Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكورية هان كانغ أول كاتبة آسيوية تفوز بـ"نوبل"

ابنة الـ54 تصدت لصدمات التاريخ وعبرت عن الهشاشة الإنسانية

الروائية والقاصة الكورية الجنوبية هان كانغ (أ ب)

ملخص

حملت الأكاديمية السويدية هذه السنة مفاجأة بمنحها جائزة نوبل للروائية والقاصة الكورية الجنوبية هان كانغ التي لم يرد اسمها البتة في لوائح الترشيحات الدائمة.

تخطت الأكاديمية السويدية بورصة التوقعات الرائجة في شأن نوبل للآداب هذه السنة وفاجأت الأوساط الأدبية في العالم بمنحها الجائزة للروائية والقاصة الكورية الجنوبية هان كانغ (54 سنة). لم يرد اسم هذه الكاتبة في لائحة الأسماء المعروفة والمرشحة دائماً للجائزة منذ أعوام، على رغم أنها فازت بجائزة "مان بوكر" عام 2006 عن روايتها "النباتية" التي ترجمت إلى لغات عدة، وفوزها أيضاً بجائزة الأدب الآسيوي هذا العام عن روايتها "وداعات مستحيلة" التي فازت أيضاً بترجمتها الفرنسية بجائزة "ميديسيس" 2023، عطفاً على جوائز أخرى. والمفاجئ أيضاً أن هان كانغ هي أول كاتبة آسيوية تفوز بجائزة نوبل، مما يعني أنها حققت إنجازاً في سياق ما يسمى الأدب النسوي في آسيا.

أما الحافز لاختيارها بحسب بيان الأكاديمية السويدية فيتمثل في كون "نثرها الروائي الشاعري يتصدى لصدمات التاريخ ويستوحي هشاشة الحياة الإنسانية"، وكون أعمالها "تتميز بمقاربتها المزدوجة للألم، والتوفيق بين العذاب العقلي والجسدي، مع ارتباطات وثيقة بالتفكير الشرقي". ولعل اللافت عربياً أن هان كانغ معروفة عربياً، وصدرت لها ثلاث روايات عن دار "التنوير" هي: "أفعال بشرية" و"النباتية" و"الكتاب الأبيض"، وكتبت عنها الصحافة الثقافية العربية مقالات عدة.

ولدت هان كانغ في عام 1970 في مدينة كوانغجو، والدها هو الكاتب هان سونغ – ون، تقيم في سيول، وتدرس الكتابة الإبداعية في معهد الفنون. استهلت كانغ حياتها شاعرة وكتبت قصائد عدة ثم انتقلت إلى القصة القصيرة، وفازت أولى قصصها "الحبر الأحمر" بجائزة محلية. وفي عام 1995 أصدرت مجموعتها القصصية "حب يوزو".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ترجمت أعمال هان كانغ الروائية والقصصية إلى لغات عالمية وعرفت نجاحاً في أوساط القراء والنقاد. ومن أعمالها: "الطفل بودا" و"ارحل، ستهب الريح" و"دروس في اللغة اليونانية" و"هذا العائد" وسواها. غالباً ما توجه كانغ أسئلتها الشائكة عن العنف البشري وثقل الضمير وصعوبة أن تكون إنساناً وشقاء أن تكون ناجياً.

في رواية "أفعال بشرية" التي تدور حول الراحلين والمعلقين بين الرحيل والبقاء، يروي أحياء قصصاً عن أموات وأموات عن أحياء. الرواية أشبه بمرثية حزينة وشهادة جريئة عن انتفاضة مدينة غوانغجو عام 1980. لكن هان كانغ لا تقع في فخ السرد التاريخي الممل، بل تحكي قصصاً شديدة الخصوصية في المعنى الكوري، لكنها ذات بعد عالمي في إنسانيتها.

أما روايتها "الكتاب الأبيض" فكتبتها هان كانغ خلال إقامتها في وارسو المدينة التي تحوم فيها ظلال الماضي العنيف. تجد البطلة نفسها مطاردة بحكاية أختها الكبيرة التي ماتت بعد ساعتين فقط من ولادتها. تلجأ الراوية إلى استكشاف الأشياء البيضاء، القماط الذي كان في الوقت نفسه تابوتاً لأختها، حليب الأم الذي لم تستطع أختها أن تشربه، الصفحة الفارغة التي حاولت أن تعيد كتابة القصة فيها وغيرها. وعبر لغة شاعرية ومكثفة، تجوب الراوية الشوارع غير المألوفة لها والمكسوة بالثلج، وتبصر المباني التي دمرت أثناء الحرب. فتتداخل هوية تلك الشوارع وتتشابك وتجد الراوية نفسها تسأل: "هل يمكنني أن أمنح أختي هذه الحياة؟" .

غداة فوز هان كانغ بجائزة نوبل، كتب أشخاص عبر السوشيال ميديا يتساءلون: هل فازت هان كانغ بالجائزة أم كوريا الجنوبية التي تواجه النظام الشيوعي في كوريا الشمالية؟".

وثمة أمر لافت، أثار فضول القراء العرب وهو ورود اسم الشاعر والروائي السوري الكردي سليم بركات في لائحة الترشيحات، وتحسر بعضهم على عدم فوز أدونيس المتكرر، على رغم أنه تجاهل مأساة غزة ولم يكتب عنها سوى نص لم يسمها فيه ونشره في مجلة إسبانية غير معروفة.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة