Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا... قدم عالقة بسوريا وأخرى غارقة في أوكرانيا

تصاعد الحرب في المنطقة يدفع موسكو إلى دراسة الانسحاب من الجولان وعدم فتح جبهة مع إسرائيل وسط استمرار معارك كييف

تستشعر روسيا الخطر المحدق من وصول الحرب إلى سوريا (اندبندنت عربية)

ملخص

يفسر مراقبون النأي الروسي عن صراعات المنطقة بأنه محاولة من موسكو المنغمسة في حرب طاحنة مع كييف الأوكرانية لعدم الانجرار إلى أية معارك أخرى تنشغل بها وتستنزف طاقتها، خصوصاً أن العلاقة مع تل أبيب مرت بكثير من التوترات منذ اندلاع الحرب الروسيةـ الأوكرانية.

تكتفي روسيا الاتحادية التي تتخذ من سوريا مركزاً لوجود قواتها العسكرية كقوة عسكرية مطلة على البحر المتوسط بمراقبة التطورات الحاصلة في المنطقة مع حرب واسعة تطاول غزة ولبنان وتلفح سوريا من جهة جبهة الجولان المحتل.

ومع اندلاع الحرب ووصولها إلى لبنان، ثبتت القوات الروسية نقاط مراقبة من جهة الجولان المحتل من قبل اسرائيل منذ 1967 حيث تمركزت النقاط في ريف القنيطرة في الأول من أبريل (نيسان) 2024.

ويرى متابعون أنه مع ارتفاع عدد النقاط الروسية لما يزيد على 15 نقطة مراقبة، يأتي هذا التحرك الروسي لاستشعار روسيا بالخطر المحدق من وصول الحرب إلى سوريا المنشغلة في حرب مع التنيظمات المتشددة في الشمال، لكن الأمر عاد بصورة عكسية بعد أنباء عن انسحاب روسي من مواقع مراقبة عدة على نحو مفاجئ.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، انسحاب القوات العسكرية الروسية الموجودة في تل الحارة في ريف درعا الشمالي، حيث أخلت القوات الروسية جميع معداتها وأنزلت العلم الروسي من الموقع قبل انسحابها من دون توضيح الأسباب.

ويأتي ذلك بعد تحركات عسكرية للقوات الإسرائيلية أخيراً قرب الشريط الحدودي بين محافظة القنيطرة والجولان السوري المحتل.

ويعتقد الخبير والباحث الأكاديمي في العلوم السياسية الروسي رولاند بيغاموف في حديثه إلى "اندبندنت عربية" بأن هذه التحركات تندرج ضمن إجراءات تكتيكية، ويمكن القول إن القيادة الروسية لا ترى من المناسب حماية هذه النقطة في ضوء التطورات التي تحدث في هذه المنطقة، وربما سحب عناصر النقطة إلى أماكن وجود القوات الروسية.

 

 

وكان الجيش الروسي أنشأ قاعدة جديدة في القنيطرة قرب الحدود الإسرائيلية من جهة الجولان المحتل في خطوة تهدف إلى منع إيران أو الفصائل التابعة لها من إشعال الحرب على الجبهة السورية بعد اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بغية شن هجمات خاطفة، أو إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة.

وقال بيغاموف إن "المهمة الرئيسة للروس في سوريا هي حماية قواعدها العسكرية ومساعدة الجيش السوري في مواجهة تنظيم ’داعش‘، كما أن الجيش الروسي بطبيعة عمله ليست من مهماته حماية المنطقة هناك من أية أخطار من جهة إسرائيل ولذلك لا توجد فائدة من بقائها".

ومن الواضح ثبات موسكو على عتبة الحياد والاكتفاء بالمراقبة على رغم قصف بالصواريخ طاول قاعدة حميميم الروسية في ريف اللاذقية، غرب سوريا في الثالث من أكتوبر الجاري يُعتقد بأنه هجوم إسرائيلي، ويُعدّ الهجوم الأول من نوعه على قاعدة روسية على الأراضي السورية بصورة مباشرة من قبل تل أبيب، مستهدفاً مستودعاً لتخزين الصواريخ يتبع لـ"حزب الله" كان يستخدم في وقت سابق لتخزين المواد الغذائية، وأدى الهجوم إلى تفجير الصواريخ المخزنة وانطلاقها على نحو عشوائي.

في المقابل، لم تعلق موسكو على الهجوم واكتفت بالصمت وسط ذهول المتابعين لتطورات الأحداث على الساحة السورية، في حين حاولت الدفاعات الجوية في القاعدة التصدي للهجوم على قاعدة حميميم الشهيرة التي وافقت سوريا على إقامتها في 2015، وهي قاعدة جوية عسكرية روسية تقع جنوب شرقي اللاذقية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويفسر مراقبون النأي الروسي بأنه محاولة من موسكو المنغمسة في حرب طاحنة مع كييف الأوكرانية لعدم الانجرار إلى أية معارك أخرى تنشغل بها وتستنزف طاقتها، خصوصاً أن العلاقة مع تل أبيب مرت بكثير من التوترات منذ اندلاع الحرب الروسيةـ الأوكرانية، على رغم تجنب تل أبيب تنفيذ هجمات في سوريا تؤدي إلى إلحقاق الضرر بالجيش الروسي المنتشر في الساحة السورية، وتقتصر الضربات على مواقع القوات النظامية أو مواقع للحرس الثوري الإيراني، أو فصائل موالية لإيران.

 وكان بيغاموف كشف في تصريح سابق عن موافقة تل أبيب على تسليم القوات الأوكرانية منظومة صواريخ (أف 5 جي أس أس) في أكتوبر 2021 وهي صواريخ مضادة للسفن البحرية، ويمكن استخدامها لتدمير أهداف برية أيضاً.

وتأرجحت العلاقات بين تل أبيب وموسكو، لا سيما بعد حادثة إسقاط طائرة من طراز "إليوشين" من قبل أربع طائرات إسرائيلية على مسافة 35 كيلومتراً من الساحل السوري مقابل شواطئ اللاذقية وأدت إلى مقتل 15 عسكرياً، وتتّبع تل أبيب وموسكو قاعدة منع الاصطدام بإعلام إسرائيل روسيا عن الهجمات التي تنفذها في سوريا قبل مدة، منعاً لوقوع أخطاء وإصابات في الجانب الروسي.

وتتجه روسيا نحو رفع عدد العاملين في قواتها المسلحة إلى مليونين و390 ألف مقاتل من بينهم 500 ألف عسكري في اليوم الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وفق مرسوم أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيادة 180 ألف فرد، وعدد الأفراد العسكريين بمقدار 160 ألفاً بين جندي وضابط.

ويركز الكاتب في المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات ديمتري نيفيدوف على هدف إسرائيل التالي بعد حرب لبنان أي سوريا، ويعلق على الهجوم الإسرائيلي الذي طاول موقعاً في طرطوس، غرب سوريا في الـ24 من سبتمبر (أيلول) الماضي أنه المكان الذي توجد فيه نقطة الدعم اللوجستي رقم 720 للبحرية الروسية، وهي نقطة مهمة في ما يتعلق بالخدمات اللوجستية والإمدادات للمجموعة الروسية في سوريا والشرق الأوسط.

ويتوقع المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في معرض رده على سؤال حول احتمال تحضير إسرائيل لعمل عسكري في سوريا حليفة موسكو بأن يتسبب تزايد الصراع بين كل من إيران والفصائل الموالية لها من جهة وإسرائيل بعواقب سيئة تنعكس على المنطقة، خصوصاً أن رقعة القتال آخذة في التوسع وأن الجبهة اللبنانية أضيفت إلى ساحة القتال.

وبالنتيجة يمتنع الكرملين عن اتخاذ أي موقف عدائي تجاه تل أبيب حيال ما يحدث في سوريا أو لبنان وفلسطين في وقت تتحضر روسيا لمعركة تحرير إدلب من الفصائل المتشددة، علاوة على مستنقع الحرب الأوكرانية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير