ملخص
مع اشتداد الضربات الجوية والمعارك البرية في الجنوب اللبناني، ووسط مطالبات متكررة بتطبيق القرارات الدولية وأبرزها القرار 1701، تكثر تساؤلات عن قدرة وجهوزية الجيش اللبناني للحضور على الأرض في الجنوب والانتشار على طول الخط الحدودي الفاصل.
يشهد الجنوب اللبناني راهناً عمليات إسرائيلية برية في محاولة من الجيش الإسرائيلي دخول بلدات حدودية بهدف إبعاد عناصر "حزب الله" وأسلحته عن المستوطنات الشمالية، كما يقول، فيما سجلت اشتباكات مباشرة بين الطرفين ومن النقطة صفر في الأسبوعين الماضيين، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
ومع اشتداد الضربات الجوية والمعارك البرية في الجنوب، ووسط مطالبات متكررة بتطبيق القرارات الدولية وأبرزها القرار 1701، تكثر تساؤلات عن قدرة وجهوزية الجيش اللبناني للحضور على الأرض في الجنوب والانتشار على طول الخط الحدودي الفاصل.
هل عديد الجيش يكفي للانتشار؟
يقول المتخصص العسكري والعميد المتقاعد في الجيش اللبناني فادي داوود في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" رداً على سؤال هل عديد الجيش يكفي للانتشار جنوباً، قائلاً "لدى الجيش ما يربو ويزيد على 80 ألف عسكري وعند الضرورة يمكن للجيش إنشاء بقع انتشار داخلية تعهد إليها مهمة حفظ الأمن إلى قوى الأمن الداخلي. كما أنه إذا أرادت المؤسسة العسكرية تطويع عسكريين فلا ضير من ذلك".
ويتابع "السؤال الثاني هو هل أن تجهيزات الجيش اللبناني تكفي؟ نعم، هذه التجهيزات اليوم كافية ولنقارن بين الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام الأممية المنتشرة جنوباً، فنرى أن تجهيزات الجيش اللبناني تفوق بأضعاف قوات يونيفيل وحتى جميع أطراف الساحة اللبنانية، باستثناء القوة الصاروخية لدى "حزب الله" وفاعليتها، وهذه القوة هي موضوع نقاش حالياً وتقييم جدي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما في سياق المعرفة العملياتية والقدرة على الانتشار، فيقول داوود وهو الذي قاد معركة "فجر الجرود" عام 2017 بوجه تنظيم "داعش" إنه "في هذه المعركة خاص الجيش المعارك وأبلى البلاء الحسن والأفضل بين جميع دول المنطقة التي كانت تحت وطأة التنظيم الإرهابي. ولنتذكر معارك نهر البارد عام 2007 (بين جماعة فتح الإسلام والجيش شمال لبنان) حين سطر الجيش اللبناني بطولات تكلمت عنها دول العالم المتقدمة"، كما يشدد على داوود على أن الجيش نجح كذلك في التصدي لعصابات التهريب وكارتيلات المخدرات والمطلوبين من وجه العدالة.
إذا كان الجيش اللبناني يتمتع بالقدرة وعديد والعتاد، فما المانع من انتشاره في الجنوب اللبناني؟ يجيب العميد المتقاعد "نحن نرتكب خطأ كبيراً عند النظر إلى الجيش كمؤسسة مستقلة، بل يجب النظر إليه كمؤسسة تخضع لوزارة الدفاع الوطني التي تخضع بدورها لمجلس الوزراء السلطة السياسية، وهنا بيت القصيد". ويضيف أن تكليف الجيش اللبناني بالانتشار جنوباً يجب أن يأتي من السلطة السياسية في مجلس الوزراء، وإن كان المجلس غير موحد كما هي حاله الآن، لا يجوز إقحامه اليوم في اللعبة السياسية، لأن القوة الأبرز للجيش هي شرعيته الداخلية والخارجية، إضافة إلى مشروعيته الشعبية، وهو إن ذهب إلى الجنوب فسيكون ذهابه بهدف تنفيذ وتطبيق قرارات الدولة اللبنانية، وليس للاستقواء على طرف ضد آخر، كما لن يكون ذاهباً للدخول إلى المستوطنات أو إشعال حرب مساندة على رغم موقف لبنان المساند للقضية الفلسطينية.
Listen to "هل باستطاعة الجيش اللبناني أن ينتشر في الجنوب؟" on Spreaker.