Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مغاربة لبنان بين الرغبة في الرحيل وشم "رائحة الموت"

بعضهم توجه إلى مناطق آمنة وبعض آخر إلى دول الجوار بينما عمد آخرون إلى العودة للوطن

فارون من الحرب في لبنان لدى وصولهم إلى مطار لارنكا الدولي في قبرص، في 4 أكتوبر الحالي (أ ف ب)

ملخص

أعلنت الحكومة المغربية أول من أمس، أن خلية الأزمة التي تشكلت في سفارة المغرب لدى لبنان، أتاحت مغادرة "عدد لا بأس به" من المواطنين المغاربة "رفقة أسرهم".

في وقت طمأن فيه المتحدث الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس، مواطنيه إلى وضعية المغتربين المقيمين في لبنان بكونهم سالمين ولم يتعرض أي فرد منهم لأذى خلال القصف الإسرائيلي هذه الأيام، طالب عدد من الأسر المغربية الحكومة بإجلائهم في أقرب وقت ممكن إلى البلاد.
وعمدت السلطات المغربية في الأيام الأخيرة إلى ترحيل "عدد لا بأس به" من أفراد الجالية المغربية المقيمة في لبنان، وفق تعبير المتحدث الرسمي باسم الحكومة، وذلك عبر "خلية أزمة" تم استحداثها على مستوى سفارة الرباط لدى بيروت، غير أن أعداداً أخرى من المغاربة لا يزالون يترقبون فرصة العودة إلى البلاد هرباً من حالة الخوف المتفشية في "بلاد الرز"، جراء الغارات المتواصلة للجيش الإسرائيلي على عدد من الأهداف والمناطق في بيروت.

خلية أزمة

وأعلنت الحكومة المغربية أول من أمس  الخميس، أن خلية الأزمة التي تشكلت في سفارة المغرب لدى لبنان، أتاحت مغادرة "عدد لا بأس به" من المواطنين المغاربة "رفقة أُسرهم".
وحرصت وزارة الخارجية المغربية، منذ أول يوم من الأحداث التي يشهدها لبنان، على مواكبة أوضاع آلاف المغاربة الذين يقيمون ويعيشون في مختلف المناطق اللبنانية، والتجاوب مع شكواهم ومطالبهم خلال الحرب الجارية.
ووفق المتحدث الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، وجهت وزارة الخارجية المغربية سفارتها لدى بيروت بتشكيل "خلية أزمة" في بيروت، لتواكب خلية مماثلة محدثة أيضاً على مستوى وزارة الخارجية، وذلك بهدف التواصل مع الجالية المغربية في لبنان، وتوجيههم وتأمين حياتهم بما يناسب من تدابير وإجراءات.

لا ضرورة

وتُنشئ الحكومة المغربية في كل مرة عندما تقع حوادث أو أزمات كبرى أو كوارث طبيعية في بلدان العالم، خليات أزمة، مهمتها متابعة أخبار وأحوال الجاليات المغربية المقيمة في تلك الدول، والاستماع لشكاويها، وتلبية طلباتها، في أفق تيسير ترحيلهم إلى البلاد إذا اقتضى الأمر ذلك.
وفي حالة لبنان وما يكابده من معاناة جراء العدوان الإسرائيلي، فإن ترحيل المغاربة في هذه الفترة غير مطروح بصورة مستعجلة، نظراً إلى أن غالبيتهم لا يقيمون في مناطق التوتر بالجنوب اللبناني.
وتبعاً لمصادر قريبة من الملف، فإن المغاربة الذين كانوا يقيمون في بلدات ومناطق الجنوب اللبناني غادروها بصورة "استباقية" خصوصاً بعد بداية التوتر وارتفاع وتيرة التحذيرات الإسرائيلية باستهداف تلك المناطق.

ووفق المصادر عينها، غادرت أسر مغربية مناطق الجنوب اللبناني عبر ثلاثة مسارات، الأول إلى مدن أخرى داخل لبنان، والثاني إلى دول مجاورة، أبرزها تركيا سوريا، والثالث إلى المغرب في انتظار تبيان ما سيجري في لبنان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


رائحة الموت

في المقابل أفادت زهور، وهي مواطنة مغربية مقيمة في إحدى المدن اللبنانية، بأنه على رغم كون الأحداث الملتهبة بعيدة من مكان إقامتها، فإن "الأوضاع النفسية صعبة، والكثير يضعون أياديهم على قلوبهم خشية توسع رقعة الحرب". وأضافت أن "القصف الإسرائيلي اليومي صار حديث الساعة في مختلف مناطق لبنان الجريحة، لذا فإن الأوضاع صارت معقدة نفسياً واقتصادياً، وصار معها مطلب الإجلاء والترحيل ضرورياً حتى لو لم تصل الحرب إلى بيوتنا".
وقال مواطن مغربي آخر يقيم في لبنان منذ 10 أعوام، إن "مطلب المغاربة هو تسريع تدابير إجلائهم إلى البلاد، أو مساعدتهم على الرحيل إلى بلدان مجاورة أخرى، إلى حين أن تمر هذه الأزمة وتعود الأمور إلى نصابها".
وتبعاً لكلام هذا المغترب المغربي، فإن سفارة الرباط لدى لبنان لم تتخذ رسمياً أية خطوة في اتجاه ترحيل الجالية، على رغم أن الأوضاع لا تبشر بالخير، وأن الحرب والقصف قد يستمران أياماً وربما أسابيع".
وشدد المتحدث ذاته على ضرورة إجلاء المغاربة إلى أماكن آمنة وسالمة، في حال لم يتم الترحيل إلى الوطن"، مردفاً أن مغاربة لبنان الذين يوجدون في المناطق الملتهبة أو قربها، يحتاجون إلى من يوفر لهم أماكن تَأويهم، عوض الشوارع أو ساحات المساجد التي صارت ملجأ لكثير من النازحين الفارين من "رائحة الموت".

إجلاء دولي

وبينما لم يشرع المغرب في "الإجلاء الرسمي" لمواطنيه من لبنان، لعدم وجود ضرورة تحتم ذلك، على رغم مطالبات الجالية بتسريع الترحيل وتدبير حلول مناسبة لأوضاعهم الصعبة في زمن الحرب، فإن بلداناً أخرى بدأت بالفعل ترحيل رعاياها من لبنان.
ومن هذه الدول روسيا التي قامت بإجلاء 60 من أفراد عائلات الدبلوماسيين الروس المنتدبين إلى لبنان نتيجة القصف الإسرائيلي، وفق ما أعلن الكرملين أول من أمس، بينما أُجلي مواطنون فرنسيون من لبنان إلى باريس على متن رحلتين تجاريتين شملتا 200 من مواطنيها المسنين أو الذين يعانون مشكلات صحية.

وبدورها أجلت ألمانيا 24 شخصاً من لبنان على متن رحلتين لسلاح الجو، في أفق ترحيل 1800 مواطن ألماني على متن رحلات تجارية، كما نقلت طائرة عسكرية إسبانية أولى أكثر من 200 مدني من بيروت إلى العاصمة مدريد.

وقدمت الحكومة البريطانية مساعدات لرعاياها المعرضين أكثر من غيرهم للخطر في خضم القصف الإسرائيلي المحموم للجنوب اللبناني، مستأجرة رحلة تجارية لمواطنيها من مطار رفيق الحريري الدولي، في أفق تنظيم رحلات إضافية لرعاياها "إذا استدعت الحاجة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات