Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الهجمات الصاروخية الإيرانية درس لأطراف الصراع بالمحيطين الهندي والهادئ

يقول مراقبون إن أية قوة عسكرية تخطط لشن ضربات بعيدة المدى ستحتاج إلى التفكير في شأن القدرات المحتملة للدفاعات المقابلة

عرض نظام الدفاع المضاد للصواريخ الباليستية ضمن معرض "صُنع في أميركا" في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، في 15 يوليو 2019، في واشنطن (أ ب)

ملخص

على رغم الفوارق بين قدرات الصواريخ الباليستية الصينية والأخرى التي تصنعها إيران، فإنه لا يزال بإمكان الولايات المتحدة والدول الغربية والحليفة معها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ أخذ العبرة والاحتراز من تعرض مواقعها لهجمات مماثلة لتلك التي أطلقتها إيران في مناسبتين حتى الآن على إسرائيل.

يقول محللون إن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل هذا الشهر بعد هجوم مماثل واسع النطاق في أبريل (نيسان) الماضي يظهر أهمية وأوجه قصور الدفاعات الصاروخية للولايات المتحدة وحلفائها خلال صراع محتمل بين دول منطقة المحيطين الهندي والهادئ مع الصين.
وعلى رغم أن الاختلافات بين المشهدين تحد من الدروس المستفادة فإن قرابة 400 صاروخ من أنواع مختلفة أطلقتها إيران على إسرائيل هذا العام تتيح للولايات المتحدة والصين بعض التصورات عما يصيب أهدافه وما يخفق فيها.

الدروس المستفادة

وقال كولين كوه من كلية "إس. راجاراتنام للدراسات الدولية" في سنغافورة إن "الدرس الأساس المستفاد بالنسبة لواشنطن من هجوم الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري الذي شنته إيران، وهو أكبر وابل من الصواريخ الباليستية يُطلق ضد دفاعات حديثة حتى الآن، قد يتمثل في أن اعتراض صواريخ بكين سيكون أكثر صعوبة من تلك الإيرانية، وأن القدرة على الرد ستكون ضرورية لردع وقوع هجوم جماعي".
وذكر كوه أنه "إذا تطلعنا من منظور الردع فقط فلم يعد بإمكان أحد تعليق الآمال على الردع بالإنكار فقط، أي أن الأمل يتمثل في تمكن الدفاعات الفعالة من تقليل تأثير الضربات الصاروخية". وأضاف، "قد يتعين أن يصبح الردع عبر تنفيذ عقاب أمراً حتمياً في المستقبل".
ولا يوجد تهديد فوري بنشوب صراع باستخدام الصواريخ في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، كما أن المسافات أكبر مما هي عليه في الشرق الأوسط وتقدر بآلاف الكيلومترات، أما الأسلحة الصينية فهي أكثر تقدماً بما في ذلك الرؤوس الحربية المناورة وقدرات التوجيه الدقيق، كما أن المناطق المستهدفة منتشرة في جميع أنحاء المنطقة مما يجعل تنفيذ هجوم جماعي أكثر صعوبة.

مناورات قرب تايوان

وبدأ الجيش الصيني تنفيذ جولة جديدة من المناورات الحربية قرب تايوان اليوم الإثنين قائلاً إنها بمثابة تحذير ضد "التصرفات الانفصالية لقوى استقلال تايوان"، بينما أشار مصدر أمني تايواني إلى عدم وجود مؤشرات حتى الآن على إطلاق أي صواريخ.
وطورت الولايات المتحدة ونشرت أسلحة جديدة في المنطقة هذا العام لمواجهة الصين من بينها صاروخ جو-جو من طراز "ايه آي أم 174 بي" وبطارية صواريخ تايفون الأرضية في الفيليبين والتي يمكنها إطلاق صواريخ "أس أم-6" و "توماهوك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


صواريخ الصين أطول مدى وأقل دقة

وقال أنكيت باندا من "مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي" في الولايات المتحدة، إن "الحصول على معرفة أفضل حول أداء الأنظمة الهجومية والدفاعية بعد وابل الصواريخ الإيرانية التي جرى اعتراض كثير منها قد يقلل فرص اندلاع صراع"،
وتابع باندا أن "أية قوة عسكرية تخطط لشن ضربات صاروخية بعيدة المدى ستحتاج إلى التفكير في شأن القدرات المحتملة للدفاعات الصاروخية، وبالطبع فإن عدم وضوح أداء نظام دفاع صاروخي معين قد يؤدي إلى تصعيد هائل".
وجرى تصميم الدفاعات الجوية والصاروخية الإسرائيلية متعددة المستويات من أنظمة "آرو" بعيدة المدى إلى درع القبة الحديدية المخصص للتعامل مع التهديدات الأبطأ والأقل تعقيداً بصورة تتناسب مع التهديدات التي تواجهها من الصواريخ الباليستية من قوى مثل إيران، وفي الوقت نفسه الصواريخ غير الموجهة التي تطلق عبر الحدود مباشرة.
وتختلف الصورة كثيراً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها الذين يستخدمون صواريخ باتريوت وأنظمة الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية (ثاد) وأنظمة "إيجيس" البحرية للدفاع الصاروخي.
وتُقدر دقة الصاروخ "دي أف-26" الصيني، وهو الصاروخ الباليستي متوسط ​​المدى التقليدي الأكثر عدداً لدى الصين، بهامش نحو 150 متراً، وفقاً لمشروع الدفاع الصاروخي التابع لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، أما صاروخ "دي إف-21" فهو أقصر مدى لكن بعض البدائل يبلغ هامش دقتها 50 متراً، وكلاهما قادر على ضرب معظم الأهداف الأميركية وحلفائها في المنطقة.
ويمكن للصاروخين الوصول إلى غوام حيث توجد منشآت عسكرية أميركية رئيسة، كما تشير تقديرات الـ "بنتاغون" إلى أن الصين ربما تمتلك مئات الصواريخ.

صواريخ إيران

وعلى النقيض من ذلك فإن صواريخ إيران مثل "فاتح-1" أكثر دقة من الناحية النظرية بهامش في حدود عشرات الأمتار، لكنها أقصر مدى بكثير ولم يكشف عن عددها الأحدث.

لكن الجنرال كينيث ماكينزي من القوات الجوية الأميركية أخبر الكونغرس العام الماضي أن إيران لديها أكثر من 3 آلاف صاروخ باليستي من جميع الفئات، وقال المحلل الكبير في "المعهد الأسترالي للسياسة الإستراتيجية" مالكوم ديفيس إن "قدرات الصين تتفوق على قدرات إيران في نواح أخرى، وستكون أية هجمات صاروخية منسقة على الأرجح مع ضربات مضادة للأقمار الاصطناعية والحرب الإلكترونية، وكلاهما مصمم لتعقيد الدفاع".
وأضاف، "ستواجه الأنظمة الغربية من الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وقتاً أصعب بكثير للتصدي لضربة صاروخية صينية كبيرة تتألف من مئات أو حتى آلاف الصواريخ، مقارنة بما يمكن للإيرانيين القيام به".

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل