Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كلوب القاسم المشترك بين ليفربول وريد بول

حصل المدرب الألماني على منصب رئيس كرة القدم في عملاق مشروبات الطاقة وشبكة أنديته وهو القرار الذي يحوي عوامل سياسية وشخصية ومالية وكروية

يورغن كلوب رئيس كرة القدم العالمية في مجموعة ريد بول (أ ف ب)

ملخص

لم يتسلم المدير الفني الألماني السابق يورغن كلوب مهام منصبه الجديد كرئيس لكرة القدم العالمية في مجموعة أندية ريد بول، لكنه أصبح هدفاً للانتقادات الشديدة لتخليه عن رمزيته كبطل الشعب

على مدار ربع قرن وتدريب ثلاثة أندية اكتسب يورغن كلوب سمعة باعتباره بطل الشعب، والمتحدث الكاريزماتي القادر على جعل الجميع يقتنع بما يفعله، لقد تم صقل أسطورته واستمر إرثه.

بعد تسعة أعوام من رحيله عن بوروسيا دورتموند تم الترحيب به مرة أخرى في ملعب "سيغنال إيدونا بارك" خلال سبتمبر (أيلول) الماضي لتدريب فريقين بقيادة جاكوب بلاشتشيكوفسكي ولوكاس بيشتشيك، إذ قام برفع قبضته أمام مدرجات الحائط الأصفر مرة أخرى.

ويوم السبت الماضي حول فريق ماينز انتباهه إلى المدير الفني الذي دفعهم من الدرجة الثانية الألمانية إلى المسابقات الأوروبية، إذ حملت إحدى لافتات الجماهير "هل نسيت كل ما قدمناه لك؟" وكتب آخر على لافتة أخرى "هل أنت مجنون؟".

وهكذا حتى اليوم الأربعاء اكتسبت مباراة آر بي لايبزيغ ضد ليفربول بعداً آخر، إذ أصبحت هذه المواجهة وكأنها بين مستقبل كلوب ضد ماضيه، إذ قال عندما ترك ليفربول إنه لن يدرب نادياً إنجليزياً آخر، لكن كانت قنبلته الثانية خلال عام 2024 بدلاً من ذلك هي إعلانه أنه سيصبح رئيس كرة القدم العالمي في مجموعة "ريد بول" بداية من يناير (كانون الثاني) المقبل، وفي الوقت الحالي هو لا يزال في إجازة ولكن لديه مصلحة خاصة هذا الأسبوع إذ يبدو جدول دوري أبطال أوروبا الجديد -بعد جولتين- جيداً لأنديته السابقة حيث كان دورتموند في الصدارة وليفربول في المركز الخامس، بينما يبدو الأمر أقل جودة لناديين سيشغلان وقته الآن باحتلال لايبزيغ المركز الـ29 وريد بول سالزبورغ -الذي يقوده مساعده السابق بيب ليندرز- المركز الـ34 من أصل 36 فريقاً.

والآن كما تشير الاحتجاجات في ماينز ينضم كلوب إلى لايبزيغ، ذلك فإن الشعور بالخيانة بين عامة الناس في كرة القدم الألمانية يعكس وضع لايبزيغ المنبوذ. فباعتباره النادي المزيف الذي يتحايل على قاعدة الملكية 50+1 في ألمانيا ويستفيد من الدعم من الشركات والطريقة التي تم بها بناء ملعب "سينترال ستاديون" الضخم داخله لأنه كان من المهم سياسياً لألمانيا الشرقية القديمة أن تستضيف كأس العالم 2006، فإن لايبزيغ هو النقيض لدورتموند. إن تعيين الشخصية الأكثر شعبية في كرة القدم الألمانية والذي تعهد "بالتعلم من جديد"، يمكن اعتباره محاولة من جانب كلوب لغسل عاره، وسيكون من المفيد أن نرى ما إذا كان ذلك سيضر بجاذبيته التجارية لدى مجموعة الرعاة.

ولكن هناك أبعاداً سياسية وشخصية ومالية إضافة إلى كرة قدم، فقد يكون كلوب للمرة الأولى بعيداً من الرأي العام الأوسع. ومع ذلك كان هناك تساؤل حول ما قد يفعله بعد ذلك، وإذا كان هناك بالفعل "شخص آخر".

كان كلوب صرح بأنه لن يتولى تدريب الفريق هذا الموسم وهو التصريح الذي تجاهله البعض عند الترويج له لتولي تدريب منتخب إنجلترا أو عندما اقترب منه المنتخب الأميركي، وقد حضر بطولة "أوروبا 2024" والألعاب البارالمبية، وحضر حفل تايلور سويفت ويظهر على "إنستغرام"، ربما أكثر مما كان ينبغي له بعد أن تخلى عن إمبراطوريته ووجد الآن دوراً.

وهو ما كان يبحث عنه إذ قال خلال أيامه الأخيرة في "أنفيلد"، "إنها حياتي لذا قد أفتقدها، لكنني في حاجة إلى إلقاء نظرة على الجانب الآخر". وأنتجت لمحة عن الحياة خارج كرة القدم استنتاجاً واضحاً، وقال كلوب "لم أعد أرى نفسي على الهامش ولكني ما زلت أحب كرة القدم والعمل، ويمنحني ريد بول المنصة المثالية لذلك". وكان هذا الشعور بأنه انتهى من العمل كمدرب، في الأقل في ما يتعلق بكرة القدم على مستوى الأندية.

لقد كانت كثافة كرة القدم التي يعيش فيها مطابقة لكثافة إدارته ويبدو أنها تركته منهكاً، وهو ينظر إلى صور وصوله إلى "أنفيلد" ويلاحظ مدى شبابه، وإذا كان هناك وظيفة واحدة يمكن أن تغريه بالعودة فمن السهل أن نتصور أن يحل كلوب محل جوليان ناغلسمان كمدرب لألمانيا في كأس العالم 2026. وربما يكون هذا هو السيناريو المثالي بالنسبة إليه، على رغم أن ناغلسمان نفسه كان يشك في أن كلوب لديه "شرط جزائي" لفسخ تعاقده مع ريد بول ليصبح مدرباً للمنتخب الألماني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال الوقت الحالي ينتقل كلوب إلى الطابق العلوي، ففي عام 2019 وبجوار رجل يعتقد أن الرئيس التنفيذي هو شيء يجب أن يكون قال رئيس ليفربول توم فيرنر إن كلوب يمكن أن يكون "رئيساً تنفيذياً من الطراز العالمي لأية شركة في العالم".

لكن بدلاً من ذلك فإن دوره كرئيس كرة قدم عالمي هو منصب أقرب لرئيس مجلس الإدارة، وقد يكون الواقع غير المريح لمنتقدي كلوب الجدد هو أن مجموعة أندية ريد بول (لايبزيغ وسالزبورغ على وجه الخصوص) تأتي من نفس المدرسة الفكرية لكرة القدم مثل دورتموند وليفربول.

وكان من بين مدربي فرق ريد بول ناغلسمان ورالف هاسنهوتل ورالف رانغنيك وهم جميعاً من المدربين الذين لا يلتزمون بتكتيكات الضغط العكسي الألمانية وكان الأخير مؤثراً بصورة كبيرة على كلوب، واشتهرت أنديتهم بإنجاز صفقات انتقال ممتازة وتحقيق إنجازات تفوق موازناتهم وإيجاد لاعبين شباب وتحسين مستواهم. لقد كانوا من المدربين الذين يجنون الأموال ويحبون كرة القدم الغزيرة.

وفي ليفربول، أغار كلوب على مجموعة "ريد بول" إذ تعاقد مع دومينيك سوبوسلاي وإبراهيما كوناتي ونابي كيتا من لايبزيغ كما أن لاعبي خط الوسط كانا لاعبين سابقين في سالزبورغ إلى جانب تاكومي مينامينو، وكذلك ساديو ماني أحد أعظم صفقات كلوب.

كانت التجارة في الاتجاهين، إذ استعار لايبزيغ فابيو كارفاليو في الموسم الماضي وتعاقد سالزبورغ مع بوبي كلارك وستيفان باجشيتيتش ورفيق كلوب بيب ليندرز هذا العام.

وإذا كان هذا قد يضعه في موقف حرج إذا استمر النادي النمسوي الثري في تحقيق أداء أقل من المتوقع، فإن الحمض النووي الذي يؤهل لاعبي كرة القدم للعب في ليفربول يجهزهم أيضاً لعائلة ريد بول. فقد يرمز "أنفيلد" إلى الأصالة، ويبدو أن ريد بول شركة بارعة لكن كلوب على رغم لمسته المشتركة أثبت عادة أنه رجل شركة جيد لأصحاب العمل المليارديرات في ليفربول.

إن كلوب قادر على التحرك في أروقة السلطة حتى وإن كان على علاقة بمن لا يفعلون ذلك، فقد قال خلال مايو (أيار) الماضي "أنا لست اشتراكياً، ولكنني أتيت من هناك وأفهم الحياة على هذا النحو".

فمن ناحية كان خليفة لبيل شانكلي ومن ناحية أخرى سيكون قريباً رمزاً لناد لا يعتمد على الشعب، على عكس ليفربول ودورتموند.

ومع ذلك، بالنسبة إلى مدير فني قضى معظم العقد ونصف العقد الماضيين في البحث عن طريقة للتعامل مع منافسين أكثر ثراء سواء بايرن ميونيخ أو مانشستر سيتي، من خلال التعاقدات الذكية وخطة اللعب عالية الطاقة، فإن مهمته في لايبزيغ عندما يقدم المشورة للمدير الفني ماركو روزه قد تبدو مألوفة بصورة كبيرة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة