاً في براندنبورغ، أن مسألة الهجرة هي مصدر القلق الرئيس لعديد من الناخبين.

بروز حزب يساري 

وشهدت ألمانيا هذه السنة بروز حزب يساري هو "تحالف زهرا فاغنكنخت" المعروف بـ"بي أس في" (BSW)، الذي حصل على نحو 12 في المئة من الأصوات في براندنبورغ.

وولدت فاغنكنخت (55 سنة) لأب إيراني وأم ألمانية في ألمانيا الشرقية خلال حقبة الحرب الباردة، وانفصلت العام الماضي عن حزب دي لينكه اليساري المتشدد، وأسست حزبها الخاص.

وأثارت فاغنكنخت ضجة في الأوساط السياسية الألمانية بدعوتها صراحة إلى الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإنهاء دعم برلين لكييف في مواجهة هجوم موسكو، والمطالبة بالتشدد في التعامل مع المهاجرين.

ووصفت فاغنكنخت سياسات حزبها بـ"اليسارية المحافظة"، وتمزج بين السياسات الاقتصادية التي تساعد العمال والطبقة الفقيرة، ومواقف محافظة منها ضبط الهجرة.

وبعد حصوله على نتائج جيدة في براندنبورغ وقبلها في تورينغن وساكسونيا، يمكن لحزب "بي أس في" أن يتحول إلى صانع للملوك.

المزيد من الأخبار