Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الذكاء الاصطناعي يتحكم في مستقبل الاستثمار

تقديرات بأن التقنية الجديدة بوسعها إضافة 20 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030

هيمن الذكاء الاصطناعي على سماء نقاشات قادة المال والأعمال وأصبح هو البوصلة التي ترشد مديري الشركات الكبرى في إعادة رسم خرائطها الاستثمارية، إذ نوه كبار المديرين التنفيذيين بأهمية استخدام التقنية الجديدة في اتخاذ القرارات الاستثمارية، لا سيما المتعلقة بإدارة الأصول، معتبرين أن التوجه الأكبر للأقطاب المالية هو تعظيم حجم رؤوس الأموال لتحقيق الرقمنة وخفض الانبعاثات الكربونية.

جاء ذلك أثناء ندوات مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" في نسخته الثامنة المقامة في الرياض تحت شعار "أفق لا متناهٍ... الاستثمار اليوم لصياغة الغد"، وتستمر حتى غداً الخميس وسط حضور نحو 7000 من قادة الأعمال وصناع السياسات الدوليين لبحث التحديات العالمية وفرص الاستثمار الواعدة على رغم الاضطرابات والتوترات التي تشهدها المنطقة والعالم.

وأكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان أن سياسة بلاده في دعم استقرار الإقليم والمنطقة أصبحت محل احترام أرباب الأعمال، جعلتهم يتدفقون إليها بحثاً عن الفرص في مشاريعها التنموية.

وأضاف "المستثمرون يبحثون عن العوائد وخطط طويلة الأمد وقيادة جريئة في اتخاذ القرارات وبيئة صحية للأعمال، ومجتمعات شابة وفتية، وبيئة ممكنة للقطاع الخاص، وكلها موجودة في السعودية، لهذا هم هنا".

وفي السياق نفسه لفت رئيس مجلس إدارة مؤسسة "مبادرة مستقبل الاستثمار" ياسر الرميان في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر إلى أن "المبادرة أصبحت قوة تحويلية وسهلت صفقات بقيمة تزيد على 125 مليار دولار"، مفيداً بأن مؤشر أولوية مبادرة مستقبل الاستثمار الذي أطلق هذا الأسبوع يسلط الضوء على القضايا العالمية الملحة مثل عدم الاستقرار الاقتصادي وارتفاع كلفة المعيشة والتفاوت في الرعاية الصحية والتفاوت الاجتماعي والتوترات السياسية التي تمتد كلها عبر الحدود.

اقتصاديات الجغرافيا السياسية

وفي إطار تسليط الضوء على الذكاء الاصطناعي، ذكر الرميان أنه "يمكن للذكاء الاصطناعي وحده إضافة 20 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، مما يحول الصناعات ويعزز الإنتاجية ويعالج التحديات الحرجة".

وأوضح أنه بحلول عام 2027 سيصبح دور الذكاء الاصطناعي كمحرك اقتصادي معياراً للقوة الوطنية، ويعد بأدوات قادرة على حل المشكلات ودفع الإنتاجية التي ستؤثر في كل قطاع من الرعاية الصحية إلى الطاقة.

ويرى الرميان أن السعودية تتمتع بمكانة جيدة للغاية لتصبح مركزاً عالمياً، وليس إقليمياً فحسب، في مجال الذكاء الاصطناعي لأسباب عدة، من بينها الاستغلال الفاعل والكلفة المنخفضة للطاقة، إلى جانب الأراضي الشاسعة وامتلاكها معظم التقنيات في مجال الطاقة المتجددة، فضلاً عن الوقود الأحفوري.

وإلى طاولة "مبادرة مستقبل الاستثمار"، اجتمع كبار المديرين التنفيذيين ورؤساء المؤسسات في الجلسات الحوارية التي بحث أهمها "اقتصاديات الجغرافيا السياسة" لمناقشة أهمية الاستثمار في الاقتصاديات والمشاريع التنموية وتوفير قوانين وأنظمة تشريعية تجذب المستثمرين الدوليين والاستفادة من التقنيات الحديثة لتحقيق النمو.

 

فيما حذر الرئيس التنفيذي لمجموعة "بلاك ستون" ستيفن شوارتزمان من تناقص مجال الكهرباء بسبب الاستهلاك الهائل الناجم عن استخدامات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، ورجح أن عدداً من الدول ذات الاقتصادات العملاقة مرشحة لأن تعاني نقصاً في الكهرباء بسبب النمو الهائل للذكاء الاصطناعي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

روبوتات شبيهة بالبشر

وفي جلسة حل فيها إيلون ماسك ضيفاً افتراضياً على منصة المبادرة، أوضح أن الذكاء الاصطناعي يشكل تحديات لا بد من التعامل معها بجدية، وأضاف أنه بحلول عام 2029 سيكون بوسع الاختراع الجديد "فعل أي شيء يقوم به البشر، فبحلول 2040 سيكون عدد الروبوتات الشبيهة بالإنسان أكثر من عدد البشر وسيكون هناك ما لا يقل عن 10 مليارات روبوت وستراوح أسعارها ما بين 20 و25 ألف دولار"، لذلك دعا إيلون ماسك إلى الاهتمام بصورة أكبر بالذكاء الاصطناعي، نظير التأثير الكبير الذي يرى أنه يمثله في المستقبل القريب.

 

تخيل عالماً تتجاوز فيه الروبوتات الإنسانية عدد البشر، هذا ما قال إيلون الرئيس التنفيذي لشركة "تيسلا" إيلون ماسك إنه سيكون واقعاً بحلول عام 2040.

وجاءت توقعات ماسك خلال مؤتمر مبادرة الاستثمار المستقبلي السنوي في الرياض في السعودية أمس الثلاثاء، إذ صرح قائلاً: "أعتقد أنه بحلول عام 2040 سيكون هناك على الأرجح عدد أكبر من الروبوتات الإنسانية مقارنة بالبشر، وسيكون لدى كل دولة ذكاء اصطناعي أو ذكاءات عدة، وسيكون هناك كثير من الروبوتات، أكثر بكثير من عدد البشر."

وفقاً لمؤشر سكان العالم التابع لمكتب الإحصاء الأميركي ، يبلغ عدد البشر حالياً نحو 8.2 مليار.

وقال إيلون ماسك إنه من المتوقع أن يوجد بحلول عام 2040 في الأقل 10 مليارات روبوت إنساني، بأسعار تتراوح بين 20 و25 ألف دولار.

وكان أشاد ماسك سابقاً بارتفاع عدد الروبوتات الإنسانية والذكاء الاصطناعي المتقدم وتأثيره في الإنسانية، حتى ذهب إلى حد القول إن البشر سيواجهون "أزمة معنى".

عدد الروبوتات الإنسانية

وقال ماسك في قمة "أول-إن" 2024 التي استضافها بودكاست "أول-إن" في سبتمبر (أيلول) الماضي، إنه "إذا كان لديك روبوتات إنسانية، عندما لا يكون هناك حد حقيقي لعددها، ويمكنها العمل بذكاء كبير، فلا يوجد حد فعلي للاقتصاد في ذلك."

ومع ذلك يختلف الخبراء مع ادعاء ماسك بأن ثورة الروبوتات الذكية تقترب، إذ قال المؤلف والعالم غاري ماركوس لموقع "ديكريبت": "يمتلك إيلون تاريخاً من التوقعات المبالغ فيها حول الذكاء الاصطناعي، وهذا ليس استثناء."

وخاطب رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز الشريف على منصة المنتدى حضور المناسبة العالمية، وأكد رهانه على شباب بلاد والذكاء الاصطناعي لتشكيل أرض خصبة لبناء المستقبل.

وقال "الاستثمار في الشباب لتمكين المستقبل ضروري، وباكستان محظوظة بشيء ثمين حقاً هو شبابها، فهم موهوبون ومسلحون بروح لا تعرف الكلل، وهم الآن مستعدون لمواجهة التحديات الناشئة"، مشيراً إلى "الذكاء الاصطناعي ليس مجرد اتجاه؛ فهو يعمل على إحداث ثورة في الاقتصادات والمجتمعات والصناعات، وفي هذه المرحلة الحرجة، لا تكتفي باكستان باحتضان الذكاء الاصطناعي، بل نحن ملتزمون بالتفوق فيه".

ولفت وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح من جهته إلى حجم التغيرات التقنية الهائلة التي يشهدها العالم حالياً، ودور الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة النمو الاقتصادي، مؤكداً أن هذه التطورات لا تعزز الأسواق الرأسمالية فحسب، بل تفتح فرصاً جديدة لإعادة التوازن في التنافسية العالمية بين الشركات والدول.

وفي السياق، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو" أمين الناصر على هامش المؤتمر أن "الذكاء الاصطناعي مهم استراتيجياً" وأنه كان عاملاً مساعداً لعملاق النفط السعودي لتقليل الكلف وتعظيم الأرباح.

أقطاب "وول ستريت"

وتبحث ندوات المؤتمر، المعروف أيضاً بـ"دافوس الصحراء"، استراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات العالمية ودور أفريقيا في الاقتصاد العالمي وتعزيز دور المرأة في المناصب القيادية والهياكل الداخلية والجوانب العملية للاستثمارات.

وقالت الجهة المنظمة إن المبادرة تستقطب في نسختها هذا العام نحو 7 آلاف ضيف و500 متحدث يمثلون شركات، إلى جانب أقطاب من "وول ستريت" و"وادي السيليكون"، في وقت تتقلص السيولة في مناطق أخرى من العالم، خصوصاً في الصين.

اقرأ المزيد