ملخص
من خلال التركيز على جمع المعلومات الاستخباراتية التفصيلية والابتكار التكنولوجي والعملياتية الجريئة، تمكنت إسرائيل من اختراق "حزب الله" بصورة كبيرة، وصولاً إلى تحقيقها الهدف الأكبر المتمثل في قتل زعيمه
لقد كان نجاح الجهود الاستخباراتية، بخاصة العملية التي أدت إلى مقتل حسن نصر الله، بمثابة نقطة تحول بالنسبة إلى إسرائيل في حربها الخفية مع "حزب الله"، فبعد حرب عام 2006 بذلت إسرائيل جهوداً متضافرة لتعزيز قدراتها الاستخباراتية، خصوصاً بعد أن كشفت الحرب عن ثغرات فيها، مما أدى إلى الفشل في إيقاع الهزيمة بـ"حزب الله" بصورة حاسمة خلال الصراع الذي استمر 34 يوماً.
وذكر تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أن الجهود الإسرائيلية تركزت عبر وكالات مثل "الموساد" والوحدة 8200، وهي قسم الاستخبارات الإلكتروني الإسرائيلي الذي طوّر أدوات متطورة لاعتراض اتصالات "حزب الله" وتتبع قياداته. كما قامت الوحدة بدور محوري في إنشاء أدوات إلكترونية لاختراق الهواتف الخليوية لـ"حزب الله" وأجهزة الراديو المحمولة وأجهزة الاستدعاء الـ"بيجر" في وقت لاحق.
وكثفت الاستخبارات الإسرائيلية عبر الطائرات المسيّرة والصور الفضائية مراقبة معاقل "حزب الله" في لبنان. وسمحت هذه الجهود لإسرائيل بتوثيق التغييرات الدقيقة في البنية التحتية التي قد تلمح إلى مستودعات الأسلحة أو الاستعدادات العسكرية. واستغلت إسرائيل قربها الجغرافي من لبنان لإدخال قوات كوماندوس سرية إلى عمق البلاد وتنفيذ مهمات استخباراتية حساسة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويلفت تقرير "نيويورك تايمز" إلى أنه بالتوازي مع ذلك، عززت إسرائيل تعاونها مع الولايات المتحدة، بخاصة مع وكالة الأمن القومي، مما أدى إلى تعميق تبادل المعلومات الاستخباراتية في شأن الخصوم المشتركين مثل إيران و"حزب الله".
والأمر الأكثر أهمية، كما يكتب التقرير، هو أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين السابقين يقولون إن جرأة إسرائيل على تنفيذ مثل هذه العمليات تميزها عن وكالات الاستخبارات التقليدية التي لا تميل إلى المخاطرة وتجاوز العقبات القانونية.
وأسهمت هذه الشراكة في عمليات اغتيال القيادي في "حزب الله" عماد مغنية وقائد فيلق "القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وخلال الأشهر الأخيرة أسهمت المعلومات الاستخباراتية في تنفيذ عملية قتل فؤاد شكر، أحد كبار قادة "حزب الله" المطلوبين من قبل الولايات المتحدة لتورطه في تفجير عام 1983 في بيروت الذي أسفر عن مقتل نحو 300 جندي أميركي وفرنسي.
ويبدو أن "الموساد" أنشأ شركة وهمية في بودابست وصنع أجهزة استدعاء "بيجر" بموجب ترخيص من شركة في تايوان. وقبل وصول طلبية من الأجهزة إلى "حزب الله"، قام عملاء إسرائيليون بتفخيخها ومن ثم تفجيرها في وقت سابق من هذا الشهر. وعندما اكتشف "حزب الله" أن أجهزة اللاسلكي هي الأخرى مفخخة، سارع الإسرائيليون إلى تفجيرها أيضاً.
وكان الهدف الأهم لإسرائيل هو زعيم "حزب الله" حسن نصرالله، وأذن نتنياهو بالضربة أثناء وجوده في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة. وضربت الطائرات الحربية الإسرائيلية موقع تواجده بأكثر من 80 قنبلة، مما أسفر عن مقتل نصرالله وغيره من كبار قادة "حزب الله".
ولم يتم إبلاغ الولايات المتحدة بقرار تنفيذ هذه الضربة مسبقاً، مما تسبب بحال من الاستياء في البيت الأبيض، إذ نصح الرئيس جو بايدن في وقت سابق بعدم شن مثل هذه الضربة، خوفاً من تصعيد الأوضاع إلى حرب إقليمية.