ملخص
اعتبر تقرير منظمة "أطباء بلا حدود" أن الأزمة الصحية في جنوب دارفور واحدة من أسوأ الأزمات من نوعها على مستوى العالم
قالت منظمة "أطباء بلا حدود" اليوم الأربعاء إن النساء الحوامل والأمهات والأطفال حديثي الولادة يموتون بمعدل صادم في ولاية جنوب دارفور بالسودان وإن آلاف الأطفال الذين يعانون سوء التغذية على شفا مجاعة.
وذكرت المنظمة في تقرير أن الأزمة الصحية في جنوب دارفور واحدة من أسوأ الأزمات من نوعها على مستوى العالم، وأنها ناجمة عن الصراع بين الجيش وقوات "الدعم السريع" الذي اندلع في أبريل (نيسان) من العام الماضي.
سوء تغذية حاد
وجاء في التقرير أن "الوضع في جنوب دارفور بمثابة صورة خاطفة لما ينتشر على الأرجح بنسب مروعة في أنحاء المناطق المعزولة التي مزقتها الحرب في السودان".
وأضافت منظمة "أطباء بلا حدود" أنها سجلت 46 حالة من وفيات الأمهات في مستشفيين في جنوب دارفور تدعمهما المنظمة الخيرية خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أغسطس (آب) الماضيين، و48 حالة وفاة لحديثي الولادة بسبب الإنتان في نفس المستشفيين خلال الفترة من يناير إلى يونيو (حزيران) الماضيين.
وقالت جيليان بوركهارت، وهي مديرة معنية بالصحة الجنسية والإنجابية في منظمة "أطباء بلا حدود" في جنوب دارفور، ضمن بيان "تحدث حالات طوارئ صحية متعددة في وقت واحد من دون أي استجابة دولية تقريباً من الأمم المتحدة وغيرها"،
وتابعت أن "الأطفال حديثي الولادة والنساء الحوامل والأمهات الجدد يموتون بأعداد صادمة".
وأفاد التقرير بأن الصراع والنزوح يجبران النساء على الولادة في ظروف غير صحية ضمن مناطق لا يتسنى لهن فيها الحصول على الرعاية الصحية والأدوية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
دعوة إلى تحرك حاسم
وتستضيف ولاية جنوب دارفور أكبر عدد من النازحين في السودان، بحسب الوكالة الدولية للهجرة. وكانت عاصمة الولاية نيالا، وهي ثاني أكبر مدينة في السودان، مركزاً للمساعدات الإنسانية بالنسبة إلى المنطقة، لكن معظم المنظمات الإنسانية غادرتها، وسيطرت قوات "الدعم السريع" على المدينة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ودعت منظمة "أطباء بلا حدود" الأمم المتحدة إلى "التحرك بصورة حاسمة لمنع مزيد من الخسائر في الأرواح في دارفور".
وتقول الأمم المتحدة التي تستضيف اجتماعاً وزارياً مع المانحين الرئيسين والقوى الإقليمية اليوم لبحث "كلفة التقاعس" عن العمل في السودان، إن نقص التمويل وانعدام الأمن وتقييد الوصول عوامل تعوّق جهود الإغاثة.
وأجبرت الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية أكثر من 10 ملايين شخص على الفرار من منازلهم، وأدت إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة وأثارت موجات من العنف الذي تحركه دوافع عرقية في إقليم دارفور.
وأصدر مرصد عالمي للجوع تأكيداً نادراً على وجود مجاعة في مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور، وحذر من أن 13 موقعاً آخر في السودان عرضة لخطر المجاعة.