Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 "نيويورك تايمز" تظلم العرب روائيا وتنصف كتابة المرأة

قائمتها لأفضل 100 عمل أدبي عالمي للربع الأول من هذا القرن غيبت الأدب العربي تغييباً فاضحاً

من الكتب التي تم اختيارها ضمن المئة (سوشيل ميديا)

ملخص

مع اقتراب نهاية الربع الأول من القرن الـ21 قامت صحيفة "نيويورك تايمز" عبر مواقعها الألكترونية،  بخطوة جريئة وشائكة في عالم الأدب، وهي تحديد أفضل 100 كتاب لهذا الربع الأول من القرن. وبحسب تصويت ما يناهز 500 ناقد ومتخصص في عالم الأدب، تمكنت هذه الصحيفة من تحديد قائمة بأفضل 100 كتاب منشور منذ الأول من يناير (كانون الثاني) 2000 من دون أن يمر هذا التصنيف بلا اعتراضات وانتقادات وأصوات رافضة. دار سجال عالمي حول هذه اللائحة ولا يزال قائماً، وقد عارض نقاد عالميون هذا الاختيار.

لم ترغب صحيفة "نيويورك تايمز" في أن تدع الربع الأول من القرن الحالي يمر من دون تصنيف يشمل أفضل القراءات الأدبية التي نشرت في السنوات الـ24 التي مضت. فأرسلت دعوة إلى 503 من المتخصصين في الحقل الأدبي العالمي من نقاد وكتاب وصحافيين وغيرهم، للتصويت لأفضل 10 كتب منشورة منذ بداية عام 2000 وفق رأيهم وقراءاتهم. أسماء مثل المؤلف الأميركي ستيفن كينغ، والصحافية الكورية الأميركية مين جين لي، والمؤلف النرويجي كارل أوفه كناوسغارد، وغيرهم، شاركوا في عملية التصويت ليخرجوا بقائمة من أجمل الكتب المكتوبة بالإنكليزية أو المترجمة إلى الإنكليزية من حول العالم.

ولم يخف على أحد من الصحافيين الثقافيين والنقاد حول العالم أن النصوص الأميركية هي المسيطرة على المشهد، مع غياب شبه كامل للأعمال الفرنسية واليابانية والجنوب أميركية. عدا عن أن المواضيع المسيطرة هي الأخرى على علاقة بالبيئة الداخلية للولايات المتحدة من قضايا العنصرية والنسوية والعلاقة بالآخر وبالمثلية، وغيرها من القضايا التي يعانيها المجتمع الأميركي، عدا عن موضوع الحرب العالمية الثانية الظاهرة في مؤلفات عدة، وهي ثيمة باتت مكررة كثيراً بحسب المتخصصين.

وعلى رغم أن العمل الذي احتل المرتبة الأولى يعود للكاتبة الإيطالية الذائعة الصيت إيلينا فيرانتي، ارتفعت الأصوات المعترضة التي اتهمت التصويت بميله إلى الأدب الأميركي. ويبدو أن هذه الأصوات ليست مخطئة تماماً، فمن الذين احتلوا المراتب الـ10 الأولى خمسة فقط ليسوا من الولايات المتحدة الأميركية أي النصف، وهم الكاتبة الإيطالية إيلينا فيرانتي، والكاتبة البريطانية هيلاري مانتيل، والروائي التشيلي روبيرتو بولانيو، والروائي الألماني دبليو. ج. سيبالد، والروائي الياباني البريطاني كازوو إيشيغورو، بينما الخمسة الآخرون هم من الولايات المتحدة الأميركية. وإن تابع القراء اللائحة وجدوا هيمنة كاملة وواضحة للأدب الأميركي على أسماء المؤلفات، فهل من الممكن فعلاً أن ينال الأدب الأميركي حصة الأسد في تصنيف من هذا النوع بينما آداب عريقة تبدو شبه غائبة عن القائمة كالآداب الأوروبية وتلك الآتية من أقصى شرق آسيا وأميركا الجنوبية؟

غياب الأدب العربي المترجم

واللافت أكثر في هذه القائمة هو الغياب التام للأدب العربي مع ظهور يتيم للكاتب هشام جاب الله مطر عن كتابه "العودة"، وأدرج هذا النص المنتمي إلى فن السيرة ضمن قائمة "نيويورك تايمز" في المرتبة الـ89، وهو نص يتناول البحث عن الوالد الضائع في القاهرة والمختطف منذ عام 1990. وهشام مطر كاتب بريطاني - ليبي ولد في الولايات المتحدة الأميركية عام 1970 وفازت مذكراته "العودة" نفسها بجائزة بوليتزر عن فئة السيرة الذاتية في عام 2017، وفي العام نفسه نالت جائزة «جين ستين» التي تقدمها منظمة (بي إي إن).

ومن الجدير ذكره أن لمطر الذي يعيش في لندن مقالات تظهر في صحف متعددة، منها «الشرق الأوسط» و«اندبندنت» و«الغارديان» و«التايمز» و«نيويورك تايمز». إنما يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو الآتي: أين الأعمال العربية من هذه القائمة؟ أهي المشكلة في التصويت؟ في ضعف النصوص العربية؟ في الشح في الترجمة إلى الإنكليزية؟ في تقاعس دور النشر الأميركية والبريطانية عن تبني الأعمال العربية؟ هل هو نقص في الترويج الدعائي للنصوص؟ أين نصوص الأدب العربي المعاصر المترجمة؟ ولماذا هذا الغياب الصاعق؟

حصة النساء 

يلاحظ من يقرأ قائمة "نيويورك تايمز" أنه على رغم السيطرة الواضحة للكتاب الأميركيين على حساب الجنسيات الأخرى التي ظلمت، لم تظلم المرأة، فـ54 مؤلفاً من المؤلفات الـ100 التي بلغت القائمة تعود لنساء، مع إمكان تكرار اسم المؤلفة نفسها مراراً في أحيان كثيرة وعن كتب متعددة. فإيلينا فيرانتي مثلاً ظهرت في المرتبة الأولى عن روايتها "صديقتي المذهلة" وهي الجزء الأول من رباعية نابولي، ثم ظهرت في المرتبة الـ80 عن رواية "حكاية الطفلة الضائعة"، ثم ظهرت في المرتبة الـ92 عن رواية "أيام الهجران".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يبدو كذلك مثلاً أن القاصة الكندية أليس مونرو الفائزة بجائزة نوبل لعام 2013 نالت حصتها من الفوز، فبلغت المرتبة الـ23 عن مجموعتها القصصية "كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج" والمرتبة الـ53 عن مجموعتها القصصية "الهروب".

أما من الكاتبات اللاتي نلن جائزة "نوبل" وبلغن القائمة فنذكر الكاتبة الجنوب كورية هان كانغ التي بلغت روايتها "النباتية" المرتبة الـ49، مع العلم أن هان كانغ هي الفائزة بجائزة نوبل لهذا العام. أما الفرنسية آني إرنو التي نالت نوبل للأدب عام 2022 فظهرت في المرتبة الـ37 عن روايتها "السنوات"، لتظهر طوني موريسون الفائزة بجائزة نوبل لعام 1993 في المرتبة الـ47 عن رواية "رحمة".

أما من الكتاب الذين تكرر اسمهم على اللائحة فنذكر الأميركي فيليب روث الذي ظهر في المرتبة الـ65 عن روايته "التآمر على أمريكا"، وفي المرتبة الـ91 عن رواية "الحيوان المحتضر". أما الأميركي جورج سوندرز فظهر ثلاث مرات في القائمة ليظفر بالعدد الأكبر من الأعمال المختارة، فظهر في المرتبة الـ18 عن رواية "لينكولن في باردو"، وفي المرتبة الـ54 عن رواية "العاشر من كانون الأول"، وفي المرتبة الـ85 عن رواية "باستوراليا".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة