Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لدى ترمب مشكلة مع النساء... هل ميلانيا إحداهن؟

صورت السيدة الأولى السابقة على نحو خاطئ بأنها امرأة عاجزة وغير قادرة على تقرير مصيرها. بيد أن دفاعها الجريء عن حقوق الإجهاض في مذكراتها الجديدة يظهر أنها قادرة على القيام بدور مهم في الانتخابات - ولكن هل سيكون هذا الدور الذي يريده دونالد ترمب؟

غابت ميلانيا ترمب بشكل ملحوظ عن الحملة الانتخابية الأخيرة لزوجها (غيتي)

ملخص

تظل علاقة ميلانيا بزوجها غامضة، حيث لا تظهر معه في حملته الانتخابية، لطالما أثارت التكهنات بشأن موقفها من قضايا مثل حقوق المرأة والإجهاض، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت تعارض زوجها أم تحاول تقديم نسخة أكثر ليونة منه 

لدى دونالد ترمب مشكلة مع النساء. ندرك ذلك جيداً لأنه أصبح لديه الآن سجل جنائي على خلفية التهم المتعلقة بدفع أموال لشراء صمت الممثلة ستورمي دانييلز. ونعرف ذلك أيضاً لأن هيئة المحلفين في نيويورك دانته بالاعتداء الجنسي على الكاتبة إي جين كارول وقضت بتسديده عشرات ملايين الدولارات كتعويض لها.

انظروا إلى استطلاعات الرأي! لعلها الانتخابات الأكثر تفاوتاً من ناحية الجندر (التحيز الجنسي) على الإطلاق، إذ تصب أصوات النساء فيها بصورة حاسمة لمصلحة كامالا هاريس فيما يستهدف ترمب أصوات "رفاقه" الذكور الذين يتبادلون النكات الذكورية في غرف الملابس. ولا يقتصر هذا فقط على الرجال البيض، بل يشمل أيضاً الشباب من الرجال السود واللاتينيين.

بعد إلغاء المحكمة الأميركية العليا قرار قضية "رو ضد وايد" Roe vs Wade  الذي كان نافذاً لـ50 عاماً والذي كان يضمن حق الإجهاض في جميع أنحاء البلاد- بدأت هاريس بحشد أصوات النساء على نحو كبير. ويجب أن نتذكر أن النساء يخرجن للتصويت بأعداد أكبر من الرجال، وفي الولايات المتحدة عدد النساء يفوق عدد الرجال.

ولكن أود التطرق إلى امرأة واحدة تحديداً: زوجته ميلانيا ترمب. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يعاني مشكلة معها هي أيضاً؟.

كتبت ميلانيا أخيراً مذكراتها، وفي الحملة الترويجية التي تسبق إصدار الكتاب في الأسواق، تعلن لنا بصورة مستفزة "بصفتي شخصاً يحب الخصوصية، كنت غالباً موضوعاً للتدقيق العام والتمثيل الخاطئ، وأشعر بمسؤولية لتوضيح الحقائق". مذهل. سيحمل الأمر كثيراً من الإثارة.

حسناً، ليس تماماً. فما من كشف في هذه المذكرات عن قصص خلف الكواليس في البيت الأبيض في عهد ترمب، وقلة من الأشخاص المذكورين تم انتقادهم بصورة حادة. ومع ذلك، وعلى رغم أن المذكرات ليست مليئة بالأسرار المثيرة، إلا أنها لا تزال تمنح القراء رؤى صغيرة عن حياة ميلانيا وصورتها العامة.

كانت ميلانيا غائبة على نحو ملحوظ عن الحملة الانتخابية هذه المرة. فلا تقوم بدور الزوجة المبهورة التي تنظر بإعجاب بينما يعقد زوجها تجمعاً تلو الآخر أثناء تجواله في أنحاء البلاد. في الواقع، لم تظهر في العلن إلا نادراً منذ ترك ترمب منصبه بصورة دراماتيكية معيبة بعد أحداث السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 (عندما اقتحم مثيرو الشغب الذين يدعمون محاولات ترمب لقلب الانتخابات الرئاسية لعام 2020 مبنى الكابيتول الأميركي).

حامت حولها كثير من التكهنات وحول وضع علاقتهما. كما تطرق بعضهم إلى اتفاق ما قبل الزواج وإعادة التفاوض حول اتفاق زواج جديد. وسرت قصص وإشاعات كثيرة بدءاً بغرف النوم المنفصلة مروراً بالتساؤلات حول المدة التي قضتها في البيت الأبيض، مقارنة بوقتها في منطقة بوتوماك، شمال واشنطن، حيث كان لوالديها منزل وكان ابنها بارون يرتاد المدرسة هناك.

ومن ثم برزت إشارات مرئية. فخلال رحلة رئاسية إلى إسرائيل عندما كنت مسافراً معهما، استقبلهما بنيامين نتنياهو وزوجته سارة عند الطائرة الرئاسية "إير فورس وان". أثناء خروجهم من الطائرة، كان نتنياهو وزوجته يمسكان بأيدي بعضهما بعضاً، لذا حاول ترمب الذي لا يريد أن يتفوق عليه أحد، الإمساك بيد ميلانيا التي أبعدت يده منها.

وفي وقت لاحق من تلك الرحلة إلى القدس، قدم نتنياهو الثنائي بحماسة خلال مأدبة عشاء قائلاً: "رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترمب وزوجته الأولى". كاد يصيب الهدف. يمكن أن يكون هناك سيدة أولى أو زوجة ثالثة، ولكن ليس التوليفة التي أشار إليها نتنياهو.

وفي مصادفة غريبة، تناولت برفقة زوجتي وعدد من الأصدقاء العشاء أحد أيام السبت في فندق ترمب في جادة بنسلفانيا، ووجدنا الثنائي ترمب آتياً للجلوس إلى طاولة مقابلة لطاولتنا. كان ذلك بعد انتشار قصة ستورمي دانييلز وأود القول إنه لم يكُن العشاء الأكثر رومانسية الذي رأيناه. لكن ربما من الصعب أن يكون هناك حديث خاص حميمي حين يكون حولك ثمانية من الحراس السريين أثناء تناولك الطعام.

في كتابها الجديد، تساند ميلانيا النساء اللواتي خرجن للتصويت لمصلحة هاريس بسبب التغيير في قوانين الإجهاض وتعتبر أن: "الحق الأساسي للمرأة في الحرية الفردية، في حياتها الخاصة، يمنحها سلطة إنهاء حملها إذا رغبت في ذلك".

لا شك في أن هذا الأمر لن يروق أبداً وإطلاقاً لقاعدة المحافظين. ولكن هنا يكمن اللغز في علاقة ميلانيا وترمب. هل تقوم بذلك لمعارضة زوجها، أم أنها تحاول طمأنة النساء بأنه يمكن أن تكون النسخة الأكثر ليونة من ترمب؟.

حدث الأمر نفسه مراراً وتكراراً أثناء فترة رئاسته. كانت تشتم زوجها أم كانت تبدي قلقها؟. قصدت الحدود الجنوبية في وقت كانت الإدارة تتخذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية وتأمر باحتجاز الأطفال وسوقهم بعيداً من والديهم (وهي السياسة التي أسفرت عن عدم لم شمل آلاف من الأسر) للتعبير عن قلقها وحزنها.

مجدداً، كان من الصعب التأكد مما إذا كانت تعارض زوجها أو تحاول إظهار جانب أكثر اهتماماً وعناية بالآخرين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي مكان آخر في مذكراتها، تكتب عن أحداث السادس من يناير بطريقة يصعب أخذها على محمل الجد وتقول: "لم أكُن على علم بالأحداث التي تحصل في مبنى الكابيتول. في العادة، يقدم رئيس موظفي السيدة الأولى إحاطات تفصيلية حول القضايا المهمة التي تهم أمتنا. فشل رئيس موظفي البيت الأبيض الثاني في القيام بذلك. لو كنت على علم بكل التفاصيل، بطبيعة الحال، لكنت عبرت عن إدانتي الفورية للعنف الذي حدث في مبنى الكابيتول".

حقاً؟ هل أنتِ جادة؟ هل يمكن أن تكوني موجودة في أجواء البيت الأبيض المشحونة في السادس من يناير ولستِ على علم تام بمحاولة تمرد على مقربة من موقعك؟. لا أصدق أنها كانت تتصفح عينات من الأقمشة للقيام ببعض أعمال الديكور.

ولكن هناك أمراً آخر لا أصدقه وهو يتعلق بالصورة النمطية الكارهة للنساء التي تقول إنها امرأة جميلة لكنها عاجزة ومقيدة بسلاسل ضيقة وغير قادرة على تقرير مصيرها بنفسها. هي أشبه بشخصية رابونزل المسجونة في برج بانتظار فارس باسل وشجاع لإنقاذها. في الأيام الأولى لإدارة ترمب، رفع الناس لافتات كُتب عليها: "ارمشي بعينيك إذا كنت بحاجة إلينا لنأتي لإنقاذك".

هذا الأمر بعيد من الحقيقة. باستطاعة ميلانيا ترمب أن تهتم بنفسها وتتولى زمام حياتها. وقد أظهرت ذلك بالفعل. ولكن في هذا الكتاب تبقى لغزاً يكتنفه الغموض بالنسبة إلينا وإلى دونالد ترمب أيضاً. وأعتقد بأنها تفعل ذلك عمداً.

كتاب جون سوبيل الجديد بعنوان "أرض غريبة: كيف توقفت بريطانيا عن التفكير بعمق"  Strangeland: How Britain stopped making sense أصبح متوافراً في الأسواق حالياً.

© The Independent

المزيد من آراء