Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نشاط أميركا في ليبيا لطي سنوات الغياب أم صراع على النفوذ؟

مراقبون قالوا إن غياب التمثيل الدبلوماسي على الأرض فتح المجال أمام تنامي نفوذ روسيا والصين

القائم بأعمال السفارة الأميركية في ليبيا جيريمي برنت صحبة المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالنيابة ستيفاني خوري (مواقع التواصل)

ملخص

لا يوجد تمثيل دبلوماسي أميركي في ليبيا على الأرض، إذ تعمل واشنطن عبر سفارتها وقنصليتها الموجودة بالجمهورية التونسية، منذ عام 2014 إثر حادثة مقتل السفير الأميركي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز، وهي فترة غياب يعدها مراقبون "طويلة جداً"، مما أتاح الفرصة لتوسيع سريع لرقعة النفوذ الروسي والصيني في هذا البلد المنقسم.

سجلت التحركات الأميركية في ليبيا أخيراً نشاطاً دبلوماسياً ملحوظاً، عده مراقبون محاولة للحد من النفوذ الروسي والصيني المتنامي في البلاد، بخاصة بعد فترة طويلة من الغياب إثر مقتل السفير الأميركي لدى طرابلس كريستوفر ستيفنز عام 2014.

كان آخر تلك التحركات ما قام به القائم بأعمال السفارة الأميركية جيريمي برنت في مدينة بنغازي (شرق) حيث عقد لقاءات مع عدد من القادة، وعلى رأسهم رئيس أركان الوحدات الأمنية التابعة للجيش الليبي الفريق خالد حفتر، إضافة إلى شقيقه بلقاسم حفتر مدير صندوق التنمية وإعادة الإعمار. 

وكان وفد أميركي رفيع المستوى برئاسة مساعدة وزير الدفاع للشؤون الأمنية الدولية سيليست والاندر، ونائب قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا "أفريكوم"، الفريق جون برينان، والقائم بالأعمال، قد عقدوا سلسلة لقاءات مع قائد قوات الجيش الليبي المشير خليفة حفتر أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي أغسطس (آب) استقبل حفتر قائد "أفريكوم" الجنرال مايكل لانغلي، لتبادل الخبرات في المجالات العسكرية والأمنية للحد من ظاهرة التطرف والإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية، بحسب تأكيدات السفارة الأميركية على موقعها الرسمي.

من جهته قال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إن بلاده تعول على الدور الأميركي لحل أزمة الانقسام، مؤكداً أن "الولايات المتحدة تقوم بدور مهم في حل الأزمة الليبية". وأوضح في تصريحات صحافية لقناة "الحرة" الأميركية، أول من أمس الأربعاء، على هامش زيارة إلى واشنطن، بدأت الأحد الماضي، أن "وجود حكومتين لا يصب في مصلحة ليبيا".

الحضور الأميركي الأخير رأته جنيفر جافيتو، وكانت مرشحة لمنصب السفيرة الأميركية في ليبيا، غير كاف في ظل استمرار الغياب الدبلوماسي الرسمي لواشنطن على الأرض، مما دفعها إلى سحب ترشيحها بداية الشهر الجاري، وذلك بعد 32 شهراً من طلب وزارة الخارجية النظر في منصبها.

وكانت جافيتو قد حذرت في يونيو (حزيران) الماضي من خطورة تواصل غياب الوجود الدبلوماسي الدائم لبلادها في ليبيا الذي أفسح المجال أمام "منافسيها الاستراتيجيين"، مشددة في بيان سابق لها أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أن "ليبيا تشكل أرضاً خصبة للقوى العالمية التي تسعى إلى توسيع نفوذها، في إشارة منها إلى الصين وروسيا".

غياب دبلوماسي

لا يوجد تمثيل دبلوماسي أميركي في ليبيا على الأرض، إذ تعمل واشنطن عبر سفارتها وقنصليتها الموجودة بالجمهورية التونسية، وذلك منذ عام 2014 إثر حادثة مقتل السفير الأميركي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز، وهي فترة غياب وصفها المتخصص في الشأن الأميركي توفيق طعمة بـ"الطويلة جداً"، قائلاً إن "غيابها أتاح الفرصة لتوسيع سريع لرقعة النفوذ الروسي والصيني في هذا البلد المنقسم"، منوهاً بأن روسيا استغلت حالة الحرب الأهلية التي دخلت فيها ليبيا لسنوات طويلة لتضع لها موطئ قدم عبر ذراعها الأمنية المتمثلة في "فاغنر" سابقاً والفيلق الروسي الأفريقي حالياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف المتحدث ذاته أن واشنطن تبحث سبل العودة إلى ليبيا بهدف إدارة صراع النفوذ على الطاقة، على اعتبار أنه إذا تعزز الوجود الروسي في ليبيا سيشكل خطراً على ضمان تزويد حلفاء أميركا في أوروبا بالنفط، مشيراً إلى أن هناك مداولات في الكونغرس الأميركي على إعادة فتح قنصليتهم حتى يكون لهم عين ساهرة على مصالحهم، مشدداً على أن الخاسر الوحيد هو الشعب الليبي الذي يرزح بين فكي التنافس الروسي والأميركي الذي استغل هذا الانقسام السياسي لنهب ثروات البلاد.

أولويات 

المتخصص في مجال العلوم السياسية بجامعة بنغازي محمود الكاديكي، أوضح أن أولويات الإدارة الأميركية في ليبيا حالياً تتمثل في ضمان استمرار وقف إطلاق النار وعدم اندلاع حروب جديدة في ليبيا لضمان استمرار تدفق النفط. وقال إن الولايات المتحدة الأميركية هي فعلاً غائبة على مستوى الوجود الدبلوماسي على الأرض لكنها حاضرة في كل المشاورات السياسية.

وأشار الكاديكي إلى أن الولايات المتحدة الأميركية حالياً لا تمتلك رؤية واضحة تجاه ليبيا لأنها مهتمة بما يستجد من أحداث سياسية وأمنية في الشرق الأوسط بخاصة في ظل التوترات الأمنية بين إسرائيل وإيران، إذ ستواصل دفاعها عن سياسة البعثة الأممية للدعم في ليبيا التي تدار من خلالها كل أهداف واشنطن، موضحاً أن ما أسهم في ضعف قوة أميركا هو تواصل اعتماد قائم بالأعمال فقط يقابله وجود سفارة وقنصلية لكل من روسيا والصين في ليبيا على الأرض. 

وتابع المتخصص في مجال العلوم السياسية بجامعة بنغازي، أنه "بالرجوع إلى مصالح أميركا في ليبيا وعدم تعيينها سفيراً إلى الآن، يمكن القول إن مصالحها معرضة للخطر في ظل إهمالها الجانب الدبلوماسي الناعم من جهة والصلب من جهة أخرى، لأنها هي من فرشت البساط للتمدد الروسي والصيني في ظل تواصل غياب تعيين سفير أميركي منذ 2014".

ويرى الكاديكي ضرورة تعيين سفير أميركي في أسرع وقت لإقامة تواصل فعال مع جميع الأطراف، وكبح نفوذ روسيا والصين والدفع بعجلة التنمية ومساندة الدولة الليبية في التجربة الديمقراطية بصورة تحدث توازناً فعلياً على الأرض.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات