ملخص
قدمت ولاية كاليفورنيا دعوى قضائية ضد شركة "إكسون موبيل" متهمة إياها بحملة خداع استمرت لعقود تسببت في تفاقم أزمة التلوث بالبلاستيك، حيث زعمت أن الشركة روجت لمنتجات زعمت أنها قابلة لإعادة التدوير بشكل مضلل لتسويق منتجاتها البلاستيكية.
قدّمت ولاية كاليفورنيا دعوى قضائية ضد شركة النفط والغاز العملاقة "إكسون موبيل" بسبب ما وصفته بـ"حملة خداع استمرت عقوداً من الزمن" تسببت في تفاقم أزمة التلوث العالمية بالبلاستيكيات.
وزعمت وزارة العدل في الولاية في شكوى مقدمة إلى المحكمة العليا في مقاطعة سان فرانسيسكو أن "إكسون موبيل" تخدع سكان كاليفورنيا منذ 50 سنة، باستخدام بيانات وحملات تسويق مضللة تعد بأن إعادة التدوير ستعالج الكميات المتزايدة من النفايات البلاستيكية التي تنتجها الشركة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفادت الوزارة في بيان صدر الأحد بالتالي: "من خلال هذه الدعوى القضائية، يسعى المدعي العام إلى إجبار 'إكسون موبيل'، التي تسوّق وتنتج أكبر كمية من البوليمرات – وهي أساساً اللبنات الأساسية المستخدمة في صنع البلاستيك ذي الاستخدام لمرة واحدة – التي تصبح نفايات بلاستيكية في كاليفورنيا، على إنهاء ممارساتها الخادعة التي تهدد البيئة والجمهور".
وتزعم الدعوى الممتدة على 147 صفحة أن "إكسون موبيل" انتهكت قوانين الولاية التي تتعلق بالضرر العام والموارد الطبيعية وتلوث المياه والإعلانات الكاذبة والمنافسة غير العادلة. وتسعى الوزارة إلى الحصول على غرامات مدنية بعشرات الآلاف من الدولارات، فضلاً عن مصادرة الأرباح والمكاسب الأخرى التي جرى الحصول عليها في سبل غير قانونية أو غير أخلاقية.
ورداً على الدعوى القضائية، قال ناطق باسم "إكسون موبيل" لصحيفة "اندبندنت" الإثنين إن مسؤولي كاليفورنيا يعرفون أن نظام إعادة التدوير الخاص بالولاية ليس فاعلاً منذ عقود من الزمن.
وأضاف: "لم يطبّق المسؤولون الإجراءات اللازمة، والآن يسعون إلى إلقاء اللوم على الآخرين. بدلاً من مقاضاتنا، كان في إمكانهم العمل معنا لإصلاح المشكلة وتجنب طمر البلاستيك في مطامر النفايات".
وزاد: "ستكون الخطوة الأولى هي الاعتراف بما يعرفه نظراؤهم في أنحاء الولايات المتحدة كلها: أعمال إعادة التدوير المتقدمة. حتى الآن، عالجنا أكثر من 60 مليون باوند [27 مليون كيلوغرام] من النفايات البلاستيكية وحولناها إلى مواد خام قابلة للاستخدام، فتجنبنا طمرها في مطامر النفايات. نحن نقدم حلولاً حقيقية، وإعادة تدوير للنفايات البلاستيكية التي لا يمكن إعادة تدويرها بالطرق التقليدية".
لكن "إعادة التدوير المتقدمة"، والمعروفة أيضاً باسم إعادة التدوير الكيميائي، هو حل تزعم الولاية أنه لا يرقى إلى أكثر من "حيلة" من حيل العلاقات العامة التي تهدف إلى تشجيع الجمهور على الاستمرار في شراء المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.
ولفتت الوزارة إلى أن إعادة التدوير المتقدمة هي "مصطلح شامل" تستخدمه صناعة البلاستيك لوصف التكنولوجيات المستندة إلى الحرارة أو المذيبات والتي يمكن أن تحوّل "نظرياً" أنواعاً معينة من النفايات البلاستيكية إلى مواد يمكن استخدامها لصنع بلاستيكيات جديدة.
