Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إرسال قوات كورية شمالية إلى أوكرانيا لن يحقق المكاسب التي يريدها بوتين

دبلوماسيون سابقون يتحدثون عن أن تعميق فلاديمير بوتين لعلاقاته مع كوريا الشمالية قد يضر بالعلاقات مع الصين

كيم جونغ أون يتفقد الجنود في موقع لم يكشف عنه في وقت سابق من هذا العام) وكالة الأنباء المركزية/وكالة الصحافة الفرنسية)

ملخص

حذر دبلوماسيون ومحللون بريطانيون سابقون من أن نشر قوات كورية شمالية في روسيا لدعم غزو أوكرانيا يعكس يأس الرئيس فلاديمير بوتين، لأنها لن تحسن بصورة كبيرة من وضع روسيا في ساحة المعركة.

حذر دبلوماسيون ومحللون بريطانيون سابقون من أن نشر قوات كورية شمالية في روسيا لاستخدامها في غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا علامة يأس من الرئيس الروسي لا تعدو كونها مجرد حل سريع لخسائر في الخطوط الأمامية من شأنها أن تسبب مشكلات على المدى الطويل.

ذكرت الاستخبارات الكورية الجنوبية والأوكرانية أن الآلاف من القوات الكورية الشمالية، بمن في ذلك 500 ضابط وثلاثة جنرالات، قد نشروا أخيراً في روسيا لسد الثغرات في جيش موسكو، ويعتقد أن 12 ألف جندي كوري شمالي تقريباً جاهزون للانضمام لهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة، إنه يتوقع انضمام عديد من تلك الوحدات إلى القتال في منطقة كورسك الروسية، التي تحتلها كييف منذ مطلع أغسطس (آب)، في أقرب وقت في نهاية الأسبوع.

ويرى إميل كاستيلمي الذي يدير مجموعة بلاك بيرد التي تتابع مسار الحرب في أوكرانيا، أنه من غير المرجح أن تحسن هذه القوات الكورية الشمالية من مركز روسيا في ساحة المعركة بصورة كبير.

ويقول، "ليس لديهم خبرة ملموسة في مواجهة التحديات في ساحة معركة حديثة، وحتى التدريب السريع الذي أجراه لهم الروس قد لا يؤهلهم بصورة جيدة لذلك". "مهما كان ترتيبها، فمن المرجح أن القوات القادمة قد لا تؤثر جداً على نتيجة المعركة في الميدان".

لكن السيد بوتين الذي يواجه خسائر بالمئات من الجنود يومياً، أصبح يائساً، وفقاً لجون فورمان، ملحق الدفاع البريطاني السابق في موسكو بين عامي 2019 و2022 المتخصص في تحليل شبه الجزيرة الكورية.

"إنها علامة على اليأس. لقد اضطروا إلى الذهاب إلى كوريا الشمالية لإنقاذهم من أجل الحصول على القوة البشرية والذخيرة. وهذا يدل على ضعف المؤسسة الصناعية العسكرية الروسية وعلى يأسهم من انضمام الأفراد إلى صفوفهم".

ويضيف، "إذا كنت تريد أن تكون قوة عظمى، فلا يجب أن تتملق لكوريا الشمالية".

ومع ذلك، فقد تطورت علاقة روسيا مع كوريا الشمالية بصورة كبيرة منذ أن أطلق السيد بوتين غزوه، إذ تبحث روسيا عن حلفاء.

ويفيد السيد فورمان أنه يتذكر أن نظيره الكوري الشمالي "لم يكن لديه ما يفعله" عام 2020. ويقول، "لم أستطع أن أفهم لماذا كان لديهم واحد في موسكو". "لكن الأمور تغيرت في السنوات الأربع الماضية."

في وقت سابق من هذا العام، بدأت كوريا الشمالية بإرسال قذائف مدفعية إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا. وبعد فترة وجيزة، أرسلت صواريخ باليستية. وقد ساعدت هذه الإمدادات موسكو على استعادة زمام المبادرة على الجبهة الشرقية، حيث استولت القوات الروسية على ما يقارب 300 ميل مربع من منطقة دونيتسك عام 2024. في الشهر الماضي تقدمت القوات الروسية بأسرع معدل لها في الحرب بأكملها، وفقاً للاستخبارات الغربية.

لكن تلك المكاسب جاءت بكلفة بشرية هائلة، إذ استخدمت روسيا موجات من القوات في محاولة لاجتياح الخطوط الدفاعية الأوكرانية.

ومن الناحية الدبلوماسية، يمكن أن يدفع السيد بوتين ثمناً أيضاً، إذ إن استخدام قوات بيونغ يانغ لتعزيز القوات الروسية قد يضر بعلاقة موسكو مع الصين، أقوى حلفائها. ويكافئ الكرملين كوريا الشمالية بمزيد من الدعم، بما في ذلك التكنولوجيا النووية.

يقول إدوارد هويل، الزميل في مؤسسة كوريا في برنامج آسيا والمحيط الهادئ في مركز تشاتام هاوس للأبحاث، "ما رأيناه الأسبوع الماضي هو تصعيد آخر في العلاقة".

"تدرك كوريا الشمالية أن عليها أن تزود بوتين بما يحتاج إليه من أجل الاستفادة مالياً ومن حيث تكنولوجيا الصواريخ".

ويشير السيد هاول إلى أن هذا الأمر قد أثار قلق كوريا الجنوبية واليابان وتايوان، من ثم دفعها أكثر نحو الولايات المتحدة، مما خلق ما تعتقد بكين أنه تحالف على غرار الناتو في منطقة المحيطين الهندي والهادئ معاد للصين بصورة أساسية.

يقول السيد هاول، "لا تهتم روسيا وكوريا الشمالية بسمعتهما العالمية". "لكن الصين تهتم أكثر بكثير بسمعتها ومكانتها الدولية."

في حين أن بكين تدعم روسيا وكوريا الشمالية، بقدر ما هما متحدتان في معارضة النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، فإن اهتمامها الأساسي هو استعادة السيطرة على تايوان، التي تعتقد أنها جزء من أراضيها.

ومع ذلك، فإن تركيز روسيا على أوكرانيا له تأثير غير مباشر على التحالفات الموالية لتايوان في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

يقول سير لوري بريستو السفير البريطاني السابق لدى روسيا في الفترة من 2016 إلى 2020، "منذ بداية تودد روسيا وكيم جونغ أون لبعضهما بعضاً، كانت هناك درجة من عدم الارتياح لدى الصين وآخرين، بما في ذلك كوريا الجنوبية واليابان".

"فالصين مضطرة إلى إدارة سلسلة معقدة كاملة من العلاقات والمصالح. وهي ليست في حاجة إلى أن تزيد روسيا من تعقيد ذلك."

ولكن، في نهاية المطاف، أصبحت حرب السيد بوتين في أوكرانيا شاملة، واختبار العلاقات مع أكبر حلفائه هو مقامرة يشعر أنه يجب عليه القيام بها.

يقول السيد فورمان، "يتمثل نهج بوتين هو حاجته إلى كسب الحرب بصرف النظر عن العواقب".

وفي نهاية المطاف، يقول السير لوري، "إن بوتين الآن مستعد للذهاب حتى النهاية".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل