Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لهذا السبب يريد نتنياهو فوز ترمب في الانتخابات

اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بمحاولة ترجيح كفة الرئيس الأميركي السابق، لكن هل يمكنه فعلاً الإسهام في تحديد نتيجة السباق الانتخابي؟

ترمب ونتنياهو بمتحف إسرائيل في القدس. 23 مايو 2017 (أ ب)

ملخص

من الواضح لماذا يرغب خصوم الولايات المتحدة بمحاولة التأثير في نتيجة الانتخابات، لكن الأصدقاء أيضاً يملكون أسباباً قوية، وربما أقوى حتى، لكي يحاولوا وضع مرشحهم المفضل في البيت الأبيض

في العام الذي أعقب هجوم "حماس" على جنوب إسرائيل وجد بنيامين نتنياهو نفسه ينسق حرباً على خمس جبهات، إذ يقاتل الجيش الإسرائيلي حرباً على الأرض في غزة ولبنان، وجواً واستخباراتياً ضد الحوثيين في اليمن ووكلاء إيران، والأخطر من هذا كله ضد إيران مباشرة. 

ومع ذلك يجاهد نتنياهو من أجل الفوز على جبهة سادسة هي الأهم في سبيل تحديد أمن إسرائيل المستقبلي كما مستقبله السياسي، فمسألة الفائز في السباق الرئاسي الأميركي يوم الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، فعلى رغم قوة إسرائيل العسكرية وتفوقها الاستخباراتي المتمثل في الـ "موساد" فإن أمنها النهائي يعتمد على واشنطن كونها الممول والداعم الرئيس.

التصريحات العلنية المتكررة للرئيس بايدن في شأن ما ينبغي أن تكون عليه استجابة إسرائيل لصواريخ إيران الـ 181 وما لا ينبغي أن تكون عليه، جاءت متزامنة مع تساؤلات علنية حول ما إذا كان نتنياهو يحاول التأثير في الرأي العام الأميركي لضمان إعادة انتخاب دونالد ترمب.

أثناء إحاطة إعلامية الجمعة الماضي سُئل بايدن إن كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يتريث في إبرام اتفاق وقف لإطلاق النار في غزة بهدف التأثير في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وجاء رد الرئيس "لست أدري، لكنني لا أتوقع ذلك". 

اعتاد الأمريكيون خلال الأعوام الأخيرة سماع مزاعم تدخلات أجنبية في انتخاباتهم، والافتراض يقول بأن هذا النوع من الخداع والحيلة يُنسب إلى خصوم عدوانيين مثل روسيا أو الصين أو حتى إيران التي اتُهمت أخيراً باختراق رسائل البريد الإلكتروني لحملة ترمب، ومن الواضح لماذا يرغب خصوم الولايات المتحدة بمحاولة التأثير في نتيجة الانتخابات، لكن الأصدقاء أيضاً يملكون أسباباً قوية، وربما أقوى حتى، لكي يحاولوا وضع مرشحهم المفضل في البيت الأبيض.

في عام 1940 كانت بريطانيا تواجه التهديد النازي وحيدة، وحينها قام عملاء في جهاز الاستخبارات الخارجية (MI6) ومن بينهم عملاق الدعاية في ما بعد، ديفيد أوغلفي، بتزوير استطلاعات رأي لدعم حملة المرشح الجمهوري ويندل ويلكي المناهض للانعزالية الأميركية، فقد أراد تشرشل أن يضمن بأنه حتى في حال خسارة فرانكلين روزفلت فستؤول الرئاسة إلى مرشح مؤيد لإرسال المساعدات، وفي هذه الأثناء عمل جواسيس آخرون من خريجي المدارس البريطانية الخاصة والمرموقة على إعداد مقالب وحيل تُحرج المرشح الجمهوري الأوفر حظاً، السيناتور روبرت تافت المناصر الشديد للانعزالية.

وفي عام 1968 حدث تدخل لا يمكن الدفاع عنه بالقدر نفسه حين قدم حلفاء أميركا الآسيويين والمناهضين للشيوعية، تشيانغ كاي شيك في تايوان ونغوين فون ثيو في فيتنام الجنوبية، تمويلاً سخياً لحملة ريتشارد نيكسون باستعمال أموال المساعدات الأميركية، وتمادى ثيو فخرب محاولات الإدارة الديمقراطية عندها في إقامة محادثات سلام سرية مع شمال فيتنام.

