ملخص
ندخل إلى موقع برنامج "مكافآت من أجل العدالة" الأميركي فنجد أن فؤاد شكر وإبراهيم عقيل ليسا اللبنانيين الوحيدين المذكورين في لائحة المطلوبين أميركياً، بل هناك 10 شخصيات لبنانية تابعة لـ "حزب الله" وموجودة أسماؤها في هذا البرنامج لأسباب مختلفة، فمن هي هذه الشخصيات؟ وما هي مهماتها ودورها في الحزب؟ والأهم لم تلاحقها أميركا؟
فؤاد شكر وإبراهيم عقيل قياديان كبيران في "حزب الله" اغتالتهما إسرائيل خلال ضربتين على الضاحية الجنوبية لبيروت عاصمة لبنان، الأول في الـ 30 من يوليو (تموز) الماضي، والثاني في الـ 20 من سبتمبر (أيلول) الجاري.
واعتبر الاغتيالان من أكبر الاستهدافات التي أصابت الحزب منذ تأسيسه، فشكر كان الشخصية الأولى عسكرياً وعقيل كان قائد "قوة الرضوان"، فيما يشتركان في مهمات عدة ومنها أنهما كانا في "مجلس الجهاد".
وإلى جانب ما نشر من معلومات عن شكر وعقيل بعد مقتلهما فقد كان لافتاً أن الاثنين كانا على قائمة المطلوبين أميركياً واسميهما وردا في برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخزانة الأميركية، التي خصصت بدورها ملايين الدولارات لمن يدلي بمعلومات عنهما، فيما تتهم واشنطن شكر وعقيل بأنهما ضالعان في هجمات ضد مصالح أميركية في لبنان ومنها تفجير قوات المارينز عام 1983، حتى إن بعضهم عزا السكوت الأميركي وعدم اعتراض واشنطن والرأي العام الأميركي على هذه الاستهدافات إلى أن هاتين الشخصيتين مطلوبتان أميركياً، وبالتالي فهناك غياب للتعاطف مع اغتيالهما بل ربما المطلوب تصفيتهما.
ندخل إلى موقع برنامج "مكافآت من أجل العدالة" الأميركي فنجد أن شكر وعقيل ليسا اللبنانيين الوحيدين المذكورين في لائحة المطلوبين، بل هناك 10 شخصيات لبنانية تابعة لـ "حزب الله" وموجودة أسماؤها في هذا البرنامج لأسباب مختلفة، فمن هي هذه الشخصيات؟ وما هي مهماتها ودورها في الحزب؟ والأهم لم تلاحقها أميركا؟
مقرب من نصرالله
يخصص برنامج "مكافآت من أجل العدالة" مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار أميركي في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل يوسف حرب، المعروف باسم سيد أحمد وأبو مصطفى، ويقول موقع وزارة الخزانة الأميركية إن حرب مستشار مقرب للأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله، وعمل كمنسق عسكري كبير للمنظمات الإرهابية الإيرانية والفلسطينية، كما قاد وأشرف على عمليات الحزب في الأراضي الفلسطينية وعدد من دول الشرق الأوسط، ويضيف الموقع أنه ومنذ عام 2012 شارك حرب في تحويل مبالغ كبيرة إلى حلفاء الحزب في اليمن، وقد صنفته وزارة الخزانة الأميركية كإرهابي عالمي في عام 2013.
منظمة الأمن الخارجي التابعة للحزب
في عام 2019 صنفت وزارة الخزانة الأميركية اللبناني الذي يحمل الجنسية الكولومبية سلمان رؤوف سلمان كإرهابي عالمي، فيما يخصص برنامج المكافآت ما يصل إلى 7 ملايين دولار أميركي في مقابل الإدلاء بمعلومات عنه، وهو المعروف باسم صموئيل سلمان الرضا وسلمان ريمال.
وتقول الوزارة إن سلمان يدير ويدعم أنشطة "حزب الله" في نصف الكرة الأرضية الغربي، وتعتبره واحداً من قادة منظمة الأمن الخارجي التابعة للحزب والمسؤولة عن تخطيط الهجمات الإرهابية خارج لبنان وتنسيقها وتنفيذها، ويعتقد أن سلمان قد شارك كمنسق ميداني في تفجير مركز للجالية اليهودية في العاصمة الأرجنتينية عام 1994، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.
وفي السياق أعلنت واشنطن مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن اللبناني طلال حمية المعروف أيضاً باسم عصمت ميزاراني، ويعد رئيس منظمة الأمن الخارجي التابعة لـ "حزب الله"، وفي عام 2012 صنفت وزارة الخزانة الأميركية حمية كإرهابي عالمي.
اختطاف الطائرة عام 1985
لا ينسى من عايش الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990 حادثة اختطاف عناصر مسلحة مرتبطة بـ "حزب الله" طائرة الرحلة رقم (847) الجوية عام 1985 كانت متجهة من أثينا إلى روما وحولوا وجهتها إلى بيروت، وخلال العملية احتجزوا نحو 150 راكباً وقتلوا أميركياً كان على الطائرة يدعى روبرت ستيثيم.
وفي هذا الإطار خصص برنامج مكافآت من أجل العدالة 5 ملايين دولار في مقابل معلومات عن اللبناني حسن عز الدين والمعروف أيضاً باسم أحمد غرباية وسمير سلوان، وتقول وزارة الخزانة الأميركية إن عز الدين ينتمي إلى "حزب الله" ومطلوب للعدالة لدوره في اختطاف الطائرة، وفي عام 2001 صنفت وزارة الخارجية الأميركية عز الدين كإرهابي عالمي.
وفي الإطار نفسه، يقدم البرنامج الأميركي مكافأة تصل قيمتها إلى 5 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن علي عطوي المعروف أيضاً باسم عمار منصور بوسليم وحسن رستم سليم، والمتهم بالضلوع في اختطاف الطائرة عام 1985 والذي صنفته واشنطن عام 2001 كإرهابي عالمي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك أعلن برنامج "مكافآت من أجل العدالة" مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بأية معلومات متعلقة بمحمد علي حمادي المعروف أيضاً باسم علي حمادي وكاسترو، وحمادي، وهو عضو ظاهري لتنظيم "حزب الله"، مطلوب للعدالة لدوره في اختطاف الرحلة رقم (847).
وفي عام 1985 وُجه الاتهام إلى حمادي لدوره ومشاركته في عملية الاختطاف واُعتقل في مطار فرانكفورت عام 1987، وطلبت الولايات المتحدة تسليمه ولكن ألمانيا الاتحادية قررت حينها محاكمة حمادي على أرضها عام 1989، ودين بالقتل واحتجاز الرهائن والاعتداء والاختطاف وحُكم عليه بالسجن المؤبد، لكنه أطلق عام 2005 وعاد لبيروت، وكانت واشنطن صنفته عام 2001 كإرهابي عالمي.
بين سوريا واليمن
هيثم علي طبطبائي المعروف أيضاً باسم أبو علي طبطبائي، والذي تقول وزارة الخزانة الأميركية إنه قيادي عسكري بارز في "حزب الله"، وإنه قاد قوات خاصة من الحزب في كل من سوريا واليمن بهدف توفير التدريب والعتاد والجنود لدعم أنشطة الحزب الإقليمية لزعزعة الاستقرار، ويخصص البرنامج مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار أميركي في مقابل معلومات عنه، وفي عام 2016 صنفت وزارة الخارجية الأميركية طبطبائي كإرهابي عالمي.
متهمون بتمويل "حزب الله"
ولا تقتصر الملاحقات الأميركية لشخصيات من "حزب الله" على الجانبين الأمني والعسكري بل تتعداهما إلى التمويل، وتخصص الإدارة الأميركية مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بأية معلومات تفضي إلى تعطيل الآليات المالية للحزب.
علي يوسف شرارة ممول رئيس لـ "حزب الله"، كما يقول برنامج المكافآت، مضيفاً أنه رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لشركة يقع مقرها في لبنان وفرضت عليها عقوبات أميركية. وتقول واشنطن إن شرارة تلقى ملايين الدولارات من الحزب للاستثمار في مشاريع تجارية تسهم في دعم الجماعة الإرهابية، وإن لديه مصالح تجارية واسعة النطاق في قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية في غرب أفريقيا ولبنان والمنطقة، وفي عام 2016 صنفت وزارة الخزانة الأميركية شرارة كإرهابي عالمي.
وفي الإطار نفسه، يقول برنامج المكافآت الأميركي إن اللبناني محمد إبراهيم بزي يدير أعمالاً تجارية في دول مثل بلجيكا ولبنان والعراق ودول عدة في غرب أفريقيا أو عبر هذه الدول، وهو ممول رئيس لـ "حزب الله"، وقد قدم ملايين الدولارات للحزب من خلال أنشطته التجارية، وهو يملك مجموعة شركات تخضع جميعها للعقوبات الأميركية، وفي عام 2018 صنفت وزارة الخزانة الأميركية محمد إبراهيم بزي كإرهابي عالمي.
ويحضر هنا أيضاً اسم محمد جعفر قصير، المعروف أيضاً باسم الشيخ صلاح وحسين غولي، وهو أيضاً بحسب واشنطن ممول رئيس لـ "حزب الله" ويوفر التمويل لعملياته من خلال عدد من أنشطة التهريب والمشتريات غير المشروعة وغيرها من المشاريع الإجرامية.
ويعتبر قصير مصدراً مهماً للإنفاق المالي من "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني الذي يستخدم لتمويل أنشطة "حزب الله"، ويساعد في الإشراف على كثير من الشركات الوهمية المستخدمة لإخفاء دور "فيلق القدس" في بيع النفط والمستخلصات الأخرى، ويعتبر مصدراً مهماً للدخل لـ "حزب الله" كما تقول واشنطن التي صنفته عام 2018 كإرهابي عالمي.
أما محمد قاسم البزال، المعروف أيضاً باسم محمد بزال ومُعين، فتعتبره واشنطن مسؤولاً رئيساً في الحزب، وتشمل مسؤولياته موازنة المحاسبة المالية بين الحزب و"فيلق القدس"، وهو أيضاً أحد مؤسسي "مجموعة تلاقي" التي تتخذ من سوريا مقراً لها، ويشرف على مؤسسات أخرى.
ومنذ أواخر عام 2018 يقول "البرنامج الأميركي" إن البزال استخدم "مجموعة تلاقي" وشركاته الأخرى لتمويل وتنسيق وإخفاء شحنات النفط غير المشروعة المختلفة المرتبطة بـ "فيلق القدس"، فيما صنفته واشنطن إرهابياً عالمياً عام 2018.