Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"دوامة الانتقام" بين تل أبيب وطهران... هل تخطئ حساباتها؟

تناقض مصالح الطرفين يعزز فرص استمرار المواجهة وارتفاع وتيرتها رغم تعقد الحسابات وخسارة "مقامرة" إيران وأذرعها القائمة منذ شهور

تتعهد طهران باستمرار دعمها لما تسميه "محور المقاومة" في مقابل إصرار إسرائيلي على "تغيير المعادلات وخلق واقع جديد" بالقضاء على "أذرع إيران" (أ ف ب)

ملخص

لا تبدي كثير من قراءات المراقبين ومعها التحليلات الغربية قدراً كبيراً من التفاؤل في شأن قرب استعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة رغم مرور عام على الحرب المدمرة والمتواصلة التي تشنها الدولة العبرية في قطاع غزة، ودخول جبهة لبنان على الخط، وأمام ذلك يثار السؤال الأبرز حول احتمالات خروج "دوامة الانتقام" المتبادل بين إيران وإسرائيل العدوين اللدودين عن السيطرة، ومدى الاقتراب من الحرب الشاملة متعددة الجبهات في الشرق الأوسط.

بين احتمالات رد وآخر مقابل تترقب المنطقة والعالم معها سيناريوهات المواجهة المفتوحة بين طهران وتل أبيب التي دخلت بوتيرتها وتهديداتها المتبادلة مستويات غير مسبوقة خلال الأيام والأسابيع الأخيرة، بلغت ذروتها بإعادة استهداف إيران إسرائيل بنحو 200 صاروخ باليستي وفرط صوتي في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، وذلك بعد أيام من التصعيد غير المسبوق من الدولة العبرية تجاه جارتها الشمالية لبنان، مما ينذر بتطورات دراماتيكية في المنطقة وخطر الاقتراب من الحرب الشاملة متعددة الجبهات التي قضت واشنطن وأطراف دولية أشهراً في محاولة منعها.

 ومن بين بنك أهداف إيرانية في قبضة إسرائيل تلوح في الاختيار من بينها بدءاً باحتمالات استهداف محطات الطاقة ومنشآت النفط والموانئ الاستراتيجية في البلاد، مروراً بقواعد عسكرية ومقرات رسمية للمرشد الأعلى علي خامنئي أو الحرس الثوري أو حتى الرئاسة وصولاً إلى المواقع النووية، تتعهد طهران جاهزية خطط الرد إذ تقول إنها ستكون "أعنف وأكثر تدميراً"، مما يزيد من احتمال خروج "دوامة الانتقام" المتبادل بين العدوين اللدودين عن السيطرة، ويثير الأسئلة في شأن قدرة أحد الطرفين على حسم المواجهة والانتصار في ضوء التعقيدات العسكرية والأمنية والجيوسياسية بالمنطقة.

أهداف متضادة وحسابات معقدة

في قراءة لأهداف كل من إيران وإسرائيل من استمرار واتساع دائرة الصراع في المنطقة يبدو وفق مراقبين أن مصالح الطرفين تقف على طرفي النقيض مما يعزز فرص استمرار المواجهة وارتفاع وتيرتها لا سيما بعد التصعيد غير المسبوق للدولة العبرية في لبنان ضد "حزب الله" المدعوم إيرانياً، الذي يعد إحدى أبرز أذرعها في المنطقة و"رأس الحربة" لمشروعها (تمدد نفوذها)، إذ تتعهد طهران استمرار دعمها لما تسميه "محور المقاومة" في مقابل إصرار إسرائيلي على "تغيير المعادلات وخلق واقع جديد في الشرق الأوسط" بالقضاء على "أذرع إيران".

وعلى رغم أن الضربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة لإسرائيل التي جاءت رداً على ما قالته طهران على عملية "اغتيال" رئيس حركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران أواخر يوليو (تموز) الماضي، وكذلك اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في الـ27 من سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنها جاءت في أعقاب أيام عصيبة تلقى خلالها الحزب ضربات هزت أركانه على المستويين السياسي والعسكري، بدأت مع تفجيرات أجهزة الاتصال "البيجر" في الـ17 من سبتمبر (أيلول) مما خلف عشرات القتلى ومئات المصابين بين عناصر الحزب، مروراً باغتيال عدد من قيادات الصف الأول بالحزب وأبرز قادته العسكريين، وصولاً لتكثيف الضربات الجوية على مختلف الجغرافيا اللبنانية للمرة الأولى منذ عام 2006، وأخيراً بدايات التحرك البري الإسرائيلي في جارتها الشمالية.

وأمام تلك الخطوات التصعيدية التي قد تدفع المنطقة نحو نزاع أشد تدميراً، تكثر الأسئلة حول "حسابات الأطراف" المنخرطة وخياراتهم في ضوء تعقد المشهد، وما إذا كانت الفرص لا تزال قائمة أمام حلول سياسية ودبلوماسية تفضي إلى نزع فتيل التوترات في الإقليم.

 

يقول الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (مركز بحثي أميركي) بهنام بن طالبلو، "كان الهدف الرئيس لإيران هو الحفاظ على أذرعها بعيداً من إجبارها على دفع كلف عالية قدر الإمكان. وهذا يعني استخدام الوكلاء لتهديد منطقة إقليمية أوسع من خلال توسيع المعارك والصراع لإجبار الولايات المتحدة للضغط على تل أبيب لوقف العملية العسكرية الإسرائيلية والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ما يبقى في النهاية حماس أو ما تبقى منها في مكانها بالقطاع".

ويضيف بن طالبلو وفي حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "⁠رغم الحسابات الإيرانية التي عكستها ردود فعل حزب الله طوال الأشهر الماضية، ورغبته في عدم الانجرار نحو حرب أوسع مع إسرائيل، فإنه وبعد عام من اندلاع الحرب في قطاع غزة، يبدو من الواضح أن إسرائيل تمكنت من توجيه ضربات تكتيكية قاصمة وعنيفة لكل من حماس وحزب الله من خلال استهداف قيادتيهما وقادتهما من المستوى الأول والمتوسط"، إلا أنه عاد وذكر، "لكن من غير الواضح ما إذا كان هذا قد ترجم إلى انتصار استراتيجي لإسرائيل حتى الآن".

الأمر ذاته، توافقت في شأنه صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في تحليل لها حول حدود المواجهة بين طهران وتل أبيب بعد اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله"، قائلة إن "المقامرة بالنسبة لإيران كانت هي الحفاظ على استمرار الضغط من دون إشعال حرب إقليمية شاملة"، مضيفة "وصلت المواجهة في نواح كثيرة، التي استمرت عاماً بين إيران ووكلائها وإسرائيل إلى ذروتها العنيفة عندما قتل حسن نصرالله، مما يعكس أن جهود إيران لإضعاف إسرائيل من خلال وكلائها يبدو أنها أتت بنتائج عكسية، مما أدى إلى ضربة كارثية ضد حليفها الأكثر استراتيجية".

ونقلت الصحيفة عن نائب الرئيس الإيراني السابق محمد علي أبطحي تعليقه على الضربات الإسرائيلية التي هزت أركان "حزب الله"، ومن بينها اغتيال نصرالله قوله، "كانت هذه ضربة قوية بصورة لا تصدق، ومن الناحية الواقعية ليس لدينا مسار واضح للتعافي من هذه الخسارة"، وعلى رغم ذلك أضاف، "لن نذهب إلى الحرب، فهذا أمر غير وارد. لكن إيران لن تتراجع عن مسارها في دعم الجماعات المسلحة في المنطقة، ولا في تهدئة التوترات مع الغرب. كل هذه الأشياء يمكن متابعتها في الوقت نفسه".

وعكست الأيام الماضية ما بدا أنه خطأ في الحسابات الإيرانية وفق ما يؤكد مراقبون، في أن إرهاق إسرائيل من حربها في غزة وخوفها من الأضرار التي يمكن أن تسببها صواريخ "حزب الله" وقوات الكوماندوس الخاصة بالحزب في الدولة العبرية من شأنه أن يمنعها من الرد بقوة مفرطة، ولكن في الأسابيع الأخيرة، سارع القادة الإسرائيليون، في مواجهة الضغوط المحلية لإيجاد طريقة لعودة عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين فروا من شمال البلاد إلى ديارهم، إلى تصعيد هجماتهم ضد "حزب الله"، وفق ما تقول "واشنطن بوست" الأميركية، مشيرة إلى أنه وبعد نحو 40 عاماً من رعاية إيران "حزب الله" باعتباره الذراع الرئيسة لشبكة الأذرع التابعة لها، كدفاع أمامي ضد إسرائيل، ولكن في الأسابيع الأخيرة، بدأت قدرة "حزب الله" في الانهيار تحت موجة تلو الأخرى من الهجمات الإسرائيلية على قياداته وترسانته واتصالاته.

وأعلنت تل أبيب أن تحركها العسكري في لبنان ضروري "للدفاع عن شعبها ضد حزب الله". وقال رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، إنه "يجب التخلص من هذه الأسلحة لتمهيد الطريق لعودة آمنة لسكان شمال إسرائيل إلى منازلهم"، وذلك بعد أشهر من اضطرار نحو 60 ألف إسرائيلي إلى إخلاء منازلهم عندما بدأ "حزب الله" ما أعلنه عملية "إسناد" غزة في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

 

من جانبه يقول المحلل الاستراتيجي والعسكري اللبناني العميد ركن متقاعد ناهي جبران، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، إن "أهداف التصعيد الظاهرة لدى إسرائيل هي مبدئياً حفظ ماء الوجه وإعادة هيبة الردع والدفاع عن نفسها بعد سقوط الصواريخ الإيرانية على أرضها"، فيما يكمن الهدف الثاني، وفق تقييمه في محاولة "توسيع الحرب والزج بمزيد الأطراف الإقليمية وغير الإقليمية بها وعلى رأسها الولايات المتحدة لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن أهداف إيران تتلخص في "الحفاظ على نفوذها وأذرعها في المنطقة، وكذلك الحفاظ على فلسفة مشروعها وصدقيته في ما يسمى محور المقاومة".

ويقول مايكل هوروفيتز المتخصص الاستخباراتي في شركة "لي بيك" الدولية للاستشارات، "إن إضعاف حزب الله يحدث تحولاً جذرياً في المنطقة. فالحزب ليس مجرد وكيل إيراني عادي، بل هو عنصر جوهري في استراتيجية إيران الدفاعية وأداتها الرئيسة لردع إسرائيل"، مضيفاً، "هذا الوضع يضع إيران في مأزق حقيقي. فبينما أنشئ حزب الله أصلاً لحماية إيران، تجد طهران نفسها الآن أمام معضلة الدفاع عن الحزب نفسه"، وفق ما نقلت عنه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

أين تذهب "دوامة الانتقام"؟

لا تبدي كثير من القراءات والتحليلات الغربية قدراً كبيراً من التفاؤل في شأن قرب استعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة بعد عام من الحرب المدمرة والمتواصلة التي تشنها الدولة العبرية في قطاع غزة، والتي أدخلت معها جبهة لبنان، لا سيما أمام اتخاذ الأطراف المنخرطة مزيداً من الخطوات الدراماتيكية التي تزيد معها من احتمالات التصعيد نحو الحرب الشاملة بالمنطقة.

