Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

21 قتيلا بغارة جوية على مسجد في غزة

إسرائيل في "حالة تأهب" قبل ذكرى هجوم السابع من أكتوبر 2023 ومسيرات مؤيدة للفلسطينيين تجوب العالم

قوات إسرائيلية تعمل على الأرض في قطاع غزة   (أ ف ب)

ملخص

تتواصل الحرب في قطاع غزة التي تتم اليوم الأحد سنة كاملة بينما نقلت إسرائيل مركز ثقل عملياتها العسكرية منذ منتصف سبتمبر (أيلول) إلى الجبهة الشمالية، وكثفت غاراتها على لبنان اعتباراً من الـ23 من سبتمبر، وبدأت قواتها عمليات برية "محدودة" ضد "حزب الله" الإثنين الماضي.

قالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن 21 شخصاً في الأقل لقوا حتفهم وأصيب عشرات آخرون بغارة جوية إسرائيلية على مسجد في غزة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد.

وقال شهود إن عدد القتلى والمصابين قد يرتفع، إذ إن المسجد كان يُستخدم لإيواء نازحين.

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أنه "نفذ ضربة دقيقة على إرهابيين من ’حماس‘ كانوا يعملون داخل مركز للقيادة والتحكم يمثل جزءاً من مبنى كان في السابق مسجد (شهداء الأقصى) في منطقة دير البلح".

وأعلنت إسرائيل السبت أنها "في حالة تأهب" قبل ذكرى مرور عام على هجوم حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مؤكدة في الوقت نفسه أنها تعد رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني عليها وستواصل قصفها "من دون هوادة" لـ"حزب الله" في لبنان.

وقبل يومين من حلول ذكرى هجوم "حماس" غير المسبوق على الدولة العبرية، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إن "الجراح" لم تلتئم بعد، مؤكداً في الوقت نفسه أن إيران و"وكلاءها" يشكلون "تهديداً دائماً" للبلاد.

في لبنان، واصل الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية المدمرة على مناطق عدة تعتبر معاقل لـ"حزب الله"، معلناً أنه قتل 440 عنصراً في الحزب منذ بدء هجومه البري في لبنان، بينما أكد الحزب اللبناني استهداف مواقع عسكرية جديدة في إسرائيل.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري السبت إن القوات الإسرائيلية "في حالة تأهب" تحسباً "لاعتداءات".

وتحدث الرئيس الإسرائيلي في رسالة إلى اليهود في كل أنحاء العالم، عن "التهديد الدائم الذي تمثله إيران ووكلاؤها الإرهابيون على الدولة"، لافتاً إلى أن "الكراهية تعميهم وهم عازمون على تدمير دولتنا اليهودية الوحيدة والفريدة".

رد إسرائيلي

من جهة أخرى، قال مسؤول عسكري إسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية السبت إن إسرائيل "تعد رداً" على الهجوم الإيراني الذي استهدفها الثلاثاء، وجاء رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران في الـ31 من يوليو (تموز) في عملية نسبت إلى إسرائيل، والأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصرالله في غارة إسرائيلية في الـ27 من سبتمبر (أيلول) في الضاحية الجنوبية لبيروت ومقتل قيادي في "الحرس الثوري" الإيراني معه.

ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن طبيعة الرد أو توقيته، بينما أوردت صحيفة "هآرتس" أن الرد سيكون "كبيراً".

في دمشق، هدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي السبت برد فعل "ربما أقوى" لأي هجوم على بلاده، قائلاً "لكل عمل سيكون هناك رد فعل متناسب ومماثل من إيران وربما أقوى".

ورأى الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله عراقجي أن الهجوم الإيراني على إسرائيل كان "قوياً" وقد لقنها "درساً".

وفي حين لم يتضح ما قد يكون عليه الرد الإسرائيلي، حض الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة إسرائيل على تفادي استهداف منشآت نفطية إيرانية، فيما أكد المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترمب أن على الدولة العبرية "ضرب" المواقع النووية الإيرانية.

وكان المرشد الإيراني علي خامنئي حذر الجمعة من أن حلفاء بلاده سيواصلون قتال إسرائيل.

إلى الجبهة الشمالية

نقلت إسرائيل مركز ثقل عملياتها العسكرية في منتصف سبتمبر من غزة إلى الجبهة الشمالية، وكثفت غاراتها على لبنان اعتباراً من الـ23 من سبتمبر، وبدأت قواتها عمليات برية "محدودة" ضد "حزب الله" الإثنين.

وقال هاغاري خلال مؤتمر صحافي السبت إن القوات الإسرائيلية قتلت منذ بداية الهجوم البري الإثنين، "نحو 440 إرهابياً، بينهم 30 قيادياً برتب مختلفة"، خلال العمليات البرية والجوية.

وأفاد "حزب الله" السبت بأن مقاتليه تصدوا لمحاولتي تقدم للجيش الإسرائيلي في بلدة العديسة الحدودية. وأعلن أيضاً قصف قاعدة رامات ديفيد الجوية الواقعة جنوب شرقي مدينة حيفا، واستهدافه دبابة ميركافا خلال تقدمها عند أطراف بلدة حدودية، وشركة "إلتا" للصناعات العسكرية شرق عكا في شمال إسرائيل.

وقال الحزب إنه استهدف تجمعاً للجنود الإسرائيليين في خلة عبير في يارون في جنوب لبنان.

وهزت غارات إسرائيلية جديدة الضاحية الجنوبية لبيروت السبت، في أعقاب سلسلة غارات استهدفت المنطقة ذاتها فجراً، بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلاء أجزاء منها.

يأتي التصعيد في لبنان بعد عام تقريباً على فتح "حزب الله" جبهة ضد إسرائيل "إسناداً" لغزة، غداة شن "حماس" هجوماً على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 واندلاع الحرب المدمرة في القطاع.

وبحسب الأرقام الرسمية، قُتل أكثر من 2000 شخص في لبنان منذ أكتوبر 2023، بينهم أكثر من 1000 منذ بدء القصف الجوي المكثف في الـ23 من سبتمبر.

وقدرت الحكومة اللبنانية الأربعاء عدد النازحين هرباً من العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان بنحو 1.2 مليون يفترش عدد كبير منهم الشوارع في مناطق عدة من بيروت.

سنة كاملة

في غضون ذلك، تتواصل الحرب في قطاع غزة التي تتم الأحد سنة كاملة.

وقُتل 12 شخصاً بينهم أطفال، بغارات إسرائيلية الليلة الماضية في شمال القطاع ووسطه، وفق ما أفادت مصادر طبية والدفاع المدني في القطاع. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مقاتلين في مركز قيادة يقع في مدرسة وسط القطاع.

وطلب الجيش الإسرائيلي من سكان منطقة في وسط القطاع الفلسطيني السبت إخلاءها، مشيراً إلى أنه يستعد للتحرك "بقوة" ضد عناصر حركة "حماس".

وارتفعت حصيلة القتلى نتيجة القصف والعمليات البرية الإسرائيلية في القطاع إلى 41825 قتيلاً، وفق آخر حصيلة أصدرتها وزارة الصحة التابعة لـ"حماس".

مسيرات مؤيدة للفلسطينيين

خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في مدن رئيسة عدة في أنحاء العالم السبت للمطالبة بوقف إراقة الدماء في قطاع غزة، مع اقتراب حلول الذكرى السنوية الأولى للصراع في الجيب الساحلي واتساع نطاقه في المنطقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشارك نحو 40 ألف متظاهر في مسيرة في وسط لندن وتجمع آلاف آخرون في باريس وروما ومانيلا وكيب تاون ومدينة نيويورك. وأقيمت تظاهرات أيضاً بالقرب من البيت الأبيض في واشنطن، احتجاجاً على دعم الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل في الحملتين العسكريتين في غزة ولبنان.

وضع المتظاهرون في تايمز سكوير بمدينة نيويورك "الكوفية الفلسطينية" ذات اللونين الأسود والأبيض حول أعناقهم ورددوا شعارات مثل "غزة ولبنان ستنتفضان والشعب معكما". ورفعوا أيضاً لافتات تطالب بمنع تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.

وفي لندن، لوح مؤيدون لإسرائيل بأعلام خلال مرور محتجين مؤيدين للفلسطينيين. وقالت الشرطة إنها اعتقلت 15 شخصاً على هامش الاحتجاجات، ولم تحدد إلى أي فريق من المؤيدين ينتمي المعتقلون.

وفي روما، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع المياه بعد اندلاع اشتباكات. وتحدى نحو 6 آلاف محتج حظراً على تنظيم مسيرات في وسط المدينة قبيل ذكرى السابع من أكتوبر 2023.

 

وفي برلين، اجتذب احتجاج نحو 1000 مشارك حملوا أعلاماً فلسطينية وهتفوا "عام من الإبادة الجماعية"، وهو مصطلح تعارضه إسرائيل وتقول إنها تدافع عن نفسها. وانتقد محتجون أيضاً ما قالوا إنه عنف الشرطة ضد المؤيدين للفلسطينيين في ألمانيا.

وشارك مؤيدون لإسرائيل أيضاً في برلين في احتجاج على تنامي معاداة السامية واندلعت مناوشات بين الشرطة وأشخاص يعارضون احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.

اتساع نطاق الحرب

وعلى مدى العام المنصرم، أثار حجم القتل والدمار في غزة بعضاً من أكبر الاحتجاجات على مستوى العالم منذ سنوات في موجة من الغضب قال مدافعون عن إسرائيل إنها خلقت مناخاً معادياً للسامية.

واتسع نطاق حرب غزة في المنطقة، إذ استقطبت جماعات متحالفة مع إيران في لبنان واليمن والعراق. كما صعدت إسرائيل بصورة حادة حملتها ضد جماعة "حزب الله" اللبنانية المدعومة من طهران في الأسابيع القليلة الماضية، وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ على إسرائيل الأسبوع الماضي.

وفي باريس، قال المتظاهر اللبناني الفرنسي حسام حسين "نخشى اندلاع حرب إقليمية لأن هناك توترات مع إيران في الوقت الراهن، وربما مع العراق واليمن". وأضاف "نحن بحاجة حقاً إلى وقف الحرب لأنه لا يمكن تحمل وطأتها بعد الآن".

وفي حين يقول حلفاء إسرائيل مثل الولايات المتحدة إنهم يؤيدون حقها في الدفاع عن نفسها، تواجه إسرائيل تنديدات دولية واسعة النطاق بسبب أفعالها في غزة، والآن بسبب قصفها لبنان.

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانتقادات وقال إن طريقة حكومته في إدارة الحرب تهدف إلى منع تكرار الهجوم الذي شنته "حماس" قبل عام تقريباً. وتقول واشنطن إنها تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.

مخاوف من ارتكاب أعمال عنف

وحذرت وكالات حكومية أمريكية الجمعة من أن الذكرى السنوية لهجمات "حماس" في السابع من أكتوبر 2023 قد تحفز أفراداً على ارتكاب أعمال عنف. وكثف المسؤولون في بعض الولايات ومنها نيويورك الإجراءات الأمنية من منطلق الحيطة والحذر.

وفي مانيلا، اشتبك ناشطون مع شرطة مكافحة الشغب بعد منعهم من تنظيم تظاهرة أمام السفارة الأميركية في العاصمة الفلبينية احتجاجاً على دعم واشنطن إسرائيل.

ولم تفلح الدبلوماسية الدولية التي تقودها الولايات المتحدة حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، فـ"حماس" تريد اتفاقاً ينهي الحرب بينما تقول إسرائيل إن القتال لن ينتهي إلا بالقضاء على الحركة الفلسطينية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات