Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عبدالوهاب مرسي زاوج بين الحداثة والفن الفرعوني

معرض استعادي يقدم نماذج من أعمال الفنان المصري الراحل

لوحة للرسام عبد الوهاب مرسي (خدمة المعرض)

ملخص

احتفاءً بذكرى الفنان عبدالوهاب مرسي تقيم قاعة ياسين للفنون في القاهرة معرضاً لأعماله. يضم المعرض نماذج متعددة من تجربة الفنان الإبداعية ويعد فرصة حقيقية للتعرف إلى إحدى التجارب التشكيلية الرائدة والمهمة.

جمع الفنان المصري الراحل عبدالوهاب مرسي في أعماله بين المساحات والخطوط الهندسية والأشكال والعناصر العضوية، متنقلاً بين درجات اللون في خفة وسلاسة. في معالجاته اللونية والخطية لم يعتمد الفنان على المثيرات البصرية وحدها بل تعمد إثارة عين المشاهد ورغبته في لمس تلك الأسطح والتقاطعات الخشنة على سطح اللوحة. هذه الأسطح الخشنة التي صاغها مرسي كانت أحد تجليات تأثره بالفنون المصرية القديمة التي اجتمعت فيها المنحوتات البارزة والغائرة بالرسوم الملونة. وقد كان تأثر الفنان بتلك الأسطح الحجرية التي رسم عليها المصري القديم دافعاً له في ابتكار أعماله التي قدمها في أحد معارضه ووظف خلالها الرمال الناعمة كخامة طيعة في تشكيلها من دون استخدام اللون.

تخرج الفنان عبدالوهاب مرسي في كلية الفنون الجميلة عام 1957 في فترة مشحونة بالروح الوطنية والأفكار القومية، فكان لهذه الأجواء أثرها في إبداعاته خلال السنوات التي تلت تخرجه وطوال حقبة الستينيات. وقد ظل هذا التأثير الوجداني في لوحات عبدالوهاب مرسي مستمراً وثابتاً على رغم تغير الأحوال، فكان صلباً في دفاعه عن الهوية ومؤمناً بقيمة ما يقدمه من إبداعات. وكان الفنان الراحل على قناعة بأن الفنان الحقيقي هو من يتلمس تلك السمات الثقافية الخاصة التي تميزه كفنان عن الآخرين.

عمل الفنان عبدالوهاب مرسي فور تخرجه في الفنون الجميلة، في مركز تسجيل الآثار المصرية، وظل يشغل وظيفته تلك لمدة 20 عاماً تقريباً. خلال هذه الفترة أتيح للفنان الاقتراب أكثر من الآثار المصرية، فكان لا بد لهذه السنوات التي قضاها متأملاً ودارساً للفن المصري القديم، أن تنعكس على إبداعاته. ظلت أعمال عبدالوهاب مرسي متأثرة بهذه التجربة من دون الوقوع في شرك التقليد أو الاستلهام السطحي للرسوم والزخارف المصرية القديمة، إذ كان يستلهم من الرسوم المصرية القديمة ما يناسب تجربته ورؤيته في بناء العمل الفني. وكان الفنان الراحل مؤمناً أن موروثه الثقافي قادر أن يعصمه من الذوبان في تقليد الآخرين، وفي سبيل بحثه البصري ابتدع مفرداته وعناصره الخاصة به، هذه العناصر التي ميزت أعماله عبر ما يزيد على خمسة عقود كاملة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تناول الناقد المصري الراحل حسين بيكار تجربة الفنان عبدالوهاب مرسي بالدراسة في أكثر من مناسبة. رأى بيكار أن تأثر مرسي بالفن المصري كان ينمو ويتطور مع الأيام ويزداد استقلاله عن مصادره. وكان الفنان يتحرر مع الوقت من النمطية التقليدية، لتستقر في أعماله مسحة أصلية ومذاق مصري وعربي خالص. وعلى رغم هذا الميل للاستلهام من الموروث البصري القديم، ظلت أعمال مرسي تتواءم مع العصر، وتقترب أكثر وأكثر من التجريدية. كان توظيف الفنان عنصر الزمن من بين السمات التي توقف عندها حسين بيكار كثيراً في كتاباته عن الفنان الراحل، إذ استطاع كما يقول أن يظهر هذا التوظيف في النسيج والملمس واللون في لوحاته للإيحاء بالقدم.

عرضت أعمال الفنان عبدالوهاب مرسي في معظم العواصم العربية والأوروبية وحصل على جوائز عدة عن مشاركاته الدولية المختلفة، منها بينالي الإسكندرية عام 1970 وبينالي برشلونة الدولي عام 1971 وتعرض أعماله بصورة دائمة في متحف الفن المصري الحديث في القاهرة.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة