Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل: اغتيال نصرالله بداية لـ"شرق أوسط جديد"

تضع تل أبيب ثلاثة تصورات للعملية البرية في لبنان وتعتبر أن مقتله ممر لهدف أكبر: مهاجمة النووي الإيراني

عززت إسرائيل المنطقة الحدودية مع لبنان بالمدرعات والوحدات العسكرية (أ ف ب)

ملخص

قال موشيه فوزييلوف الذي واكب خطط التحضير لاغتيال نصرالله من خلال توليه مناصب رفيعة في جهاز "الشاباك" إن "الهدف الحقيقي من اغتيال نصرالله هو تصفية التهديد النووي الإيراني وخلق محور الخير الجديد في الشرق الأوسط".

جاء في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، "’طوفان الأقصى‘ ليحيى السنوار أصبح طوفان هجمات لسلاح الجو على الضاحية. ومن يعتقد أن ’حزب الله‘ يضبط نفسه بعدم إطلاق آلاف الصواريخ هو مخطئ".

بعد اغتيال أمين عام "حزب الله"، حسن نصرالله، تكثف إسرائيل عملياتها الحربية في الشمال لترسم صورة "الشرق الأوسط الجديد" وتوطيد التحالف الإقليمي ضد "المحور الإيراني".

فماذا بعد نصرالله؟ سؤال بات يتصدر الحوارات التي  يجريها الإسرائيليون حول تداعيات اغتيال نصرالله.

هناك تركيز على الخطط التي وضعتها القيادات الأمنية والعسكرية على المستويين السياسي والعسكري لتحقيق هدف الحرب بإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم.

"الحفاظ على أمن الحدود اللبنانية وإزالة أي خطر من قبل ’حزب الله‘"، هو الهدف  الإسرائيلي الذي وضعه الجيش ويتطلب تحقيقه خططاً عسكرية عدة يكثف تنفيذها خلال أيام، من دون حسم قرار في شأن الدخول إلى لبنان وتنفيذ عملية برية، في وقت يجري الحديث عن احتمال تنفيذ العملية البرية في غضون 48 ساعة تكون محدودة من دون الدخول إلى العمق اللبناني.

وقرر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تأجيل اجتماع الكابينت الذي كان من المقرر عقده اليوم الأحد، ومتوقع أن يلتئم مساء غد الإثنين. وبحسب مسؤول عسكري فإن الكابينت يطرح ثلاثة تصورات للعملية البرية، الأول وهو الذي بدأ تنفيذه على أرض الواقع، شن عمليات بمحاذاة الحدود يضمن خلالها إبعاد عناصر "الرضوان"، العملية الثانية الدخول إلى عمق غير كبير ويتمركز الجيش هناك لإنشاء منطقة عازلة يسيطر عليها الجيش، وهذا الاقتراح جاء تباعاً للقرار الذي أعلنه الجيش الإسرائيلي بفرض حصار على لبنان بما في ذلك حصار بحري وجوي بما يضمن منع وصول طائرات إيرانية أو طائرات تشك إسرائيل أنها تنقل سلاحاً إلى "حزب الله".

أما العملية البرية الثالثة، وهي الأكبر، ومن شأنها أن تستغرق فترة طويلة وتشهد قتالاً شرساً، بحسب مسؤول عسكري، حيث يتوغل الجيش إلى نهر الليطاني وما بعده.

وفي الأثناء عززت إسرائيل المنطقة الحدودية بالمدرعات والوحدات العسكرية، فيما تبحث إسرائيل على المستويين السياسي والأمني في كيفية استغلال ما تعتبره "إنجازاً كبيراً باغتيال نصرالله" وضمان الحفاظ على ما حققته بعد عملياتها المستمرة في الضاحية الجنوبية لبيروت التي بحسب مسؤول في الجيش "نجحت في تصفية قيادة ’حزب الله‘ وشل قدرته النظامية على إدارة الحرب والقتالية بتصفية القدرات العسكرية للحزب".

هذه النتائج، بحسب إسرائيل، من شأنها أن "تساعد في رسم شرق أوسط جديد باغتيال نصرالله"، الذي تعتبره إسرائيل "بداية لإضعاف محور إيران الإقليمي إستراتيجياً"، وهو أيضاً، كما قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، عاموس مالكا، لإفشال مخططهم "أرادوا حفر هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، في ذاكرتنا وجعله يوماً لا ينسى، فحفرنا في ذاكرتهم الـ27 من سبتمبر (أيلول) الجاري يوماً خالداً لإسرائيل يكون بداية رسم شرق أوسط جديد".

بداية نهاية الحرب

منذ اللحظة الأولى لإعلان إسرائيل اغتيال نصرالله، تزايد القلق والخوف من تداعيات مثل هذه العملية وإمكانية أن تمهد لحرب إقليمية تخشاها الولايات المتحدة وجهات دولية وإقليمية، إلا أن التقارير التي تتحدث عن تردد إيران في الرد وعدم قدرة "حزب الله" على خوض حرب كما كانت تخشى إسرائيل، وجهت النقاش الإسرائيلي إلى منحى آخر، باتجاه أن يشكل هذا الاغتيال بداية النهاية للحرب في قطاع غزة والشمال، وليس بداية حرب إقليمية شاملة.

وأوصى بعض متخذي القرار باستخدام "الإنجازات التي حققها الجيش في لبنان وأبرزها اغتيال الأمين العام لـ’حزب الله‘، لخطوات سياسية حتى لا يبقى مجرد نصر عابر بل يترجم بنصر حقيقي لإسرائيل". والمقصود بالخطوات السياسية هو التوصل إلى اتفاق صفقة لإعادة الأسرى وتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن في الأمم المتحدة، الذي يبعد "حزب الله" إلى ما وراء الليطاني. وحذروا من استمرار سيطرة الغرور لدى القيادة ومن أن خطر حرب إقليمية لم ينته بعد.

والغرور الإسرائيلي يتمثلن بحسب عسكريين، في الوصول إلى هدف تفكيك "حزب الله" وفرض حكم آخر في لبنان والخروج إلى حرب ضد إيران، هذا جانب من النقاشات الإسرائيلية التي تبحث كيفية استغلال الوضع بعد نصرالله.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حيلة إستراتيجية لتصفية النووي الإيراني

في نقاشه حول تداعيات عملية اغتيال أمين عام "حزب الله" وأهدافها، قال موشيه فوزييلوف، الذي واكب خطط التحضير لاغتيال نصرالله من خلال توليه مناصب رفيعة في جهاز "الشاباك" إن "الهدف الحقيقي من اغتيال نصرالله هو تصفية التهديد النووي الإيراني وخلق محور الخير الجديد في الشرق الأوسط".

وبرأيه فإن "تصفية نصرالله تشكل علامة فارقة في تاريخ الصراع مع ’حزب الله‘، وأكثر من ذلك، تؤشر إلى بداية خطوة أوسع، هدفها ضرب المشروع النووي الإيراني وضمان مستقبل الشرق الأوسط".

ووفق ما في حوزته من معلومات وتفاصيل مخططات سابقة، فإن "تصفية نصرالله هي مرحلة واحدة في خطة إستراتيجية أوسع، فقد أعدت إسرائيل نفسها سابقاً لرد محتمل من جانب إيران، التي تعيش تحت ضغط شديد في ضوء الخسائر الجسيمة التي تكبدها ’حزب الله‘".

وحسب توقعاته إن إيران سترد وستضطر إلى تنفيذ رد بصورة تحافظ على مكانة إيران في العالم الشيعي، "ليس صدفة أن يحذر نتنياهو إيران في خطابه في الأمم المتحدة، قبل نحو ساعتين من الهجوم، من أن أيام جلد إسرائيل انتهت".

ويضيف فوزييلوف "الرد الإيراني الواسع، سواء من خلال هجمة صاروخية أو هجمة من قبل أحد وكلائها في المنطقة، سيوفر الشرعية اللازمة لإسرائيل للعمل بصورة أوسع ومهاجمة المشروع النووي الإيراني مباشرة، وتصفية قيادة ’حزب الله‘ في هذا التوقيت ليست إلا وسيلة لتحقيق الهدف الأكبر: تصفية البرنامج النووي الإيراني".

ويوضح فوزييلوف جوانب ما تسعى إسرائيل إلى تحقيقه بعد الاغتيال، "تصفية نصرالله التي تشكل نقطة انعطاف في صراع إسرائيل ضد ’حزب الله‘ وإيران هي في الحقيقة عملية تستند إلى حيلة إستراتيجية لامعة، تستغل نقطة ضعف عملياتية وخلق شروط جديدة في الساحة الإقليمية، لكن فوق كل شيء، هذه خطوة خطط لها بعناية انطلاقاً من فهم عميق للدينامية الإقليمية، فيما أن الهدف الحقيقي هو تصفية التهديد النووي الإيراني وخلق ’محور الخير‘ الجديد في الشرق الأوسط يمكن فيه لدول المنطقة أن تزدهر وتنمو من دون خوف من انتشار النووي الإيراني".

مدخل لنصر إستراتيجي

إسرائيل لم تحسم بعد توجهها على جبهة لبنان في ظل تقارير تتحدث عن اقتراب تنفيذ عملية برية لكن، ووفق توصيات أمنيين لمتخذي القرار الذين سيناقشون غداً في اجتماع الكابينت طبيعة استمرار القتال في الشمال والعملية البرية، هناك حاجة لوضع خطة تضمن التقدم نحو تسوية سلمية وإن كانت وفق ما بلورتها الولايات المتحدة وفرنسا، وكان يفترض إعلانها قبل يوم من اغتيال نصرالله.

وبرأي أمنيين، فإن إسرائيل اليوم أمام فرصة نادرة لتغيير وجه الشرق الأوسط كما أنها "تقف عند مدخل لنصر إستراتيجي كبير يجب عليها استغلاله بالمطلق ومنع تفويت الفرصة"، وفق تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" التي أضافت تقول "محظور على إسرائيل تفويت هذه الفرصة فللمرة الأولى منذ بداية الحرب، يشهد المحور الإقليمي الإيراني ضعفاً إستراتيجياً كبيراً، فـ’طوفان الأقصى‘ ليحيى السنوار أصبح طوفان هجمات لسلاح الجو على الضاحية، ومن يعتقد أن ’حزب الله‘ يضبط نفسه بعدم إطلاق آلاف الصواريخ هو مخطئ، هو يريد أن يطلق أكثر، وفي هذه المرحلة لا ينجح".

المزيد من متابعات