الذهب في قمة تاريخية جديدة عند 2629 دولار على رغم التقلبات

هبط اليورو بشدة أمام الدولار اليوم الإثنين بعد صدور بيانات نشاط الأعمال التي أظهرت صورة قاتمة لاقتصاد منطقة اليورو، وعززت الرهانات على خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام.

وتراجعت العملة الموحدة 0.6 في المئة إلى 1.1096 دولار، وأصبحت في طريقها إلى أكبر انخفاض خلال يوم في أكثر من ثلاثة أشهر، كما تتحرك بعيداً من أعلى مستوى لها خلال 13 شهراً والذي بلغته في أواخر أغسطس (آب) الماضي، بفضل الرهانات على تيسير أسرع للسياسة النقدية في الولايات المتحدة.

وأظهر مسح أجرته "ستاندرد أند بورز غلوبال" أن نشاط الأعمال في منطقة اليورو انكمش بوتيرة حادة وغير متوقعة خلال الشهر الجاري مع استقرار قطاع الخدمات المهيمن على أنشطة التكتل، في حين تسارع التباطؤ في قطاع التصنيع.

وأوضحت البيانات زيادة حدة التراجع الاقتصادي في ألمانيا وعودة فرنسا للانكماش بعد دفعة تلقتها في أغسطس الماضي بفضل دورة الألعاب الأولمبية.

وصعد مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية في مقابل ست عملات رئيسة أخرى بنحو 0.4 في المئة إلى 101.13، ليستمر فوق أدنى مستوى خلال عام والذي سجله الأسبوع الماضي.

تعافي الجنيه الإسترليني

ولم تكن بيانات مؤشر مديري المشتريات في بريطانيا سيئة للغاية، فقد انخفض الجنيه الإسترليني 0.3 في المئة إلى 1.3281 دولار، لكنه تعافى من أدنى مستوى له خلال الجلسة بعدما أظهرت البيانات أن الشركات في بريطانيا أشارت إلى تباطؤ النمو هذا الشهر، وإن كان بوتيرة أقل من منطقة اليورو.

ولامس الجنيه الإسترليني أعلى مستوياته خلال أكثر من عامين في مقابل الدولار يوم الجمعة الماضي، بعد صدور بيانات قوية عن مبيعات التجزئة البريطانية، في حين أبقى بنك إنجلترا سعر الفائدة من دون تغيير الخميس الماضي، وقال محافظه إن البنك يجب أن يكون "حريصاً على عدم الخفض بسرعة كبيرة أو بمعدل كبير".

وانخفض الدولار في مقابل الين خلال تعاملات ضعيفة بسبب عطلة في اليابان، ولامس أعلى مستوى خلال أسبوعين أمام العملة اليابانية عند 144.50 ين الأسبوع الماضي بعدما أبقى بنك اليابان سعر الفائدة من دون تغيير، مشيراً إلى أنه ليس في عجلة من أمره لرفعه مجدداً.

وأدى القرار الذي جاء بعد أيام قليلة من خفض الفائدة الأميركية 50 نقطة أساس إلى إنهاء سلسلة مكاسب كبيرة حققها الين هذا الشهر، وارتفعت العملة اليابانية 1.5 في المئة منذ بداية سبتمبر (أيلول) الجاري.

أسهم أوروبا تفتح على استقرار

ولم يطرأ تغيير يذكر على الأسهم الأوروبية عند الفتح اليوم وسط حذر بين المستثمرين قبل سلسلة من البيانات الاقتصادية المهمة في المنطقة خلال الأسبوع، إذ استقر المؤشر الأوروبي "ستوكس 600" عند 514.43 نقطة، وصعد سهم شركة "توتال إنرجيز" بنحو واحد في المئة بعدما قالت شركة النفط العملاقة إنها ستوفر ما يصل إلى 1.5 مليون طن من وقود الطيران المستدام لمجموعة "إير فرانس – كيه إل إم"، وانخفض سهم "كوميرتس بنك الألماني" 4.4 في المئة بعدما قالت الحكومة إنها ستحتفظ بحصتها البالغة 12 في المئة في البنك، مما سيوقف أي اندماج مع "يوني كريديت الإيطالي"، أما سهم "أسترازينيكا" فهبط واحداً في المئة بعد نتائج ضعيفة حققها عقار تجريبي لعلاج سرطان الثدي تنتجه الشركة.

الذهب يهبط بجني الأرباح

وهبطت أسعار الذهب بعدما سجلت مستويات قياسية مرتفعة اليوم الإثنين، إذ دفع صعود الدولار بعض المستثمرين إلى جني الأرباح، لكن حالاً من الثقة القوية في السوق والتوتر الجيوسياسي أبقيا على الأسعار فوق المستوى الرئيس البالغ 2600 دولار للأونصة.

وانخفض الذهب خلال التعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 2616.57 دولار للأونصة بعدما سجل أعلى مستوى على الإطلاق عند 2631.31 في وقت سابق من الجلسة.

وقال مدير أبحاث السلع الأولية في "ساكسو بنك"، أولي هانسن، إن الارتفاع كان استمراراً لزخم ناتج من "الخوف من تفويت الفرصة" الذي أعقب الخفض الكبير في أسعار الفائدة الأميركية الأسبوع الماضي.

وأضاف، "يشهد الذهب جني أرباح متأخر منذ فترة طويلة هذا الصباح مع ارتفاع الدولار".

وصعد الذهب الذي لا يدر عائداً بأكثر من 27 في المئة منذ بداية العام متجهاً لتحقيق أكبر ارتفاع سنوي منذ 14 عاماً.

وقال محلل السلع الإستراتيجية في "إيه إن زد"، سوني كوماري، إن "المستثمرين يراقبون عن كثب إمكان خفض سعر الفائدة في المستقبل، وستكون العوامل الرئيسة خلال الفترة المقبلة هي وتيرة خفض الفائدة الأميركية، وعلى وجه التحديد ما إذا كان سيجري خفض جديد بواقع 50 نقطة أساس هذا العام، والمسار العام لدورة التيسير النقدي".

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة خلال التعاملات الفورية اثنين في المئة إلى 30.48 دولار للأونصة، وانخفض البلاتين 2.1 في المئة إلى 954.84 دولار، فيما هبط البلاديوم 1.9 في المئة إلى 1047.27 دولار.