Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما هي القيود التي تفرضها إسرائيل لمنع إدخال المساعدات إلى غزة؟

رفض حركة تنقل قوافل المعونات وانهيار القانون والنظام في القطاع والتفتيش التقليدي الممل

لم تدخل إلى شمال غزة أية شاحنة مساعدات إنسانية في أكتوبر الجاري (أ ف ب)

ملخص

ملخص:

-أمهلت الولايات المتحدة إسرائيل 30 يوماً لتحسين الوضع الإنساني في غزة، بما يشمل السماح بدخول 350 شاحنة إلى قطاع غزة يومياً بحد أدنى وإلغاء أوامر الإخلاء للمدنيين الفلسطينيين عندما لا تكون هناك حاجة لها.

-بسبب الحرب لم يتبق في غزة أي منافذ صالحة لتدفق أو مرور المعونات منها، إذ يرتبط القطاع في العالم بثلاثة ممرات وهي، معبر رفح يربط غزة بمصر ومعبرا كرم أبو سالم وإيريز يربطان غزة مع إسرائيل.

منذ بدء حرب القطاع بات سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية باعتبارها مصدراً رئيساً لمواصلة حياتهم، إذ توصف هذه المعونات بأنها منقذة للحياة، لكن إسرائيل فرضت أسوأ قيود على الإطلاق أمام المساعدات الإنسانية التي من المفروض أن تتدفق إلى القطاع، فما هي هذه القيود؟

المساعدات منقذة للحياة

بسبب الحرب توقف الاقتصاد والتجارة في غزة بصورة كاملة، وبات الناس في القطاع يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تقدمها دول العالم بصورة مجانية، وتشمل الطعام والدواء وأدوات التنظيف والوقود وحتى توفير المأوى.

لكن هذه المساعدات المهمة واجهت مشكلة في توصيلها لغزة، إذ من المفروض أن تدخل للقطاع عبر المنافذ البرية، وجميعها تخضع للسيطرة الإسرائيلية، باستثناء معبر رفح الحدودي مع مصر وهو مغلق بصورة كاملة منذ مايو (أيار) الماضي.

وبما أن إسرائيل تتحكم في المعابر فإنها تملك صلاحيات السماح بدخول شاحنات المساعدات أو عرقلة مرورها، ومنذ بدء الحرب يأخذ موضوع المساعدات الإنسانية لغزة حيزاً كبيراً واهتماماً دولياً وكل ذلك بسبب فرض إسرائيل قيوداً أمام المعونات التي تدخل غزة.

على مدار 12 شهراً من الحرب، كانت إسرائيل تفرض قيوداً على تدفق المساعدات لغزة، وتعتقد دول غربية عدة أن تل أبيب تعرقل ذلك عمداً لحدوث أزمة إنسانية حادة ومجاعة.

على رغم العراقيل الطويلة والمستمرة، إلا في أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، فرضت إسرائيل ما سمته الأمم المتحدة بـ"أسوأ قيود على الإطلاق أمام المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة، مما يؤدي يوماً بعد يوم إلى تدهور الوضع الإنساني".

هذه أسوأ قيود

وعند سؤال الأمم المتحدة عن "طبيعة هذه القيود السيئة"، لخصتها مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ليزا دوتن بنقاط عدة:

●  العمليات العسكرية للقوات الإسرائيلية وأنشطة الفصائل الفلسطينية المسلحة

●  عدد محدود من نقاط العبور المفتوحة إلى غزة

●  انعدام الأمن بالنسبة إلى العاملين في المجال الإنساني

●  رفض أو تأخير إسرائيل حركة تنقل قوافل المساعدات

●  منع دخول المعدات اللوجستية والأمنية ومعدات الاتصالات لغزة

●  تجمعات اليائسين والجائعين أمام توزيع المساعدات الإنسانية

●  انهيار القانون والنظام في غزة مما يؤدي إلى سرقة المساعدات وزيادة تهريب سلع محظورة مثل السجائر

●  التفتيش التقليدي والممل للمساعدات

●  فرض قواعد جمركية جديدة على المساعدات الإنسانية

ليست كل هذه القيود مرتبطة بإسرائيل لكن بسبب الحرب فإن تل أبيب تتحمل مسؤولية جميع هذه القيود من وجهة نظر الأمم المتحدة، إذ تصف المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني هذه القيود بأنها غير قانونية وصارمة بلا فائدة سوى زيادة الجوع في غزة.

ممرات محدودة

وفي توضيح المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، قال كاظم أبو خلف "استمرار القتال في غزة يعد أكبر القيود السيئة على تدفق المساعدات الإنسانية، لقد طلبنا مرات كثيرة وقف الحرب لأغراض إنسانية".

بسبب الحرب لم يتبق في غزة أي منافذ صالحة لتدفق أو مرور المعونات منها، إذ يرتبط القطاع في العالم بثلاثة ممرات وهي، معبر رفح يربط غزة بمصر ومعبرا كرم أبو سالم وإيريز يربطان غزة مع إسرائيل.

يقول أبو خلف "أثناء هجوم ’حماس‘ على إسرائيل أصاب معبر إيريز دمار كبير، لكن جرت صيانته وبعد ذلك بات يعمل لكن بطاقة محدودة للغاية، ويغلقه الجيش باستمرار وبصعوبة يتدفق منه الغذاء، أما معبر رفح فإنه مغلق بسبب اجتياح رفح، ويبقى معبر كرم أبو سالم وهناك الكثير من القيود فيه".

وإلى جانب المعابر فإن ممرات المساعدات الإنسانية محدودة جداً، بسبب العمليات العسكرية، لذا تدخل شاحنات المعونات لغزة عبر ممرين فقط، إما عبر شارع 98 وهو طريق سريع حدودي، أو شارع صلاح الدين وهو طريق خطر.

ماذا يجري على المعبر؟

وبالنسبة إلى انعدام الأمن، يوضح أبو خلف أن ذلك مرتبط أيضاً باستهداف العاملين في المجال الإنساني، لكن المتحدث الأممي يشير إلى أن القيود الأكثر تعقيداً هي رفض أو تأخير إسرائيل حركة تنقل قوافل المساعدات.

ويشرح أبو خلف "في معبر كرم أبو سالم، تصطف الشاحنات محملة بأطنان المساعدات، وهناك تخضع لتفتيش بطيء للغاية بطرق تقليدية، وبصعوبة يسمح للشاحنات بالتحرك. في مرة وجد مقص أظافر داخل شاحنة فوط صحية حينها رفض الجنود مرور القافلة.

يكمل "بعد دخول الإمدادات الغذائية لغزة يعترض طريقنا اللصوص ويسرقون المعونات، في غزة النهب أصبح مشكلة كبيرة للغاية، لا يوجد نظام مدني ولا شرطة ولا قانون، ويجب أن تكون هناك قرارات ذات مغزى تُتخذ الآن حيال ما سنفعله من أجل النظام المدني في غزة ومن سيتولى تطبيق تلك القرارات".

في أية حال فإنه خلال أكتوبر الجاري، لم تدخل إلى شمال غزة أية شاحنة مساعدات إنسانية، وفي جنوب القطاع دخل على مدار 15 يوماً من الشهر ما يقارب 103 شاحنات فقط، وهذا عدد قليل جداً لا يكفي لأي شيء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إسرائيل: نحن نسهل الإجراءات

تبرر إسرائيل تلك القيود، ويقول المتحدث باسم الهيئة العسكرية المسؤولة عن تشغيل المعابر شمعون فريدمان "نحن لا نفرض قيوداً على كمية المساعدات التي يمكنها أن تدخل غزة، العرقلة أو التأخير يعودان إلى حقيقة أن المنظمات الدولية لم تتخذ خطوات كافية لتحسين طاقة التوزيع لديها".

ويضيف "رفض التنسيق أو رفض تدفق المساعدات يعود إلى أسباب كثيرة، إذ تعمل فرق التفتيش بقائمة قديمة من عام 2008، وقد يكون ذلك السبب، لكن في إسرائيل نسهم في تحسين الوضع الإنساني بصورة كاملة في جميع أنحاء غزة".

أميركا: يجب تحسين الوضع

على رغم تأكيد إسرائيل عدم عرقلة المساعدات الإنسانية، لكن أميركا لم تقتنع، إذ وجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طالبه فيها باتخاذ خطوات عاجلة لتحسين الوضع الإنساني في غزة تفادياً لإجراءات قانونية ذات صلة بالمساعدات العسكرية الأميركية.

وبحسب الرسالة فإن الولايات المتحدة تمنح إسرائيل 30 يوماً لتحسين الوضع الإنساني في غزة، بما يشمل السماح بدخول 350 شاحنة إلى قطاع غزة يومياً بحد أدنى، وفرض فترات توقف القتال للسماح بتسليم المساعدات وإلغاء أوامر الإخلاء للمدنيين الفلسطينيين عندما لا تكون هناك حاجة لها.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير