ملخص
تحاول وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ظل نظام "طالبان" أن تصبح وزارة ولها جناح عسكري، ومنحت عديداً من الصلاحيات لانتهاك الحريات المدنية بأمر من زعيم "طالبان" هبة الله أخوند زادة.
أعلنت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة لنظام "طالبان" السبت الماضي أنها اعتقلت ستة أشخاص في مدينة كابول بتهمة "إقامة علاقات غير مشروعة"، لكنها لم تحدد في أي منطقة في عاصمة أفغانستان تم اعتقال هؤلاء الأشخاص.
وأكدت الوزارة في بيانها أن المسؤولين يحاولون ليل نهار منع إقامة العلاقات غير الأخلاقية وغير الشرعية وإلقاء القبض على المتهمين.
وطلبت الوزارة من المواطنين تقديم الأشخاص الذين يشتبه في أن لهم علاقات غير شرعية من أجل تسليمهم إلى الجهات القضائية.
وتستخدم حركة "طالبان" مصطلح "العلاقات غير الشرعية" للإشارة إلى العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج.
وتتزايد كل يوم ضغوط وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة لنظام "طالبان" على المواطنين، بخاصة على سكان العاصمة كابول.
ونقلت "اندبندنت فارسية" قول محمد علي، وهو أحد سكان مدينة كابول، الذي استجوبته وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل أسبوعين، إنه عندما ذهب هو وزوجته إلى أحد متاجر الملابس قرب تقاطع "جسر الأحمر" شك به عناصر الوزارة.
وأضاف محمد علي أنه "ظن الضباط أنني أتيت للتسوق مع امرأة غريبة، ولهذا السبب سألونا عن تاريخ زواجنا ومكان الإقامة وأسماء والدينا، وبعد أن اكتشفوا أننا زوج وزوجة أنهوا الاستجواب، الناس غير مرتاحين لـ(طالبان) وصرامة التعامل من قبلهم تتزايد يوماً بعد يوم".
ومن يدير وزارة الداخلية في نظام "طالبان" هو سراج الدين حقاني الذي يترأس شبكة "حقاني"، وقد تدخلت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تنفيذ مهام وزارة الداخلية وصلاحياتها من خلال اعتقال الأشخاص، واللافت أنه من أجل تجنب التوتر مع زعيم "طالبان" لم يعارض حتى الآن سراج الدين حقاني تصرفات وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وهناك قسم من الموظفين في وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة لـ"طالبان" مسلح ويقوم باعتقال المواطنين وإثارة الرعب بين الناس، وفي العام الماضي، حاول الشيخ خالد حنفي زيادة عدد الموظفين والعناصر في هذه الوزارة وأجرى اختبارات عدة للمتقدمين الجدد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولا يرتدي مسؤولو وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في نظام "طالبان" الزي العسكري، لكنهم يرتدون قمصاناً بيضاء، ومن خلال التدخل في الحياة الخاصة للناس يحاولون إجبار جميع المواطنين الأفغان على الانصياع لأوامر زعيم "طالبان" ووزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقالت مصادر في ولاية بادغيس لصحيفة "اندبندنت فارسية" إن عناصر مسلحين تابعين لوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يأتون إلى المساجد أثناء صلاة الجماعة لمعرفة الأشخاص الذين يحضرون الصلاة، وعلى الغائب أن يجيبهم لماذا لم يحضر الصلاة. وأضاف المصدر أن الناس يخشون الاحتجاج على هؤلاء العناصر لأنهم مسلحون بأسلحة خفيفة ويمكنهم اعتقالهم.
وتحولت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي يترأسها الشيخ خالد حنفي، وهو من الشخصيات المقربة لزعيم "طالبان" الملا هبة الله أخوند زادة، إلى وزارة ذات جناح عسكري، كما أن ولاء الشيخ خالد حنفي لزعيم "طالبان" جعله في معظم خطاباته التي يلقيها في المؤسسات العسكرية أن يطلب من مواطني أفغانستان والعسكريين أن يطيعوا كل الأوامر المنسوبة إلى الزعيم ويقوم بتنفيذها.
ولم يكن الشيخ خالد معروفاً حتى تم تعيينه في منصب وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ ولد في مدينة خوجياني بإقليم ننجرهار وتلقى تعليمه الديني في ديرا إسماعيل خان في بيشاور.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على الشيخ خالد حنفي لانتهاكه حقوق النساء والفتيات الأفغانيات، إلا أن نظام طالبان دان قرار الخزانة الأميركية ووصفه بأنه تكرار للتجارب الفاشلة للإدارات الأميركية.
وفي الفترة الأولى من حكم "طالبان" في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، أيضاً كانت مؤسسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة للحركة ذات سمعة سيئة لعديد من المواطنين الأفغان، إذ قامت عناصر هذه المؤسسة بجلد النساء والفتيات في الشوارع وتعاملوا بعنف مع الرجال الذين لم يحضروا صلاة الجمعة أو كانوا يحلقوا لحاهم.
هذه المؤسسة تحاول اليوم في ظل نظام "طالبان" الحالي أن تصبح وزارة ولها جناح عسكري ومنحت عديداً من الصلاحيات لانتهاك الحريات المدنية بأمر من زعيم الحركة هبة الله أخوند زادة.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"