بحسب العميد ناهي جبران فإنه "بالفعل تبدو المواجهة بين إيران وإسرائيل محتومة وخصوصاً بعد التطورات الأخيرة، التي تتزامن مع مرور عام على الحرب في غزة، إذ تتوعد إسرائيل بالرد على الصواريخ الإيرانية، وهذا ما سيؤدي إلى دوامة من الانتقام المتبادل مع تعهد إيران في المقابل الرد على الرد المرتقب"، موضحاً في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "سندخل في مرحلة الفعل ورد فعل وما إلى ذلك، وهذا يقودنا إلى احتمالين: الأول وهو أكثر تفاؤلاً أن تكون ضربة مقابل أخرى وينتهي الموضوع مثل ما حدث سابقاً في أبريل (نيسان) الماضي، الثاني هو توسع الحرب وازدياد عدد الضربات وفاعليتها وتأثيرها في الأرض ورد فعل الرأي العام في كلا البلدين"، معتبراً أن "أي الخيارين أقرب، يرتبط بتعقد الحسابات لدى الطرفين".

وبينما شدد جبران على عدم وصول الصراع بين طهران وتل أبيب إلى "مرحلة الصراعات الصفرية أو الوجودية بعد"، مما يعني بقاء احتمالات الوصول إلى نوع ما من اتفاق أو حل سياسي أو دبلوماسي يبقى وارداً. يقرأ الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية العميد المتقاعد خليل الحلو مدى انعكاس تعقيد المشهد الأمني والجيوسياسي بالمنطقة على خيارات الطرفين قائلاً، "ما من شك أن تل أبيب سترد على الضربة الإيرانية مما يفتح الباب أمام رد مقابل، لكن علينا النظر إلى مصالح القوى الكبرى في المنطقة، لا سيما الولايات المتحدة التي تحتفظ بوجود عسكري واسع ومتنوع لحمايتها، والسؤال إلى أي مدى ستبقى واشنطن قادرة على الحفاظ على مصالحها مع احتمالات خروج الأوضاع عن السيطرة".

 

ومفسراً استمرار التشاور الأميركي الإسرائيلي حول طبيعة الرد على طهران وردع نشاطاتها التي يرون فيها "مزعزعة للاستقرار والفوضى بالمنطقة" منذ الأول من أكتوبر الجاري، يوضح الحلو في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "توجد القوات الأميركية في المنطقة ليس لمحاربة إيران ولكن الحفاظ على مصالحها، وهو ما أثبت في مرات عدة في حوادث كثيرة شهدتها المنطقة إذ لم يكن هناك ردود أميركية ذات معنى بالنسبة لها"، مضيفاً "ليس من مصلحة أي طرف في المنطقة خروج الأوضاع عن السيطرة، وتدرك إسرائيل أن ضرب أهداف معينة في إيران لن تتحمل تباعته منفردة من دون الدعم الأميركي، في المقابل تدرك واشنطن أن أي خطأ في التقديرات قد يدفع بالمنطقة إلى سيناريوهات غير مسبوقة".

ويستعرض الحلو تبعات الأهداف الإيرانية المرجح ضربها إسرائيليا قائلاً "عند النظر إلى احتمالات الرد الإسرائيلي على طهران والرد المقابل المرتقب، فعلينا الحكم عليه من باب طبيعة الأهداف المستهدفة في إيران، فمثلاً بالنسبة للمرافق النفطية الإيرانية وشل قدرة طهران النفطية، يعني فتح الاحتمالات نحو استهداف إيران حركة النفط في المنطقة برمتها مما هددت به سابقاً، مما يعني أن الولايات المتحدة لن تكون على الحياد، وستدخل على خط الحرب، وهو ما لا تريده إيران ولا الولايات المتحدة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتابع، "بالنسبة لخيار ضرب المنشآت النووية الإيرانية، فجانب عدم الرغبة الأميركية باستهدافها، يبقى احتمالاً صعباً نظراً لتحصين تلك المنشآت ووقوع بعضها تحت الأرض، وعليه لن تكون ضربة واحدة كافية لإنجاز هدف إسرائيل منها"، مضيفاً "يتبقى في بنك الأهداف الإيرانية بالنسبة لإسرائيل، التي لا تثير معها احتمالات الانزلاق نحو حرب أوسع وأكثر شمولاً، في ضرب القوات والقواعد الجوية الإيرانية، فضلاً عن مقار المؤسسات العسكرية والمصانع العسكرية التي تؤذي إيران ولكن لا ترتب ردوداً كبيرة". في المقابل، "لا ينبغي القفز على احتمالات الرد الإيراني وما قد تقوم به، لا سيما مع قدرتها الصاروخية الباليستية والفرط صوتية التي قد تؤذي بها إسرائيل".