لكن بالطبع قام نيكسون بخيانة تشيانغ واعترف بالصين تحت حكم ماو عام 1971، مما أظهر أنه حتى التدخل الناجح في الانتخابات لا يضمن بالضرورة شراء السياسة المتبعة بعد ذلك. 

وفي عام 1980 أشاع مدير حملة رونالد ريغان، ويليام كايسي، عبارة "مفاجأة أكتوبر" عندما حذر من أن جيمي كارتر سيقوم بإبرام اتفاق مع إيران خلال الفترة السابقة للانتخابات في نوفمبر، وفي الحقيقة، كان كايسي، عميل الاستخبارات الأميركية المخضرم الذي تولى بعد ذلك منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية، داخلاً في محادثات سرية مع عملاء آية الله لإطالة أمد أزمة الرهائن إلى ما بعد هزيمة كارتر، وللمفارقة الساخرة فقد جاءت احتفالات الذكرى المئوية لولادة جيمي كارتر لتذكر الأميركيين بعجز رئيس ديمقراطي عن ضبط الأحداث في الشرق الأوسط خلال عام الانتخابات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإن كانت إدارة بايدن ترفض السماح للـ "بنتاغون" والاستخبارات بمد يد العون خلال ضربة إسرائيلية ضخمة على إيران، فقد يصب ذلك في مصلحة نتنياهو وترمب، فاتهام بايدن باسترضاء إيران قد يدفع بالناخبين الأميركيين الذين لا يزالون يذكرون إذلال إيران لبلادهم خلال أزمة الرهائن إلى أحضان ترمب.

من اللافت مدى تقبل الأميركيين لتدخلات بنيامين نتنياهو المتكررة في سياسات بلادهم، فخطاباته أمام الكونغرس ومن على منبر الأمم المتحدة ومقابلاته الدائمة في الإعلام الأميركي جعلت منه فعلياً لاعباً سياسياً داخلياً بالنسبة إلى أميركيين كثر، لكن طلاقة لسانه باللهجة الأميركية الإنجليزية وعلاقاته الشخصية الوطيدة مع الولايات المتحدة لا يغيران من واقع أن أولويات نتنياهو إسرائيلية وأن مصيره السياسي مرتبط بمصير بلاده.

لا شك في أن الحزبين الرئيسين متفقان على دعم إسرائيل، فقد أعرب جو بايدن كما كامالا هاريس عن دعم أساس لإسرائيل وتعهدا بالدفاع عنها ضد إيران، لكن ما يميز الفريق الديمقراطي الحالي في البيت الأبيض عن تمرد ترمب هو تردد بايدن وهاريس في إعطاء نتنياهو تفويضاً كاملاً كي يشن أي نوع من الهجوم على إيران، وربما يؤدي الهجوم الشرس على الملالي إلى كسب الأصوات الانتخابية في أميركا، بينما يهز سحق غزة ولبنان ضمير الناخبين المتأرجحين.

لكن بنيامين نتنياهو مدرك لمدى نفور الأوساط الديمقراطية منه بسبب دعمه للجمهوريين المناهضين لبايدن، وخلال ولايته الرئاسية اعترف دونالد ترمب بالقدس عاصمة غير مجزأة لإسرائيل مطيحاً بمكون رئيس في حل الدولتين للقضية الفلسطينية، كما اعترف بمرتفعات الجولان كجزء من إسرائيل، مرسخاً عداء سوريا للولايات المتحدة كما لإسرائيل، والآن يدعم ترمب ميل نتنياهو نحو استهداف مشاريع إيران النووية وصادراتها النفطية، وسيشكل الشهر المقبل في أميركا نقطة تحول تحدد إن كان بنيامين نتنياهو قادراً أم غير قادر على الفوز بحربه على ست جبهات في الميدان الأهم، والأكثر حسماً هي واشنطن.

 مارك آلموند مدير معهد أبحاث الأزمة في أكسفورد

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء