Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الملاريا والدفتيريا ضيفان ثقيلان على جنوب الجزائر

وزارة الصحة تؤكد أن الحالات المسجلة وافدة من بلدان موبوءة بينما قالت مصادر محلية إن الأمر يرجع إلى تضرر شبكة مياه الشرب جراء الفيضانات الأخيرة

الجزائر تسجل سنوياً بين 500 و800 حالة ملاريا وافدة (أ ف ب)

ملخص

في سياق محاصرة بؤر الأوبئة سارعت وزارة الصحة إلى إطلاق حملة تلقيح المواطنين في عدد من المناطق الحدودية في أقصى جنوب البلاد، وتم تكليف أحد المراكز توفير اللقاح بكميات كافية للجميع وإرساله عبر طائرات مدنية أو عسكرية، ووضع المصالح الصحية بالمنطقة في وضع التأهب التام لاستقبال قوافل طبية للتدخل إذا تطلب الأمر ومتابعة الوضع الصحي.

من دون سابق إنذار دخلت الجزائر نفقاً صحياً مظلماً إثر تفشي وبائي الملاريا والدفتيريا وسط سكان مناطق جنوب البلاد. وعلى رغم تطمينات وزارة الصحة فإن صور المرضى التي غزت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي أثارت المخاوف من انتقال الوباء إلى مختلف الجهات، في حين يبقى مصدر الخطر محل تجاذبات.

وضع وبائي

يعيش جنوب الجزائر وضعاً صحياً حرجاً وسط مخاوف من تطورات "خطرة" بعد تسجيل حالات إصابة بالملاريا والدفتيريا. وعلى رغم اعتراف وزارة الصحة في البلاد بالوضعية الوبائية فإن الأمر أخذ حجماً أكبر بلغ حد التضخيم، إذ أصدرت أمس الجهات الوصية بياناً أكدت فيه أن الوضعية الوبائية تسير "وفق البروتوكولات العلمية المعروفة"، وذلك عقب ظهور حالات دفتيريا وملاريا ببعض الولايات الجنوبية، مشيرة إلى أن العملية متواصلة للقضاء على هذه الحالة الوبائية من جذورها.

وأوضح البيان أنه تبعاً لما تم تداوله في بعض مواقع التواصل الاجتماعي من خلال بيان صحافي مفبرك منسوب إلى وزارة الصحة، تضمن افتراءات لا أساس لها تتعلق ببعض ولايات الجنوب التي عرفت ظهور حالات الدفتيريا والملاريا، تنفي وزارة الصحة بصورة قطعية محتوى هذا البيان، مؤكدة أن "هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة"، و"عليه تدعو الوزارة إلى تقصي المعلومات من مصدرها الرسمي من خلال التصفح الدوري للموقع الإلكتروني والصفحة الرسمية لوزارة الصحة".

تضارب بخصوص المصدر... وتطمينات

في ظل غياب أرقام رسمية بخصوص عدد الوفيات والمصابين اختلفت الآراء حول مصدر الأوبئة، إذ شددت وزارة الصحة على أن "الحالات المسجلة للملاريا في المنطقة وافدة من بلدان موبوءة، لكون الجزائر حصلت على شهادة منظمة الصحة العالمية للقضاء على المرض"، بينما قالت مصادر محلية إن الأضرار التي لحقت بشبكة توزيع المياه الصالحة للشرب في الأيام الأخيرة، بعد الفيضانات التي اجتاحت المنطقة، كانت سبباً في انتشار الأوبئة.

وأكد المدير العام للوقاية وترقية الصحة في وزارة الصحة جمال فورار أن الحالات المسجلة في الأعوام الأخيرة ليست مرتبطة ببؤر وبائية وطنية، بل تعود إلى إصابات واردة من الدول المجاورة في أفريقيا والساحل والصحراء، إذ يتم التكفل بها داخل الوحدات الصحية الوطنية بصورة منتظمة، مشيراً إلى أن الجزائر تسجل سنوياً ما بين 500 و800 حالة ملاريا وافدة، غير أن العدد ارتفع في الفترة الأخيرة بسبب زيادة الرطوبة وتساقط الأمطار في دول الساحل الأفريقي، إضافة إلى تزايد أعداد المهاجرين إلى جانب تجاوز جزائريين الحدود بحثاً عن الرعي.

وطمأن فورار أن الوضع غير مقلق وتحت السيطرة، وسيعود إلى طبيعته مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، خصوصاً مع وصول كميات كبيرة من الأدوية والأمصال المضادة للدفتيريا ووسائل الحماية اللازمة إلى الولايات المعنية. وشدد على أنه بفضل برامج التلقيح المنتظمة للأطفال وكبار السن كل 10 سنوات وتوفر الأدوية، لا توجد خشية من عودة المرض للاستيطان في الجزائر. إضافة إلى ذلك، نظمت وزارة الصحة ثلاث حملات تلقيح استدراكية منذ عام 2023.

نواب يستعجلون تدخل الحكومة

لكن النائب غالي لنصاري الذي وجه نداء عاجلاً إلى رئيس الحكومة، يطلب التدخل سريعاً لإيجاد حلول للوضعية الصحية التي تعرفها مناطق الجنوب الجزائري على غرار مدينتي إن قزام وبرج باجي مختار. وأشار إلى أن الأمطار الغزيرة الموسمية التي شهدتها هذه المناطق أدت إلى ظهور مستنقعات مائية تسببت في أمراض على غرار حمى التيفود والملاريا والحمى القلاعية، بخاصة لدى البدو الرحل. وأبرز البرلماني الذي يمثل ولاية برج باجي مختار أنراب سيدي أنه أبلغ وزير الصحة في شأن خطورة الوضع الصحي في الولايات الحدودية برج باجي مختار وإن قزام الناتج من انتشار الملاريا الذي يفتك يومياً بعشرات الضحايا من سكان هذه المناطق، لا سيما فئة الأطفال وكبار السن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وزارة الصحة تتحرك

وأوفدت وزارة الصحة الجزائرية الجمعة الماضي لجنة تضم خبراء وأطباء إلى مناطق في جنوب البلاد، مجهزة بحصة من الأدوية والأمصال المضادة. وأوضحت أنه يجري التكفل بجميع الحالات وفق البروتوكولات العلاجية المعمول بها، وضمان متابعة يومية للوضعية الوبائية، كما كشفت عن أن هناك تنسيقاً مباشراً بين وزير الصحة عبدالحق سايحي ومسؤولي الولايات الجنوبية المعنية، بغرض التحكم في الوضعية.

وفي سياق محاصرة بؤر الأوبئة، سارعت وزارة الصحة إلى إطلاق حملة تلقيح المواطنين في عدد من المناطق الحدودية في أقصى جنوب البلاد، كما تم تكليف أحد المراكز بتوفير اللقاح بكميات كافية للجميع وإرساله عبر طائرات مدنية أو عسكرية، ووضع المصالح الصحية في المنطقة في وضع التأهب التام لاستقبال قوافل طبية للتدخل إذا تطلب الأمر ومتابعة الوضع الصحي.

مراقبة المهاجرين الأفارقة صحياً

إلى ذلك، يعد الطبيب المتخصص في الأمراض المعدية عبدالكريم شاوشي في تصريح إلى "اندبندنت عربية" أن ما وقع في بعض مناطق جنوب البلاد، هو نتيجة المستنقعات والبرك المائية التي خلفتها الأمطار الطوفانية التي تساقطت في الآونة الأخيرة، إضافة إلى انعدام بعض الضرورات كالمبيدات وضعف التغطية الصحية، مشيراً إلى أن الوضع لا يبعث على القلق ولا يثير المخاوف في ظل التجاوب الكبير والسريع للسلطات المعنية، وأن المنطقة الشاسعة مقابل التعداد السكاني تجعل من انتقال الأوبئة بطيئاً مقارنة مع وجود كثافة سكانية.

ويواصل شاوشي أن التلقيح ضروري لمنع العدوى وتجنب تفشي الوباء، وهو ما لجأت إليه وزارة الصحة التي أرسلت كميات كبيرة من الأمصال والأدوية الضرورية، موضحاً أن تفشي الملاريا والدفتيريا وغيرهما من الأوبئة في الدول الأفريقية أسهم بصورة كبيرة في انتقالها إلى الجزائر، لا سيما في ظل استمرار نزوح المهاجرين الأفارقة من دون مراقبة صحية ومتابعة طبية. وقال، "فرض حزام وقائي في مناطق جنوب البلاد بات ضرورة لمواجهة انتقال الأوبئة، كما يستدعي الوضع إقرار تدابير صحية خاصة بالمهاجرين".

اقرأ المزيد

المزيد من صحة