ويتابع الحلو، "لا بد من التذكير أن قضية امتلاك الصواريخ والأسلحة الفتاكة لا يعني حرباً وجودية أو الإقرار بالنصر، إذ لا تحسم المعارك بعدد الصواريخ ولا القوة النارية، ولنا في الزعيم النازي أدولف هتلر مثال على ذلك، إذ كانت ألمانيا النازية تمتلك كل القدرات العسكرية التي تفوق بكثير قدرات دول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، لكنه خسر الحرب في النهاية"، معرباً عن اعتقاده في ضوء المعطيات القائمة في الشرق الأوسط في الوقت الراهن، يبدو بعيداً المنال لأي من الأطراف سواء إسرائيل أو إيران وحتى حزب الله وحركة "حماس" أو غيرها، أن يمحو أحدهم الآخر.

وحول مأزق الانتقام المتبادل بين طهران وتل أبيب كتب لورانس فريدمان في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، يقول "بعد تحول تركيز إسرائيل أخيراً على حزب الله في لبنان واغتيالها زعيمه حسن نصرالله، وضعت هذه التطورات إيران في مأزق"، موضحاً "يفترض أن حزب الله جزء من التهديد الرادع الذي تشكله إيران، ولكن إسرائيل نجحت في تفكيكه بصورة منهجية خلال الأسابيع الأخيرة. ولقد أدى اغتيال نصرالله إلى تفاقم هذه القضية".

ووفق فريدمان، "فقد سعى الرئيس (الإيراني) المنتخب حديثاً مسعود بزشكيان الذي يدرك الحالة المزرية التي وصل إليها الاقتصاد الإيراني والسخط الشعبي واسع النطاق، إلى مواصلة ضبط النفس. ولكنه خاضع للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الذي تدعمه قوات الحرس الثوري الإسلامي القوية. ولقد كان مزيد من ضبط النفس بالنسبة لهم مهيناً"، معتبراً أنه على هذا الأساس "انطلقت الضربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة التي أعقبها إرسال طهران إشارات إلى أنها لا تريد مزيداً من التصعيد".

ويضيف فريدمان، "في إسرائيل سرعان ما كثر الحديث عن الفرصة التي يخلقها هذا لشن هجوم انتقامي حاسم، قد يكمل عملية تفكيك المحور الإيراني بالكامل من خلال مهاجمة إيران نفسها. وقد أدى هذا إلى تكهنات حول الأهداف المحتملة. إذا اختارت إسرائيل المنشآت العسكرية، فستواجه إيران نفس المعضلة كما كانت من قبل الرد بالصواريخ أو تلقي الضربة"، وتساءل "لكن هل تستطيع إسرائيل أن تشن هجوماً على إيران؟ لقد حث الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل على تجنب المنشآت النووية، لكنه أقر بأنها قد تهاجم منشآت النفط. وإذا فعلت ذلك، فقد تعهد خامنئي أن الضربات الإيرانية القادمة قد تستهدف البنية التحتية للطاقة في إسرائيل، كما قد تولد أزمة نفطية دولية بإغلاق مضيق هرمز"، مما يفتح "دوامة الانتقام المتبادلة".

المزيد من تحلیل