Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل بدأت تركيا تنفتح على معسكر الشرق الليبي ولماذا؟

متخصصون يقولون إن "أردوغان لن يتخلى عن مركز الثقل السياسي في الغرب"

صورة تجمع رئيس أركان القوات البرية الفريق صدام حفتر ووزير داخلية حكومة الدبيبة اللواء عماد طرابلسي في معرض "ساها إكسبو" بإسطنبول (وسائل التواصل)

ملخص

-"تركيا انفتحت على الشرق الليبي منذ عامين وهي بصدد نسج علاقات أمنية وسياسية هناك"

-"وجود تركيا في الغرب والشرق يجعل منها لاعباً مهماً في ليبيا"

جنباً إلى جنب وللمرة الأولى ظهر رئيس أركان القوات البرية الفريق ركن صدام حفتر (شرق) ووزير داخلية حكومة "الوحدة الوطنية" عماد الطرابلسي (غرب)، في معرض "ساها إكسبو 2024" الدولي للدفاع والفضاء في مدينة إسطنبول، وذلك إثر دعوة من وزير الدفاع بالحكومة التركية يشار غولر. لقاء جمع الرجلان للمرة الأولى، إذ أظهرت الصور المتداولة انسجاماً في الحوار بينهما حتى ذهب بعض المراقبين للشأن الليبي إلى حد القول إن "تركيا تعمل على نسج خيوط للتقريب بين المعسكر الأمني الشرقي ونظيره الغربي"، في حين أكد آخرون أن حكومة رجب طيب أردوغان بدأت تتخلى عن المعسكر الغربي موجهة شراع سفنها السياسية نحو الشرق الليبي. تصورات فندها الكاتب السياسي المتخصص في الشأن الليبي عبدالله الكبير الذي أكد في حديث إلى "اندبندنت عربية"، أن "تركيا مثلها مثل بقية الدول المتداخلة في ليبيا تبحث عن مصالحها فقط"، موضحاً أن إنهاء الانقسام الأمني والسياسي في ليبيا ليس على رأس أولويات المجتمع الدولي خلال الوقت الحالي.

بروتوكول

وتعليقاً على ظهور صدام حفتر إلى جانب عماد الطرابلسي قال الكبير "لا يعدو أن يكون سوى جانب بروتوكولي والأتراك هم من رتبوا لذلك"، مستدركاً أن لقاء وزير داخلية الدبيبة (غرب) مع رئيس قوات الأركان البرية (شرق) في تركيا لا تزال أسبابه غير واضحة، "فالجلوس جنباً إلى جنب لا يعني أن هناك علاقة تقارب تلوح في الأفق بين المعسكرين، بل هو مجرد لقاء عارض لا يشير إلى أن هناك تفاهمات بين حكومة الدبيبة ومعكسر حفتر".

وخرج مفتي حكومة الدبيبة الشيخ الصادق الغرياني في كلمة مرئية قائلاً إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غير راض على ما تقوم به ليبيا الآن، والأجدر بكم أن ترجعوا إلى حليفكم طوعاً"، في إشارة منه إلى عقبات انفتاح تركيا على الشرق الليبي مقابل التخلي عن الدبيبة. وفي الإطار أوضح الكبير أن تركيا موجودة على الأرض في الغرب الليبي قبل مجيء الدبيبة للحكومة، باعتبار أن نفوذها معزز باتفاقية أمنية وبحرية ومذكرة تفاهم تعود إلى عام 2019 في عهد حكومة "الوفاق الوطني" السابقة برئاسة فايز السراج.

أهداف توسعية

ونوه إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "لن يتخلى عن المعسكر الغربي لأن بلاده لديها تحالفات كبيرة في المنطقة الغربية مع مجموعات أمنية وأقطاب سياسية"، موضحاً أن "تركيا انفتحت على الشرق الليبي منذ عامين وهي بصدد نسج علاقات أمنية وسياسية هناك، وذلك جلي من خلال دعوتها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس صندوق الإعمار بلقاسم حفتر، والآن توجهت نحو رئيس القوات البرية الفريق ركن صدام خالد حفتر لأنها تعي جيداً أنه المقرب من والده قائد قوات الشرق خليفة حفتر".

وقال الكاتب السياسي المتخصص في الشأن الليبي إن "وجود تركيا في الغرب والشرق يجعل منها لاعباً مهماً في ليبيا"، مشدداً على أنها لن تتخلى عن الغرب الليبي سواء كان رئيس حكومة "الوحدة الوطنية" عبدالحميد الدبيبة موجوداً على رأس الحكم أو لا، "لأنها لن تغامر بخسارة عقودها في التنقيب عن الغاز بالسواحل الليبية ولن تتخلى أيضاً عن نفوذها الأمني وبخاصة أن لديها قوات عسكرية بواحدة من أهم القواعد العسكرية الليبية وهي قاعدة ’الوطية‘ غرباً قرب الحدود التونسية". وأكد قبل أن يختم أن "العلاقات التركية مع القطب الشرقي ستتوطد أكثر مستقبلاً في ظل التقارب المصري-التركي لتحقق بذلك حكومة أردوغان أهدافها التوسعية في إطار سياستها البراغماتية".

المحلل السياسي المقرب من المعسكر الشرقي أحمد المهداوي عارض التوجه الذي ذهب إليه الكاتب السياسي المتخصص في الشأن الليبي عبدالله الكبير وقال إن الدعوة التركية للفريق ركن صدام حفتر تعطي مؤشرات واضحة لتغير الموقف التركي الرسمي من القطب الغربي لمصلحة القيادة العامة للجيش الوطني الليبي (شرق)، مشيراً إلى أن "هذه الدعوة قدمت دلالات على أن الجانب التركي بدأ يدرك أهمية الرؤية التي تتبناها قوات المشير خليفة حفتر في دعم الاستقرار وإنهاء الوجود المسلح خارج شرعية الدولة".

ونوه إلى أن "هذه الدعوة تأتي أيضاً كمحاولة من الجانب التركي لمواكبة قطار الإعمار الذي تشرف عليه القوات المسلحة، ومن ثم الجانب التركي وظف نظرية المصلحة والقوة في تحديد أهداف سياسته الخارجية تجاه الأطراف الليبية، ناهيك بالمقاربات السياسية الأخرى بين الأتراك ودول داعمة للمعسكر الشرقي، بالتالي أدركت تركيا أنها كانت تراهن على أطراف سياسية ضعيفة وغير جدية في التعاطي مع الأزمة الليبية"، في إشارة منه إلى حكومة الغرب الليبي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الاستقرار

"الانفتاح التركي اليوم هو منهجية سياسية تتبعها أنقرة في سياق استيعاب التناقضات وتجاوزها على الصعيدين الدولي والإقليمي"، هكذا وصف المحلل السياسي يوسف البخبخي توجه تركيا نحو الشرق الليبي. وأشار إلى أنه "انفتاح تلقته قوى الشرق الليبي برغبة وترحيب في سياق تحجيم الدور التركي المناوئ لتحييده في لعبة الصراع".

وقال إنه "من المنظور التركي يظل الانفتاح على المشروع العسكري في الشرق هو إعطاء دور أوسع وأشمل للحضور التركي، دور من الممكن أن يساهم في إيصال ليبيا إلى قدر من الاستقرار ويمكن تركيا من تحقيق مأربها في الوصول إلى المناطق الاقتصادية الخالصة عبر اتفاقها البحري مع السلطات الليبية". وتابع "الانفتاح التركي على معسكر الشرق لا يعني بالضرورة التخلي عن معسكر الغرب، لأن الغرب الليبي يبقى نقطة الارتكاز في مقاربة تركيا. فالغرب هو مركز صناعة القرار السياسي الذي لا يمكن تجاوزه، بل هو مجرد انفتاح قائم على التوازن الدقيق الذي يظل الغرب فيه نقطة الانطلاق والعودة". ورأى البخبخي أنه "من منطق توازن القوى ما زال الغرب يمتلك من أسباب القوة السياسية والعسكرية ما يخول له منع معسكر ما يعرف بـ‘الرجمة‘ من أية محاولة للسيطرة على العاصمة، وهو أمر تدركه تركيا جيداً"، وفق تعبيره.

دور جديد

واستغرب البخبخي ذهاب بعض الآراء إلى قراءة الانفتاح التركي على معسكر الشرق على أساس "ثنائية التضاد" أي الشرق مقابل الغرب، مؤكداً أنها "قراءة لا تأخذ بعين الاعتبار توازنات الواقع وما يختزنه الغرب من أسباب القوة والشرعية التي لا قيمة لأي اتفاق أو مذكرة تفاهم من دونها".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير