Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تنفذ إسرائيل تهديدها بقصف المنشآت النووية الإيرانية؟

وافقت طهران على تقييد أنشطتها في مقابل تخفيف العقوبات الدولية بموجب اتفاق أبرمته عام 2015 مع القوى العالمية

يتوزع البرنامج النووي الإيراني على عدد من المواقع عدد قليل منها بني تحت الأرض (أ ف ب)

ملخص

 فوق الأرض وتحتها... إليكم بعض المنشآت النووية الرئيسة في إيران

بعد الهجوم الصاروخي، الذي شنته إيران على إسرائيل أول من أمس الثلاثاء، سرت تكهنات بأن تل أبيب قد تنفذ ما تهدد به منذ فترة طويلة وهو قصف المنشآت النووية الإيرانية، تتناول السطور التالية بعض المنشآت النووية الرئيسة في إيران.

يتوزع البرنامج النووي الإيراني على عدد من المواقع، وعلى رغم أن خطر الضربات الجوية الإسرائيلية يلوح في الأفق منذ عشرات السنين، فإن عدداً قليلاً فحسب من المواقع هي التي بنيت تحت الأرض.

تعتقد الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن إيران كان لديها برنامج سري منسق للأسلحة النووية أوقفته في عام 2003، وتنفي الجمهورية الإسلامية أن يكون لديها برنامج نووي أو تخطط لامتلاك مثل هذا البرنامج.

وافقت إيران على تقييد أنشطتها النووية في مقابل تخفيف العقوبات الدولية بموجب اتفاق أبرمته عام 2015 مع القوى العالمية، لكن هذا الاتفاق انهار بعد أن سحب الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب بلاده منه في عام 2018، وهو ما دفع إيران في العام التالي للتخلي عن القيود التي فرضتها على تلك الأنشطة النووية.

وبدأت إيران منذ ذلك الحين التوسع في برنامج تخصيب اليورانيوم، مما أدى إلى تقليص ما يسمى "وقت الاختراق" الذي تحتاج إليه لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم الذي يستخدم في صنع قنبلة نووية إلى أسابيع وليس عام في الأقل، بموجب اتفاق عام 2015.

وفي واقع الأمر فإن صنع قنبلة بهذه المادة سيستغرق وقتاً أطول، ولكن المدة ليست واضحة تماماً ومحل جدل.

تقوم إيران الآن بتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60 في المئة، وهو ما يقارب المستويات التي تسمح بصنع أسلحة نووية التي تبلغ 90 في المئة في موقعين، ونظرياً لديها ما يكفي من المواد المخصبة إلى هذا المستوى لصنع ما يقرب من أربع قنابل إذا تم تخصيبها على نحو أكبر، وفقا لمقياس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة الرقابة التابعة للأمم المتحدة.

نطنز

مجمع يقع في صلب برنامج التخصيب الإيراني على سهل يجاور الجبال خارج مدينة قم المقدسة لدى الشيعة، جنوب طهران. ويضم المجمع منشآت تشمل مصنعين للتخصيب: مصنع تخصيب الوقود الضخم تحت الأرض، ومصنع تخصيب الوقود التجريبي فوق الأرض.

كانت مجموعة معارضة إيرانية تقيم في الخارج كشفت في عام 2002، عن أن إيران تبني سراً مجمع نطنز، مما أشعل مواجهة دبلوماسية بين الغرب وإيران في شأن نواياها النووية التي لا تزال مستمرة حتى اليوم.

تم بناء منشأة تخصيب الوقود على نطاق تجاري تحت الأرض قادرة على استيعاب 50 ألف جهاز طرد مركزي، ويضم المصنع حالياً 14 ألف جهاز للطرد المركزي، منها نحو 11 ألفاً قيد التشغيل، لتنقية اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى خمسة في المئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يصف الدبلوماسيون المطلعون على نطنز مصنع تخصيب الوقود بأنه يقع على عمق ثلاثة طوابق تحت الأرض، وكان هناك نقاش طويل حول حجم الضرر الذي قد يلحق به جراء غارات جوية إسرائيلية.

ولحقت أضرار بأجهزة الطرد المركزي في محطة تخصيب الوقود بطرق أخرى، بما في ذلك انفجار وانقطاع للتيار الكهربائي في أبريل (نيسان) 2021، قالت إيران إنه هجوم شنته إسرائيل.

أما محطة تخصيب الوقود فوق الأرض فتضم بضع مئات فقط من أجهزة الطرد المركزي، لكن إيران تقوم بالتخصيب فيها حتى نسبة نقاء 60 في المئة.

فوردو

على الجانب الآخر من قم، أقيم موقع فوردو للتخصيب داخل جبل، وبالتالي ربما يكون محمياً بصورة أفضل من القصف المحتمل مقارنة بمحطة تخصيب الوقود تحت الأرض.

لم يسمح الاتفاق الذي توصل إليه عام 2015 مع القوى الكبرى لإيران بالتخصيب في فوردو على الإطلاق، ولديها الآن أكثر من ألف جهاز طرد مركزي تعمل هناك، وجزء بسيط منها من أجهزة آي.آر-6 المتقدمة التي تعمل على التخصيب حتى نسبة نقاء 60 في المئة.

إضافة إلى ذلك، ضاعفت إيران في الآونة الأخيرة عدد أجهزة الطرد المركزي المثبتة في فوردو، إذ كانت جميع الأجهزة الجديدة من نوع آي.آر-6.

في عام 2009 أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أن إيران كانت تبني منشأة فوردو سراً لسنوات، وأنها تقاعست عن إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما آنذاك: "إن حجم وتكوين هذه المنشأة لا يتفقان مع برنامج سلمي".

أصفهان

تمتلك إيران مركزاً كبيراً للتكنولوجيا النووية على مشارف أصفهان، ثاني أكبر مدنها.

ويضم هذا المركز مصنعاً لإنتاج ألواح الوقود ومنشأة تحويل اليورانيوم التي يمكنها معالجة اليورانيوم وتحويله إلى سداسي فلوريد اليورانيوم الذي يغذي أجهزة الطرد المركزي.

وتوجد في أصفهان معدات لصنع معدن اليورانيوم، وهي عملية حساسة بشكل خاص في ما يتصل بالانتشار النووي، لأنها يمكن أن تستخدم في تصميم قلب القنبلة النووية.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن هناك آلات لصنع قطع غيار أجهزة الطرد المركزي في أصفهان، ووصفتها في عام 2022 بأنها "موقع جديد".

خونداب

تمتلك إيران مفاعل أبحاث يعمل بالماء الثقيل بنيت أجزاء منه، وكان يسمى في الأصل أراك والآن خونداب. وتثير مفاعلات الماء الثقيل مخاوف من الانتشار النووي لأنها يمكن أن تنتج البلوتونيوم بسهولة، الذي يمكن استخدامه، مثل اليورانيوم المخصب، لصنع قلب القنبلة الذرية.

وبموجب اتفاق عام 2015، أوقف البناء، وتمت إزالة قلب المفاعل وملؤه بالخرسانة لجعله غير صالح للاستخدام. وكان من المقرر إعادة تصميم المفاعل "لتقليل إنتاج البلوتونيوم وعدم إنتاج البلوتونيوم الصالح للاستخدام في الأسلحة أثناء التشغيل العادي"، وأبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها تنوي تشغيل المفاعل في عام 2026.

كما تتضمن منشآت الأبحاث النووية في طهران مفاعلاً للأبحاث، فيما تعد "بوشهر" محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة في إيران على ساحل الخليج وتستخدم الوقود الروسي الذي تستعيده روسيا بعد استنفاده، مما يقلل من خطر الانتشار النووي.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير