ملخص
أكد وزير الاستثمار السعودي أن الناتج المحلي الإجمالي شهد زيادة بنسبة 70 في المئة منذ إطلاق "رؤية 2030" لتصبح بلاده ثاني أسرع الاقتصادات نمواً بين دول "مجموعة الـ20"
في عالم يتغير بوتيرة متسارعة يتجلى التفاؤل كقوة محورية لدى القادة الذين يسعون إلى تحويل التحديات إلى فرص خلال الجلسات الحوارية المعنونة "هل يستطيع القادة التفاؤل بدلاً من الحذر؟" ضمن مبادرة "مستقبل الاستثمار" التي انطلقت في يومها الأول في العاصمة السعودية، إذ تناول عدد من المشاركين أهمية محور الذكاء الاصطناعي في ثورة الاقتصاد الحديثة، معربين عن تفاؤلهم بهذا الإنجاز.
بين الذكاء الاصطناعي والبخار
طرح وزير المالية التركي محمد شيشمك مفارقة مثيرة بين ثورتين غيرتا وجه التاريخ، "ثورتي الذكاء الاصطناعي والمحرك البخاري"، وعلى رغم الفوارق الزمنية والتكنولوجية، فإن القواسم المشتركة بين الثورتين تكشف عن عمق التحديات التي تواجه البشرية، إذ أفرزت الأولى نقلة نوعية في الإنتاجية على حساب عديد من الوظائف التقليدية، بينما تهدد الثانية بعض المهارات البشرية.
في هذا السياق رأى شيشمك أن هذه المقارنة تمثل تنويهاً مهماً لما أشار إليه وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح الذي أكد أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تحدٍّ، بل هو دعوة للتفاؤل ومحرك للأمام.
تأثير التوترات الإقليمية
وطرح الفالح تساؤلات حول تأثير التوترات الإقليمية والاضطرابات في البحر الأحمر على البيئة الاقتصادية والاستثمارية في السعودية، وعلى رغم اعترافه بأن هذه التحديات تؤثر بصورة مباشرة على الاقتصاد، فإنه أشار بفخر إلى أن "رؤية السعودية 2030" أسست لبيئة دافعة للنمو تفوق العوامل المعوقة، وأكد أن الناتج المحلي الإجمالي شهد زيادة بنسبة 70 في المئة منذ إطلاق الرؤية، لتصبح السعودية ثاني أسرع الاقتصادات نمواً بين دول "مجموعة الـ20"، على رغم التذبذبات والصدمات التي مرت بها الأسواق، بما في ذلك سوق النفط.
وفي حديثه عن "رؤية 2030" أضاف الوزير السعودي إلى "أن الاقتصاد غير النفطي حقق نمواً بنسبة 4.5 في المئة منذ عام 2017، مما يعكس فاعلية هذه الرؤية في تحقيق أهدافها، وسلط الضوء على استهداف السعودية لجذب 3.3 تريليون دولار من الاستثمارات المباشرة، إذ تنمو هذه الاستثمارات بمعدل يزيد على ثمانية في المئة سنوياً".
واستعرض الفالح نجاح السعودية في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، محققاً 26 مليار دولار في العام الماضي، وكشف عن تسجيل السعودية 100 مليون زيارة سياحية خلال العام نفسه، وارتفاع عدد رخص المستثمرين الأجانب 10 أضعاف مقارنة بما كان عليه قبل إطلاق الرؤية، وأردف أن 540 شركة عالمية تتخذ من السعودية مقراً إقليمياً لها، متجاوزة المستهدف البالغ 500 مقر بحلول عام 2030.
تحولات الاقتصاد العالمي
من جهته سلط الاقتصادي أحمد الشهري من خلال تصريحه إلى "اندبندنت عربية" الضوء على التحولات العميقة التي يشهدها الاقتصاد العالمي بفضل الذكاء الاصطناعي، ويؤكد أن هذه التقنية تمثل قوة دافعة للنمو، من خلال تعزيز الإنتاجية وتقليل الكلفة، مما يخلق مستويات جديدة من المنافسة، مضيفاً "يعكس هذا التغيير تعاوناً غير مسبوق بين القدرات البشرية والبيانات الضخمة، مما يسهم في اتخاذ قرارات أكثر دقة وشمولية".
ويشير المتخصص الاقتصادي السعودي إلى "أن نجاح السعودية في مواجهة التوترات الجيوسياسية يعود إلى انسجام السياسة مع الاقتصاد، إذ تمتلك البلاد شراكات استراتيجية متنوعة مع دول عديدة، فيما الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية التي نفذت جعلت من السعودية نموذجاً لدولة المؤسسات القادرة على التكيف مع مختلف الظروف الإقليمية والعالمية". وأردف "تسهم هذه الإصلاحات بصورة فعالة في تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية، إذ ارتفعت نسبة مشاركة الإنتاج غير النفطي إلى 50 في المئة في فترة زمنية قياسية، متفوقة على عديد من الدول في سياق التحولات الاقتصادية، كما اعتمدت السعودية سياسات مالية ونقدية حكيمة، مما عزز استقرارها الاقتصادي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف الشهري، "إن الرياض تملك إطاراً فعالاً للتعاون الدولي، مما يعزز مكانتها الاقتصادية والسياسية في الساحة العالمية وعلى رغم التحديات الجيوسياسية المعقدة، تواصل السعودية جذب الاستثمارات والشركات العالمية، مما يدل على التزامها في استثمار السلام ورفاهية المستقبل لشعوب العالم".
مبادرة مستقبل الاستثمار
وأعلن الرئيس التنفيذي لمؤسسة "مبادرة مستقبل الاستثمار" ريتشارد أتياس، خلال المؤتمر الاستباقي أن النسخة الحالية من الحدث ستشهد توقيع صفقات دولية تتجاوز قيمتها 28 مليار دولار، إذ يجمع المؤتمر مسؤولين تنفيذيين من جميع أنحاء العالم، مما يعزز من مكانة المبادرة كمنصة عالمية للفرص الاستثمارية، إضافة إلى استضافة 180 جلسة حوارية، بمشاركة 600 متحدث من قادة السياسة والأعمال والمبتكرين، وستركز المناقشات على قضايا محورية تشمل التمويل، والذكاء الاصطناعي، والاستدامة، والطاقة، والجيو - اقتصاد، مما يوفر فرصة فريدة لاستكشاف آفاق جديدة وتبادل الأفكار حول التحديات والفرص التي يواجهها العالم اليوم.