وبموجب هذا البرنامج، تستخدم "إكسون موبيل" الحرارة لتفكيك النفايات البلاستيكية. لكن وزارة العدل تقول إن البلاستيكيات المنتجة من خلال العملية تُصنَع عملياً من مواد غير مستخدمة سابقاً، وإن إعادة التدوير المتقدمة لا يمكنها التعامل مع كميات كبيرة من النفايات البلاستيكية مستهلكة من دون المخاطرة بسلامة معداتها وأدائها.
وأضافت الدعوى الأولى من نوعها أن "إكسون موبيل"، أكبر جهة في العالم تنتج من الوقود الأحفوري بوليمرات مستخدمة في صنع البلاستيك القابل للاستعمال مرة واحدة، روجت زوراً للبلاستيكيات كلها على أنها قابلة لإعادة التدوير، ما دفع المستهلكين إلى شراء كميات إضافية منها. وأكدت الوزارة أن الشركة كيّفت رمز قابلية إعادة التدوير وروّجت له، ما يدفع الناس إلى الاعتقاد بأن منتجاتها سيُعَاد تدويرها. وفي الواقع، يُعَاد تدوير ما بين خمسة وستة في المئة من النفايات البلاستيكية في الولايات المتحدة.
علاوة على ذلك، تربط الدعوى "إكسون موبيل" بالمساهمة في التلوث الذي أضر بالبيئة والحياة البرية والموارد الطبيعية في كاليفورنيا، مشيرة إلى أن أكثر من 100 مسطح مائي تحتوي على كثير من المخلفات والبلاستيكيات إلى درجة أنها إما مدرجة على أنها "مضرة" بجودة المياه بموجب قانون المياه النظيفة أو موصى بإدراجها بهذه الصفة.
ومنذ عام 1985، جُمِع أكثر من 26 مليون باوند من القمامة من شواطئ كاليفورنيا والممرات المائية: كان أكثر من 80 في المئة منها من البلاستيكيات. وأفادت الولاية بأن معظم المواد البلاستيكية التي تُجمَع في يوم الولاية السنوي لتنظيف السواحل يمكن تتبعها إلى راتنجات البوليمر التي تنتجها "إكسون موبيل".
وأشارت الإدارة إلى الانتشار الواسع النطاق للمواد البلاستيكية الدقيقة، مستشهدة بدراسات حديثة تشير إلى أن القطع الصغيرة التي لا يزيد حجمها على خمسة ملليمترات قد تكون لها عواقب وخيمة على صحة الإنسان، وكذلك صحة الحيوان. ولم يُحدَّد بعد أثر البلاستيكيات الدقيقة في صحة الإنسان، لكن وجودها في الجسم يُربَط بالالتهابات المزمنة وإجهاد عملية الأكسدة.
يأتي إعلان الوزارة بعدما بدأ المدعي العام الديمقراطي روب بونتا تحقيقاً في صناعات الوقود الأحفوري والبتروكيماويات لدورها في أزمة النفايات البلاستيكية والتلوث الناجم عنها حول العالم في أبريل (نيسان) 2022. ووجهت الوزارة مذكرات استدعاء إلى "إكسون موبيل" ومجموعات صناعة البلاستيك ذات الصلة.
وقال بونتا في بيان الأحد: "كذبت 'إكسون موبيل' بغرض زيادة أرباحها القياسية على حساب كوكبنا وربما تعرّض صحتنا إلى خطر. وتظهر دعوى اليوم الصورة الكاملة حتى الآن لخداع 'إكسون موبيل' المستمر منذ عقود من الزمن، ونحن نطلب من المحكمة تحميل 'إكسون موبيل' المسؤولية الكاملة عن دورها في التسبب بأزمة التلوث البلاستيكي وتفاقمها من خلال حملات الخداع التي تقوم بها".
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أصدر حاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوسوم حظراً لاستخدام أكياس التسوق البلاستيكية كلها في محال السوبرماركت. وتُنتَج البلاستيكيات التي تُستخدَم لمرة واحدة، مثل أكياس التسوق، من الوقود الأحفوري، الذي يولّد غازات الدفيئة المسؤولة عن رفع درجات حرارة الغلاف الجوي للأرض وتسهم في أزمة المناخ.
ستكشف صحيفة "اندبندنت" عن قائمة "المناخ 100" الخاصة بها هذا الأسبوع وتستضيف مناسبة في نيويورك، يمكن حضورها عبر الإنترنت.
© The Independent