Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دبلوماسية ماكرون في الشرق الأوسط... لهجة حازمة لا تسفر عن نتائج

يواصل الرئيس الفرنسي إعلان مواقف وطرح مبادرات على غرار المؤتمر الهادف إلى دعم لبنان

أثارت مواقف نُقلت عن ماكرون وأخرى علنية له هذا الشهر جدلاً حاداً مع نتنياهو (رويترز)

ملخص

تخشى باريس أسابيع "صعبة" تفصل عن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة قد تُشل خلالها الدبلوماسية الأميركية، الوحيدة القادرة على الضغط على إسرائيل، لكنها لا تستبعد أن يتمكن بايدن بعد الانتخابات من تحقيق انفراجات في الشرق الأوسط خلال الفترة الانتقالية السابقة لتنصيب مَن سيخلفه في يناير المقبل.

يظهر حزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المتزايد تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رغبة باريس في الدفع لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، لكنه يخفي أيضاً حالاً من العجز.

وشارك الرئيس الفرنسي الجمعة في قمة في برلين مع نظيره الأميركي جو بايدن ضمت أيضاً المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.

وأثارت مواقف نُقلت عن ماكرون وأخرى علنية له هذا الشهر جدلاً حاداً مع نتنياهو، وقلقاً في صفوف الجالية اليهودية وجزء من الطبقة السياسية في فرنسا. ودعا ماكرون قبيل ذكرى السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إلى "وقف تصدير الأسلحة" المستخدمة في الهجوم الإسرائيلي على غزة ولبنان.

وندد نتنياهو بدعوة ماكرون معتبراً أنها "عار"، مما دفع الرئيس الفرنسي إلى التأكيد أن "وقف تصدير الأسلحة" لا يعني تجريد إسرائيل من السلاح لكنه "الرافعة الوحيدة" لوضع حد للنزاعات.

وهذا الأسبوع، نقل مشاركون في جلسة للحكومة الفرنسية عن ماكرون قوله لوزرائه إنه ينبغي لنتنياهو "ألا يتجاهل قرارات الأمم المتحدة" و"ألا ينسى أن بلاده أنشِئت بقرار من الأمم المتحدة"، في إشارة إلى تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) 1947 على خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية.

وأثارت هذه التصريحات حول قيام دولة إسرائيل جدلاً كبيراً وغضباً في أوساط المؤسسات اليهودية في فرنسا ولدى بعض الطبقة السياسية. وسارع نتنياهو إلى الرد قائلاً إن دولة إسرائيل نشأت نتيجة "الانتصار" في حرب عام 1948 لا نتيجة قرار أممي.

وقال نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه "تذكير لرئيس فرنسا: لم تنشأ دولة إسرائيل بقرار من الأمم المتحدة، بل بموجب الانتصار في حرب الاستقلال الذي تحقق بدماء المقاتلين الأبطال، وبينهم كثير من الناجين من المحرقة، خصوصاً من نظام فيشي في فرنسا".

وبعد صمت استمر 48 ساعة ندد ماكرون مساء الخميس بـ"قلة مهنية... وزراء" اتهمهم بأنهم نقلوا عنه "تصريحات محرفة"، و"صحافيين" كرروا هذه التصريحات، و"مُعلقين" لم يتحققوا من صحتها.

يأتي هذا الجدل في وقت لا تخفي بعض الجهات الفاعلة في الدبلوماسية الفرنسية تشاؤمها بقدرة المجتمع الدولي على وقف التصعيد في المنطقة. وقال مسؤول فرنسي "إن أدوات الإكراه المتاحة لنا محدودة طبعاً، ويجب أن نكون واقعيين".

"نحن عاجزون"

وقال السفير السابق جيرار آرو "نحن عاجزون من ناحيتين: أولاً لأن إسرائيل تفعل ما تريد وليس لدينا أي تأثير، ولكن هذه هي حال جميع الأوروبيين". أضاف "ثم، بسبب التوترات المجتمعية لدينا" في مواجهة هذا "النزاع الذي يثير كثيراً من العواطف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورأى أن ماكرون "فقد ثقة مؤيدي إسرائيل" وعليه "أن يلتزم الصمت"، أو أن يرفع صوته بالتنسيق "مع أوروبيين آخرين" حتى يكون لمبادراته تأثير أكبر.

وتخشى باريس أسابيع "صعبة" تفصل عن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة قد تُشل خلالها الدبلوماسية الأميركية، الوحيدة القادرة على الضغط على إسرائيل، لكنها لا تستبعد أن يتمكن الرئيس الأميركي جو بايدن بعد الانتخابات من تحقيق انفراجات في الشرق الأوسط خلال الفترة الانتقالية السابقة لتنصيب مَن سيخلفه في يناير (كانون الثاني) المقبل.

مقتل السنوار

وأعرب إيمانويل ماكرون وقادة غربيون آخرون عن الأمل أن يمثل مقتل زعيم حركة "حماس" يحيى السنوار بعد عام من الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة الفلسطينية على إسرائيل، فرصة يجب اغتنامها من أجل "وقف الحرب".

لكن أحد الدبلوماسيين رأى أن مقتل السنوار أدى إلى خسارة مفاوض على وقف النار وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، وقد يؤدي إلى تعزيز موقف القادة الإسرائيليين الأكثر تشدداً، في خططهم الرامية إلى إعادة تحديد التوازن في الشرق الأوسط بالقوة.

وحذر دبلوماسيون في فرنسا من أن نموذج الحرب التي قادتها واشنطن في العراق بعد هجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول) 2001 يظهر أن الأمور قد تنتهي بصورة سيئة. ولكن هل لدى الدبلوماسية الفرنسية قدر كاف من النفوذ لمنع ذلك؟

أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الجمعة في حديث لقناة "فرانس إنتر" عن "اعتقاده" بأن فرنسا تملك قدراً كافياً من النفوذ.

واعتبر أن حرص نتنياهو على الرد مرتين خلال 10 أيام على الرئيس الفرنسي يؤكد أن "صوت فرنسا مسموع".

وشدد ماكرون على أن "فرنسا تؤدي دوراً نشطاً في الشرق الأوسط".

مؤتمر دعم لبنان

ويواصل الرئيس الفرنسي إعلان مواقف وطرح مبادرات في هذا السياق على غرار المؤتمر الهادف إلى دعم لبنان والمقرر عقده الخميس في باريس.

وأكدت فرنسا أنها إحدى القوى القليلة التي تتحدث مع كل الأطراف وبينهم بنيامين نتنياهو على رغم "الاختلافات" بحسب الإليزيه، وقادة لبنان الذي يربطها به تقارب تاريخي، ولكن أيضاً مع إيران وحتى مع الجناح السياسي لـ"حزب الله".

وقال الموفد الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان في حديث لصحيفة "لا تريبون" الأحد "علينا أن نتحدث معه (حزب الله) وأنا أتحدث معه بنفسي، لأنه ممثل في البرلمان اللبناني".

ومع ذلك، فإن عدم تحقيق تحرك ماكرون ومهمة لودريان الأخيرة في لبنان نتائج ملموسة يظهر أن لهذه الجهود حدوداً.

المزيد من الأخبار