Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تكسر الفكاهة الخوف من المعلومات الخاصة بسرطان القولون؟

كاريكاتور لرجل ثلج يدخل إصبعه في أنفه شجع الذين يتجنبون المعلومات في شأن أخطار سرطان القولون على إجراء اختبارات حول خطر تعرضهم له

أحد الأطباء يشير إلى نموذج للقولون البشري، كأحد الرسائل التوعوية لجذب الأشخاص الذين يتجنبون الحديث عن سرطان القولون (مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكي)

ملخص

استخدام الفكاهة في المجال الطبي قد يجدي نفعاً لإيصال معلومات عن سرطان القولون والمستقيم للأشخاص الذين يتجاهلونها عادة بهدف مساعدتهم في تشخيص وضعهم الصحي حال الإصابة.

قد تكون الفكاهة وسيلة فعالة للوصول إلى الأشخاص الذين يتجنبون عادة المعلومات حول سرطان القولون والمستقيم، وهو مرض تنمو فيه الخلايا في القولون أو المستقيم بصورة غير طبيعية خارج نطاق السيطرة.

وفي تعاون بين مجموعة من الباحثين الأكاديميين من مختلف أنحاء البلاد وضعوا إستراتيجية فعالة للتواصل تهدف إلى جذب هؤلاء الأشخاص وتحفيزهم في المستقبل البعيد على إجراء الفحوص الوقائية.

وتأتي هذه المبادرة بعد عامين من توصية الأطباء ببدء الفحوص للكشف عن هذا السرطان عند سن 45، وهي توصية جديدة قد لا تكون معروفة على نطاق واسع بعد أن كان السن الموصى بها للفحص سابقاً 50.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"نقدم أنواعاً مختلفة من الرسائل الصحية ونبحث في كيفية صياغتها، لكن لم ألحظ أحداً يتناول كيفية تأطيرها لمن يتجنبون المعلومات حتى ظهور كوفيد. خلال تلك الفترة زاد الاهتمام بتجاهل المعلومات بصورة ملحوظة"، وفقاً لتصريح الدكتورة هيذر أوروم، أستاذة مساعدة في جامعة بافالو والمؤلفة الرئيسة لدراسة نشرت الشهر الماضي في "المجلة البريطانية لعلم نفس الصحة" British Journal of Health Psychology، لصحيفة "اندبندنت" يوم الأربعاء.

ولتقليل أخطار الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ينصح بضرورة عمل فحوص دورية، إذ يعد هذا النوع من السرطان السبب الرئيس الثاني للوفيات في العالم. ويزداد خطر الإصابة به مع التقدم في العمر، لكن العوامل الحياتية والجينية تلعب أيضاً دوراً في رفع هذا الخطر. ووفقاً لـ "مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها" الأميركي Centers for Disease Control and Prevention (CDC)، فقد أسفر هذا المرض عن وفاة ما يقارب 53 ألف أميركي عام 2021.

تشمل الأعراض تغييرات في عادات الأمعاء ودم في البراز وإسهال وإمساك وآلام أو تقلصات في البطن، وفقدان الوزن دون أسباب واضحة.

ووجدت الأبحاث السابقة أن نحو 20 في المئة من المصابين قد يتجنبون الاطلاع على المعلومات في شأن سرطان القولون والمستقيم، ويعد تجاهل المعلومات الصحية سلوكاً دفاعياً يلجأ إليه الأشخاص لتفادي الأفكار السلبية المرتبطة بالإصابة بالسرطان أو الحاجة إلى تعديل أنماط حياتهم بصورة غير مرغوبة، وقد يؤجل الأشخاص جدولة الفحوص الدورية تجنباً منهم للتعرض للمعلومات، ويشكل ذلك تأخيراً للوصول للمعلومات اللازمة.

ويتم تصنيف هؤلاء الأشخاص بناء على مقياس ذاتي يحدد مستوى تجنبهم بأنه "مرتفع" أو "منخفض".

وقالت أوروم "للأشخاص الأكثر تجاهلاً للمعلومات، عادة ما تكون الفكاهة أفضل أداة جذب للوصول لمعلومات أكثر عن سرطان القولون والمستقيم".

وفي سلسلتين من الاختبارات أجريتا العام الماضي شارك 800 شخص تقريبا، تم تجميعهم من قبل منصة البيانات البريطانية "بروفيليك" Prolific، في تجارب اعتقدوا أنها مجرد استطلاعات رأي عبر الإنترنت. استهدفت الاختبارات الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و75 سنة، وهو النطاق العمري الذي ينصح فيه بإجراء فحوص للكشف عن سرطان القولون والمستقيم.

وبعد مشاهدة رسوم فكاهية أو صورة لحيوانات لطيفة أو رسائل موجهة، طلب من المشاركين إذا كانوا يرغبون في الحصول على رابط الاختبار الذي من خلاله يمكنهم تحديد معدل الخطر الشخصي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

وفي المرحلة الثانية من الاختبار طلب من المشاركين اختيار فيديو بين موضوعين: أحدهما حول كيفية الحفاظ على صحة القدمين والآخر عن سرطان القولون والمستقيم، واستغرق الاستطلاع الأول أقل من خمس ساعات، فيما استغرقت عملية تحليل الباحثين بضعة أسابيع فقط.

في الاختبارات لاحظ مؤلفو الدراسة أن رسوم الكاريكاتور، مثل الكوميديا التي يظهر فيها رجل الثلج وهو يعبث بأنفه، جعلت المشاركين الذين يتجنبون المعلومات أكثر ميلاً للمشاركة في الاختبار، إذ أسهمت في زيادة احتمال اختيار الأشخاص لمشاهدة فيديو قصير عن المرض، بينما لم تحدث صور الحيوانات اللطيفة والرسائل الإيجابية ذلك التأثير في مستوى مشاركتهم.

وفي إشارة إلى أن أسباب هذا التأثير غير واضحة حتى الآن، قالت أوروم في بيان إن "فرضيتهم الأصلية كانت أن رسوم الكاريكاتور قد تسهم في تحسين المزاج بهدف تقليل حاجة الأشخاص إلى تجنب المعلومات المقلقة، ومع ذلك فإن النتائج قد تفتح آفاقًا جديدة لتحسين رسائل الصحة العامة في المستقبل.

تجنب المعلومات هو إستراتيجية شائعة تمتد إلى مختلف المجالات الطبية.

وأضافت أوروم أنه "عندما تحدثت مع أطباء الجهاز الهضمي وجراحي الأورام، أشاروا إلى أن هناك من يفضلون تجاهل الأمر باستمرار".

وتؤكد أوروم أن هذه السمة قد تكون شائعة بين الجميع حينما يتعلق الأمر بالمشكلات الصحية المقلقة، قائلة "لدينا جميعاً أشخاص مقربون لا يرغبون في التفكير في المواضيع الصحية المقلقة، أليس كذلك؟ إنه أمر شائع جداً".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة