ملخص
عراقيون يتساءلون: لماذا لم تطلق إيران منظومات "أس-200" و "أس-300" التي تمتلكها لصد الهجمات؟
العراق لديه عقد لشراء منظومة دفاع جوي متطورة من كوريا الجنوبية، إلا أن إدخالها الخدمة يحتاج إلى وقت بعد تدريب الكوادر العراقية.
محدودية الضربة الإسرائيلية على إيران وعدم استهدافها المنشآت النفطية أو النووية لم تحل دون ظهور مخاوف من توسيع دائرة الصراع في المنطقة ليشمل الفصائل المسلحة في العراق، باعتبار أنها تشن هجمات متكررة ضد أهداف داخل إسرائيل التي أقرت بسقوط قتلى وجرحى نتيجة تلك العمليات، مما يشير إلى تأثير تلك الهجمات في الداخل الاسرائيلي.
وكانت تل أبيب أعلنت ضرب مواقع عسكرية عدة داخل إيران صباح أمس السبت رداً على هجمات طهران في وقت سابق هذا الشهر، في خطوة تصعيدية تنذر بتدهور الأمور بصورة دراماتيكية، وذكرت وكالة أنباء إيران الرسمية في بيان أن جنديين قتلا خلال الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران السبت، وجاء فيه أن " الجيش الإيراني ضحى باثنين من مقاتليه أثناء التصدي للصواريخ التي أطلقها النظام الصهيوني المجرم، دفاعاً عن أمن إيران وحماية لشعبها ومصالحها"، بينما توعدت طهران برد متناسب على الهجمات الإسرائيلية عليها، وفق ما نقلت وكالة أنباء إيرانية شبه رسمية.
فيما يتعلق بما إذا كانت إسرائيل قد استخدمت الأجواء العراقية في توجيه ضربات إلى إيران وفقاً للرواية الإيرانية، فقد أدانت الحكومة العراقية الهجوم الإسرائيلي، لكنها لم تصدر بياناً رسمياً ينفي أو يؤكد هذه الرواية. ومع ذلك، نفى مستشار حكومي عراقي في تصريح متلفز استخدام إسرائيل للأجواء العراقية، رافضاً ما أعلنته بعثة إيران لدى الأمم المتحدة حول هذا الأمر. وأكد حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي، أن "العراق لا يتعامل مع إسرائيل، بل هو في حالة عداء معها منذ عام 1948، ولا يمكن أن يسمح باستخدام أجوائه لضرب إيران"، كما أشار إلى أن "الحكومة العراقية أدانت القصف الإسرائيلي لإيران بأشد العبارات" مشدداً على أن بلاده "تستخدم المسار الدبلوماسي لحل الأزمة في المنطقة".
وعلى رغم عدم تحديد الرد الإيراني وطبيعته، وهل سيجري بصورة مباشرة أم من طريق الفصائل المسلحة المرتبطة بها، إلا أنه يظهر حجم التوتر في منطقة الشرق الأوسط وغزة ولبنان بخاصة، في حين تتجه بعض الآراء إلى إمكان إيجاد تسوية بين الأطراف المتنازعة يبعد ويلات الصراع عن المنطقة.
ضربة غير محدودة
ويشير أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عصام الفيلي إلى أن تصعيد الفصائل المسلحة لعملياتها ضد إسرائيل يعتمد على ما يحدث في لبنان وغزة، فيما استبعد أن تكون أية ضربة إسرائيلية محدودة، وقال الفيلي "إذا جرت مفاوضات بين إسرائيل واللبنانيين وغزة وكانت نتائجها إيجابية ستعلق الفصائل المسلحة العراقية ضرباتها على إسرائيل، إلا أن أي رد إسرائيلي سيؤخذ أبعاداً أخرى، وستكون الضربة المقبلة كبيرة ولن تكون محدودة".
التسوية في غزة ولبنان
وبين الفيلي أن زيادة وتيرة ضربات الفصائل المسلحة العراقية على إسرائيل يتوقف على الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان، وكذلك استهداف غزة، بمعنى أن الفصائل الموجودة في العراق تتحرك عندما تكون هناك شدة في الضربات الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية وغزة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
اختراق أجواء العراق
وعن إمكانات الدفاعات الجوية العراقية لمواجهة إسرائيل، ولا سيما بعد تأكيد إيراني أن الهجمات الإسرائيلية جاءت عبر الأجواء العراقية، بيّن الفيلي أن "الأجواء العراقية مخترقة ودول الجوار ترسل صواريخها عبر الأجواء العراقية، وما قامت به إسرائيل من استهداف إيران ترفضه الحكومة العراقية، فهي ترفض أية ممارسات تجري على أرضها وفي سمائها ضد دول الجوار".
وتساءل الفيلي "هل أن الأجواء العراقية تحت السيادة العراقية، فالتطور السيبراني والتقني وطائرات الشبح كلها أمور تسمح باختراق الأجواء العراقية بسهولة لضرب دول مجاورة، حتى إن هناك دولاً مجاورة للعراق تمتلك منظومات متقدمة لا تستطيع أن تكشف طبيعة الضربة"، متسائلاً "لماذا لم تطلق إيران منظومات 'أس 200' و'أس 300' التي تمتلكها لصد الهجمات؟".
ووسط التساؤلات عن الطريق التي سلكتها الطائرات المسيرة الإسرائيلية، أكد الجانب الإيراني أن الهجوم الإسرائيلي سلك الأجواء العراقية، وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة السبت الماضي إن طائرات حربية إسرائيلية هاجمت من المجال الجوي العراقي وألقت باللوم على الولايات المتحدة فيما وصفته بـ "تواطؤها".
وأضافت البعثة الإيرانية في منشور عبر "إكس" أن "المجال الجوي العراقي تحت احتلال وقيادة وسيطرة الجيش الأميركي، والنتيجة تواطؤ أميركي في هذه الجريمة"، فيما لم تعلق الحكومة العراقية على هذه التصريحات.
لا دفاعات عراقية
وفي هذا الشأن أكد مدير مركز العراق للدراسات الأمنية والإستراتيجية معتز محي عبدالحميد عدم امتلاك العراق منظومة دفاع جوي متطورة تستطيع إسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة التي تخترق أجواءه، مضيفاً أن "العراق لا يمتلك منظومة دفاع جوي متطورة تستطيع الدفاع عن أجوائه كما هو الحال في كثير من الدول"، ونظراً لإمكاناته فإنه لا يستطيع إسقاط الطائرات المسيرة أو الصواريخ أو الحد من وصولها إلى إيران.
دفاعات متطورة
ولدى العراق عقد لشراء منظومة دفاع جوي متطورة من كوريا الجنوبية، إلا أن إدخالها في الخدمة يحتاج إلى وقت بعد تدريب الكوادر العراقية، بحسب عبدالحميد، الذي أوضح أن مثل هذه المنظومات أقل تطوراً من بقية المنظومات الموجودة في إيران وبعض دول الجوار، لأن منظومة الدفاع الجوي الإيراني تعتمد على منظومة دفاع جوي ذات منشأ روسي، والأردن وتركيا ودول محيطة أخرى تمتلك منظومات دفاع جوي أميركية متطورة، عكس العراق الذي لا يمتلك مثيلاتها.